فقر وأحزمة بؤس في إسرائيل!
موقع الخنادق:
يدحض الواقع في الكيان المؤقت الصورة التي يُروّج لها بمختلف الطرق والأساليب عن “اسرائيل” والحياة فيها التي تحاكي الدول الغربية والأوروبية بهدف جلب اليهود للاستيطان في أرض فلسطين المحتلّة. فالى جانب تراجع الأمن بفعل تهديدات المقاومة على كلّ الجبهات وبفعل الانقسامات السياسية الداخلية الحادّة، فّإن الأزمة المعيشية والاجتماعية حاضرة أيضًا، وخاصة في فترات حكم بنيامين نتنياهو.
في تقرير ، يختصر عنوانه الحالة الاقتصادية والمعيشية في كيان الاحتلال، “تقرير الفقر البديل: يعيش حوالي 2.3 مليون شخص، أي ربع سكان إسرائيل، في فقر”، أشار موقع “Calcalist” الى أنه خلال حكومة بنيامين نتنياهو الرابعة أنه منذ العام 2018 “كان واحد من بين كل أربعة إسرائيليين فقيرًا وواحد من كل ستة جائع، وهناك خوف خطير من أن الوضع لم يعد من المتوقع أن يتحسن”.
واتهم الموقع حكومة بنيامين نتنياهو (الرابعة) آنذاك أنها لم تحسن استخدام فائض الأموال من الميزانية العامة، قائلًا “لم تكن تعرف ماذا تفعل بفائض الأموال… كانت الحكومة تحرج نفسها وتعجز عن إيجاد 30 مليون شيكل اللازمة للرد على احتجاج النساء على قضية العنف الأسري. لكن أعطى نتنياهو 4.2 مليار شيكل للمعاقين دون بذل الكثير من الجهد”.
نقل الموقع تصريح لخبير اقتصادي قال فيه إن “ارتفاع تكاليف الكهرباء والماء والغذاء، والارتفاع المتوقع في أسعار السلع الاستهلاكية بعد ارتفاع الدولار، سيثقل كاهل الأسر المحرومة إلى مستوى آلاف الشواقل في السنة. العوائق التي تحول دون الخروج من الفقر ستزداد فقط وسيتعمق الفقر”. وذلك يدلّل على أن أزمة الطاقة والاقتصاد في كيان الاحتلال أعمق وغير مرتبطة بشكل مباشر بتداعيات الحرب الغربية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في شباط / فبراير من العام 2022.
صدر عن “مؤسسة التأمين الوطني” للاحتلال احصائيات عام 2018 حول مؤشر الفقر متعدد الأبعاد ويذهب بعيدًأ عن دراسة مؤشر الدخل فقط نحو “فحص النقص في خمسة مجالات ضرورية لحياة كريمة: السكن والتعليم والصحة والأمن الغذائي والقدرة على تغطية تكاليف المعيشة”. ووفقًا للمؤشر، فإن “مستوى الفقر في إسرائيل يزيد بنسبة 30% عن أرقام الضمان الاجتماعي، وارتفع بفارق 550 ألف شخص عن العام 2017”.
في هذا السياق أيضًأ بيّنت تقارير صادرة عن شركة التكنولوجيا “Leta” أنه يوجد في الكيان “553 ألف عائلة فقيرة تشكل 21% من العائلات ، و 1.3 مليون بالغ فقير يمثلون 22% من البالغين، ومليون طفل فقير يمثلون 36% من الأطفال، و ما مجموعه 2.34 مليون فقير يشكلون 26.5% من سكان إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك ، يعاني 16% من السكان من جوع متوسط (10%) أو شديد (6%)”.
في كانون الاوّل ديسمبر من العام 2020، تحدّثت منظمة “لاتيت” غير ربحية عن ارتفاع نسبة “الأسر الاسرائيلية التي تعيش في حالة فقر من 20.1% إلى 29.3%” وأضافت أن”850 ألف أسرة في إسرائيل تفتقر إلى عناصر التعليم والرعاية الصحية والغذاء الأساسية”.
أحزمة بؤس في اسرائيل!
حسب تقرير لـ “مونت كارلو الدولية”، ” هناك أحياء كاملة تعيش فقراً مدقعًا. وهذه الأحياء الفقيرة موجودة في أكثر من منطقة ومدينة” في المدن الفلسطينية المحتلّة عام 1948. اذ يشرح التقرير أنه “في حي “هتكفا” في تل أبيب تعيش 30 ألف عائلة في وضع من العوز والجوع وفي بيوت قديمة تكاد تنهار من العفن والرطوبة. ويمضي الجنود الهاربون من الخدمة العسكرية وقتهم في هذا الحي”.
كما “هناك عشرة آلاف عائلة تعيش في مبان عشوائية شُيدت بطريقة غير شرعية… وفي حي “نفي تسيدك” المجاور تكاد الأبنية تتعرض للانهيار، في حين تحولت الشوارع الضيقة إلى تجمعات لممارسة الجريمة”.
تتابع الصحيفة أن “زائر حي موراش أو حي مصرارة في القدس الغربية، سيرى شعارات “الفهود السود” على الجدران. وهي لافتات تطالب بتحويل النفقات الحكومية المخصصة للمستوطنات الجديدة لتطوير الاحياء الفقيرة القائمة. أما الأبنية فتشكو أصلاً من عيوب في البناء، وزاد في خطورتها تعاقب السنين والإهمال وعدم الصيانة. والملفت للنظر أن عدد المساكن أقل من عدد العائلات، مما يعني بوضوح أن الوحدة السكنية تضم أكثر من عائلة”.
كذلك “في حي “دال الرابع” حيث يعيش 20 ألف نسمة. الأبنية الفقيرة والبيوت البشعة تطل من الهضبات العالية على بحيرة طبريا لتؤكد أن هذا الحي ليس جزءاً من المدينة الراقية. الأوساخ والنفايات تتجمع في باحات المنازل، وصناديق البريد محطمة في مداخل البنايات، والأولاد يتسكعون في الشوارع من دون عمل”.