فشل سيناريو جديد للتآمر على سورية: تعويم «مجلس أسطنبول» وتسجيل إنجازات وهمية
هل يشكل نصب الـ«باتريوت» مدخلاً لزج تركيا في مغامرة عسكرية خاسرة!
صحيفة البناء اللبنانية ـ
حسن سلامه:
تجمع المعلومات التي تبلغتها جهات دبلوماسية مطلعة أن الحلف الغربي ـ الخليجي على قناعة تامة بأن محاولات إسقاط سورية أو حتى دفعها للحرب الأهلية المفتوحة، أصبحت من الماضي، على الرغم من بعض المؤثرات التي تظهر أحياناً، سواء من خلال الحراك الدبلوماسي للحلف المتآمر ضد سورية، أو من خلال بعض الأمور الميدانية، على غرار ما تحدثت عنه وسائل الإعلام التابعة لهذا الحلف هنا وهناك، كالذي حصل في الساعات الماضية في أحد المطارات العسكرية القريبة من دمشق.
وفي معلومات المصادر الدبلوماسية، أن دول الحلف المعادي لسورية لجأت في الأسابيع الأخيرة إلى خطة متعددة الجوانب لزيادة الضغوط على سورية، وقد اعتمدت هذه الخطة على مسألتين أساسيتين:
ـ المسألة الأولى، و قد ظهرت في الاجتماع الذي عقد في قطر بين معارضة الخارج وانتهى إلى ولادة «ائتلاف مشوه» لما يسمى المعارضة السورية في الخارج، وحقيقة الأمر أن ما حصل ليس أكثر من إعادة تعويم «لمجلس اسطنبول» بأسماء جديدة، بعد أن تأكد الحلف المتآمر، أن ما يسمى «المجلس الوطني السوري» لم يعد صالحاً للاستخدام، بعد أن استنفد دوره، وهو ما كانت أعلنت عنه صراحة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وتقول المصادر، إن هذا التعويم استهدف ليس فقط الضغط على سورية، بل أيضاً على الدول الداعمة لها، وبخاصة روسيا، سعياً وراء ابتزازها ودفعها لتغيير مواقفها من الأزمة السورية خصوصاً في ضوء مسارعة عواصم غربية وخليجية، للاعتراف بـ»إئتلاف الدوحة» على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري. وتلاحظ المصادر أن هذه الورقة ولدت ميتة من الأساس لاعتبارات عديدة، أبرزها أن الغرب الذي «أعد وأخرج» المولود المعوق لاجتماع الدوحة لم يجد شخصية وازنة، ولها تاريخها، غير المدعو أحمد معاذ الخطيب ـ المعروف اصلاً بتاريخه المتزمت والحاقد ـ ما شكل ضربة كبيرة لهذا الائتلاف المزعوم، والثاني أن حشد الشخصيات السورية المعارضة التي حضرت اجتماع طهران الأخير. أثبتت أن الذين حضروا اجتماع الدوحة هم قلة ولا يمثلون شيئاً على الأرض، وإن كان الغرب استخدم «ائتلاف الدوحة» لتصفية حسابات خاصة مع سورية، بدءاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى رئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون، وصولاً إلى حكام الخليج.
ـ المسألة الثانية: إن غرف الاستخبارات التي تدرك ما تعرضت له المجموعات المسلحة من ضربات في معظم مناطق وجودها بدءاً من مدينة حلب وصولاً إلى الحدود التركية، أعادت تجميع وتحريك هذه المجموعات باتجاه ريف دمشق، في محاولة للتعويض عن النكسات التي أصابتهم ، ولذلك جرت محاولات لتحقيق إنجازات ميدانية وهمية، في بعض مناطق ريف العاصمة، بهدف رفع معنويات العصابات المسلحة من جهة، والتأثير السلبي على معنويات الشعب السوري، والقوات السورية.
ووفق المعلومات التي تملكها المصادر عن الأوضاع الميدانية، فإن أكثر من 90 في المئة من المعطيات التي تبث من محطات مشبوهة، نقلاً عن عصابات «الجيش السوري» أو ما يسمى «المرصد السوري» الموجود في لندن، هي كاذبة وغير صحيحة، فمثلاً أن الجيش السوري يسيطر على أكثر من 80 في المئة من مدينة حلب. وهو استعاد أكثر من 50 في المئة من منطقة إعزاز المحاذية للحدود مع تركيا، وأما في ريف دمشق، فقد استطاعت القوات السورية تطهير العديد من المناطق والقرى، التي كان يسيطر عليها المسلحون، ولو حصلت بعض التراجعات في بعض الأحيان، ولذلك ترجح المصادر أن تنتهي القوات السورية من تطهير ريف دمشق نهاية الشهر الحالي، أو مطلع الشهر المقبل، على أبعد تقدير.
انطلاقاً من كل ذلك، تلاحظ المصادر الدبلوماسية، أن الغرب قد يلجأ إلى سيناريوهات جديدة بعد أن يتيقن أن الخطة التي اعتمدها في الأسابيع الأخيرة، لن يكون نصيبها أحسن من الخطط السابقة. وتضيف أن من بين هذه السيناريوهات، محاولة توريط تركيا مباشرة في الأزمة السورية، من خلال نصب صواريخ «باتريوت» في الأراضي التركية، وهو الأمر الذي حذّر منه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بتأكيده أن نصب هذه الصواريخ قد يشكل مدخلاً لقيام المجموعات المسلحة بإطلاق قذائف باتجاه تركيا، بهدف دفع الأخيرة للقيام بتوسيع عمليات الرد العسكري باتجاه الأراضي السورية، ما سيؤدي إلى فتح جبهة الحدود بين البلدين، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على كل الأوضاع في المنطقة.