قائد الثورة: ما يحدث الان ليس حربا بين الشيعة والسنة بل بين الارهاب ومعارضيه
اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان ما يحدث الان في المنطقة ليس حربا طائفية بين الشيعة والسنة بل هي حرب بين الارهاب ومعارضيه، حرب بين المنفذين لاهداف اميركا والغرب ودعاة استقلال الشعوب، حرب بين الانسانية والوحشية والهمجية.
وقال سماحته خلال استقباله صباح اليوم السبت أسر شهداء السابع من تير (28 حزيران /يونيو 1981، استشهاد آية الله بهشتي و 72 من رفاقه في حادث تفجير مقر الحزب الجمهوري بطهران من قبل جماعة خلق الارهابية)، ان الاعداء يعملون الان لاثارة حروب اهلية مع التاكيد بوضوح على الحرب بين الشيعة والسنة.
واكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة وعي ويقظة الشعب والمسؤولين في البلاد، وعدم الاستهانة بكيد العدو واضاف، انه لا ينبغي نسيان احقاد الاعداء المتراكمة، اذ انهم كارهون للثورة والشعب الايراني الذي يتعرض لحقد المستكبرين بسبب جهاده.
واشار آية الله الخامنئي، الى ان جميع هجمات الاستكبار العالمي ضد الشعب الايراني وفي مواجهة الصحوة الاسلامية مصيرها الفشل بالتاكيد، مؤكدا ان الاعداء لا يملكون اي بديل عن التجسيد الرائع للسيادة الشعبية الدينية في ايران الاسلامية.
وفي الاشارة الى احداث المنطقة، اكد سماحته ان اعداء الاسلام اليوم يركزون على اثارة الحروب الاهلية بين الشعوب لتتناحر فيما بينها تحت عناوين قومية ومذهبية.
واعتبر آية الله الخامنئي، الدعاية الاعلامية التي يقوم بها المستكبرون حول احداث العراق وبعض الدول الاخرى مؤشرا الى انهم يعقدون الامل على اثارة الحرب بين الشيعة والسنة واضاف، هنالك اليوم في العراق بقايا اتباع وجلاوزة نظام صدام يقومون بمعية افراد “مغفلين وجهلة وبعيدين عن الادراك والقيم المعنوية” بارتكاب الجرائم البشعة ويصف الاعداء هذه الاحداث على انها حرب بين الشيعة والسنة لكنها مجرد امنية (لهم).
واضاف قائد الثورة الاسلامية، انهم يصفون احداث العراق كذبا بانها حرب بين الشيعة والسنة الا انها في الحقيقة حرب بين الارهاب ومعارضيه، حرب اصحاب الميول الغربية ودعاة استقلال الشعوب، حرب بين الانسانية والهمجية والوحشية.
واشار سماحته الى محاولات اعداء الاسلام الرامية لتكرار احداث العراق في بعض الدول الاخرى واضاف، انه ينبغي على الشعوب مراقبة هذه التحركات عن كثب وان تدرك بان الاعداء لا يتوانون عن فعل اي شيء للقضاء على استقلال وعزة المسلمين.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، التخلص من “هاجس الصحوة الاسلامية ونهضة العالم الاسلامي” السبب الاساس وراء محاولات جبهة الاستكبار لاثارة الحرب بين الشيعة والسنة، واكد في تبيينه للسبل الاساسية لمواجهة الاعداء بان السيادة الشعبية الاسلامية هي وصفة العلاج التي لا بديل عنها.
واضاف، ان الشعب الايراني الابي والباسل تمكن لحد الان بفضل الباري تعالى وبفضل وحدته ويقظته ووعيه من احباط مخططات العدو، ولا شك انه سيبحبط من الان فصاعدا ايضا جميع هجمات ومؤامرات الاستكبار، ومن المؤكد ان جبهة قوى الهيمنة ستهزم في النهاية امام الصحوة الاسلامية.
واكد قائد الثورة حاجة المجتمع والبلاد لادراك ومتابعة رسالة الشهداء، معتبرا مواصلة وفاء الشعب لطريق الشهداء بانها توفر الارضية لاستمرار احباط مؤامرات قوى الهيمنة.
واعتبر سماحته يوم السابع من تير (28 حزيران /يونيو) يوما تاريخيا لا ينسى واضاف، ان الشهداء ليسوا بحاجة لنا بل نحن الذي نحتاج الى سماع رسالتهم ومعرفة اهدافهم ومتابعة سبيلهم الملهم للسعادة.
واشاد آية الله الخامنئي بمواكبة وصبر وشموخ اسر الشهداء والمضحين، معتبرا هذا الحادث الذي استشهد خلاله العشرات من انصار الامام الراحل والثورة وفي مقدمهم شخصية فكرية وعلمية وسياسية كبيرة أي آية الله الشهيد بهشتي، ظاهرة لدراسة وتقييم سلوك الشعب الايراني واعدائه.
واضاف قائد الثورة الاسلامية في هذا المجال، ان دراسة هذه الجريمة الكبرى والتمعن فيها يشير الى ان نظام الظلم العالمي الذي كان يشعر امام “منطق الجمهورية الاسلامية وفكر وثقافة الشعب الايراني” بالضعف والهزيمة، قد قدم الدعم والحماية للعناصر التي ارتكبت هذه الجريمة الوحشية والعناصر التي اغتالت نحو 17 الفا من مسؤولي وابناء هذا الشعب.
كما اعتبر سماحته، هذا اليوم مسرحا لفضيحة ادعياء مناصرة حقوق الانسان بالكامل واضاف، ان الضالعين وراء تلك الجريمة والعناصر التي اغتالت الالاف من ابناء الشعب الايراني هم في احضان الغربيين منذ ذلك الحين ويحظون بالترحيب الان ايضا في البرلمانات والمؤسسات الحكومية في اميركا والغرب.
واوضح قائد الثورة الاسلامية، انه في الوقت الذي يحتضن فيه ادعياء حقوق الانسان الغربيون العناصر الضالعة في الاغتيالات الدموية بحق ابناء الشعب الايراني، يجري اتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي نفسها ضحية للارهاب وانتهاك حقوق الانسان بارتكاب مثل هذه الاعمال، وهذه الحقائق تعتبر معيارا جيدا لتقييم مزاعم الغربيين.
واشار آية الله الخامنئي الى القصف الكيمياوي لاهالي مدينة سردشت في 29 حزيران /يونيو عام 1987 من قبل نظام البعث الصدامي في العراق واضاف، ان اميركا واوروبا ورغم القصف الكيمياوي لاهالي مدينة سردشت (غرب ايران) وقبل ذلك لاهالي مدينة حلبجة (كردستان العراق)، ايدت ودعمت النظام البعثي اعواما طويلة ولم تبد اي اعتراض على صدام ما دامت الاستفادة منه كانت قائمة، وهو ما يعتبر ايضا معيارا اخر للكشف عن حقيقة مزاعم الغربيين.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى صمود الشعب الايراني امام الاعداء واضاف، ان هذا الشعب بصموده وتحمله الاثمان قد جعل المنطق الذي يحمله منتصرا في مواجهة الاعداء بحيث ان كل انسان منصف اليوم يعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني مظلوما ولكن في الوقت ذاته “مقتدرا وابيا ومستقلا ومتطورا” وهو الطريق الذي سيستمر بفضل الباري تعالى وببركة وفاء الشعب لطريق الشهداء بسرعة وقوة اكبر.
واعتبر سماحته احباطات الاعداء على مدى العقود الثلاثة الاخيرة بانها ادت الى تراكم احقادهم تجاه الشعب الايراني واضاف، ان المستكبرين في العالم الكارهون للامام والثورة والشعب الايراني لا يتخلون عن مخططاتهم ومؤامراتهم، لذا ينبغي على الشعب والمسؤولين التحلي باليقظة والوعي التام.
ودعا قائد الثورة الاسلامية في الختام، جميع ابناء الشعب، مسؤولين ونخبا وفنانين وكتابا وعلماء وطلبة جامعيين، للحفاظ على التراث القيم لشهداء الثورة الاسلامية الشامخين واداء المسؤولين تجاه عظمتهم.
وكالة أنباء فارس