#فيصل_كرامي يقرأ نتائج الانتخابات: #ريفي فاز بأخطائنا
غسان ريفي:
لا يخفي الوزير السابق فيصل كرامي أنه يجري إعادة تقييم شاملة لعمل كل المحيطين به من كوادر ورموز ومفاتيح، وأنه بدأ بإعادة هيكلة ماكينته الانتخابية وكل المؤسسات العائدة له، وذلك من أجل محاسبة المقصرين، ومعالجة الخلل الذي أظهرته الانتخابات البلدية التي أدت الى فوز لائحة «قرار طرابلس» المدعومة من الوزير أشرف ريفي بـ16 مقعدا مقابل ثمانية للائحة «لطرابلس» المدعومة من التحالف السياسي العريض الذي كان كرامي جزءا أساسيا منه.
يرفض كرامي وضع أي فوز أو خسارة في الانتخابات البلدية ضمن الحسابات السياسية، فالمعركة بنظره كانت محلية وإنمائية، وما حصل كان بسبب أخطاء تقنية ارتكبها التحالف السياسي في تشكيل اللائحة وفي تسمية بعض الأشخاص واستبعاد آخرين، داعيا الى عدم بناء الأمجاد والأحلام السياسية على تنافس بلدي لو استبدلنا فيه اسما مكان اسم لانتهت القضية لمصلحتنا.
ويؤكد كرامي أننا في التحالف السياسي ركزنا على الكفاءات العلمية، حتى جاء من يصفنا بأننا شكلنا لائحة البرجوازيين وهذا الأمر من الطبيعي أن يثير حفيظة الطبقات الشعبية وأن يجعلها تنقلب علينا، لافتا الانتباه الى أننا أهملنا تمثيل منطقة التبانة التي انقلبت علينا بكاملها، ولم نتعاط موضوعيا مع المجلس الإسلامي العلوي الذي طرح لنا اسمين للائحة فرفضنا لأن «المستقبل» كان يريد تسمية أحد المرشحين العلويين، فخسرنا جبل محسن وأصوات العلويين الذي قاطعوا الانتخابات.
ويشير كرامي الى أن الطامة الكبرى كانت في الماكينات الانتخابية التي تراخت واتكلت على بعضها البعض، على أساس أن النتيجة محسومة لمصلحة التحالف، وبالتالي لم يرتق عمل معظم هذه الماكينات الى المستوى المطلوب، وهي لم تقم بواجباتها في التواصل مع الناخبين وحثهم على الانتخاب، كما لم يستوعب الناخبون أن التحالف السياسي الذي يمتلك أضخم الإمكانات المالية، سيحجم عن دفع الأموال، في الوقت الذي كانت فيه الجهة المقابلة تضخ الأموال للناخبين وهذا أمر موثق.
ويكشف كرامي أن التحالف العريض كان يحاول الابتعاد الكلي عن المواجهة السياسية، لأن المعركة بالنسبة إليه كانت إنمائية بامتياز، لذلك فإن أحدا من أركان هذا التحالف لم يرد على الاتهامات التي ساقها الوزير أشرف ريفي الذي اعتمد خطابا سياسيا تحريضيا حول خطر سوريا وإيران و «حزب الله» على بلدية طرابلس، وهو أمر يعلم الجميع أنه مجرد شعارات سياسية لا أكثر ولا أقل، ولو كنا عالجنا بعض الأمور التقنية في تشكيل اللائحة وقمنا بتمثيل التبانة فقط لفازت اللائحة بكامل أعضائها، وما حصل في الميناء أكبر دليل على ذلك، حيث نجحنا في اختيار الرجل المناسب وفزنا برغم كل شيء بـ17 مقعدا، كما حصدنا كل المقاعد الاختيارية.
ويرى كرامي أن هناك من يعمل على تكبير حجم ريفي السياسي في مواجهة الرئيس سعد الحريري، وبعض هؤلاء للأسف من «قوى 8 آذار»، لافتا الانتباه الى أن ما فعله ريفي في طرابلس هو أنه قام بسد الثغرات التي خلّفها التحالف السياسي في تشكيل لائحته، فعمل على جمع لائحتين بعضهما الى بعض وفيهما أسماء هي على تواصل دائم ومباشر مع المناطق الشعبية، إضافة الى تمثيل التبانة وسائر المناطق الأخرى، ولائحة من هذا النوع، في ظل إحجام التحالف السياسي عن دفع المال وعن الدخول في المهاترات والتجاذبات، وفي ظل تراخي الماكينات الانتخابية، والأخطاء الكثيرة التي ارتكبت، يمكن أن تحقق أكثرية المقاعد البلدية.
ويخلص كرامي للقول إن الأخطاء التي ارتكبها التحالف هي التي منحت الفوز للائحة «قرار طرابلس» المدعومة من ريفي، وهذا يجب أن يعلمه الجميع، أما الحديث عن انتصار سياسي فهذا لا يترجم في الانتخابات البلدية التي لا يمكن أن تحدد أحجاما أو أوزانا سياسية، وهذا الأمر نتركه للانتخابات النيابية التي من المفترض أن تكون قريبة.