فقد 3 من اولاده وقدّمهم لـ”حزب الله”: “هل رضيت يا رب… خذ حتى ترضى”
صحيفة النهار اللبنانية ـ
ر. ع:
سامي مسلماني جنوبي من بلدة الجبين (صور) عاش أكثر اعوامه في بيروت وهو من مواليد عام 1954، فقد والده وافراداً من اسرته في ذروة ايام الحرب في العاصمة في السبعينات من القرن الفائت.
في الاسبوع الفائت عادت عواصف الفراق تحلّق فوق رأس مسلماني عندما ودّع نجله ابرهيم في حفل تشييع مهيب في محلة روضة الشهيدين في الغبيري وفي اسبوع أقيم في مسقطه الجبين. وكان ابرهيم قد سقط في سوريا وهو عضو في “المقاومة الاسلامية” ومن الشبان الأشداء الذي كان قد تشبع بتربية اسلامية – حسينية وخضع لأكثر من دورة عسكرية شارك فيها واسمه الحركي “عابس”.
تجمع الأهالي في البلدة فضلاً عن جمهور من “حزب الله” والتقوا في النادي الحسيني وتطلعوا الى صورة ابرهيم على المنبر وهو في بذلته العسكرية ويمتشق بندقيته ويقبّل عتبات مرقد السيدة زينب في دمشق.
تقبّل والده التهانىء على حد وصفه وليس التعازي وبدل ان يخفّف الأصدقاء عنه جراء فقدان نجليه وخسارته لهم، كان هو ينفذ هذه المهمة بوجه مبتسم ويقول ان الله ميّزه وخصّه بهذا التكريم وان ابرهيم سار في خطواته وفقاً لرسالة اهل البيت ورفع اسم السيدة زينب وحمل راية الاسلام.
وبالعودة الى ابرهيم فكان يشارك في القتال الدائر في سوريا وضمن مجموعات “حزب الله” وأصيب قبل اسابيع في رقبته واثناء فترة العلاج التي خضع لها في مستشفى الرسول زاره القيادي في الحزب الشيخ نبيل قاووق ناقلاً اليه تحيات السيد حسن نصرالله فأبلغه ابرهيم “سأعود اقاتل الى جانب اخوتي وانا اطلب الشهادة”. وبالفعل عاد الى سوريا ونال ما يريده.
هذه الواقعة التي حصلت لدى عائلة مسلماني عاشتها الألوف من العائلات الجنوبية والبقاعية التي التحق اولادها عن ايمان راسخ واقتناعات في صفوف “المقاومة الاسلامية” منذ اوائل الثمانينات الى اليوم ولا يزالون. لكن سامي كان يقاتل في الجبين ابان عدوان تموز 2006 وتصدّى للدبابات الاسرائيلية الى جانب نجليه حسن وعلي حين سقطا بدورهما في ارض المعركة. وقال سامي آنذاك في حديث لـ”النهار”: “لم استشهد في عام 1982 فادخرني الله ليكرمني بشهيدين في تموز 2006”.
وفي تموز 2013 سقط نجله الثالث ابرهيم في سوريا تلبية لنداء واجب المقاومة ورفع رايتها وحماية جمهورها وشعبها وتطبيق شعار السيد نصرالله “حيث يجب ان نكون سنكون”.
لسان حال سامي المقولة الاسلامية الآتية: “هل رضيت يا رب… خذ حتى ترضى”.