’غوغائية’ 14 آذار: ’شتم’ القضاء وتحريض رومية والشارع خدمة لآل سعود
“غوغائية” الامس السياسية ردًا على إخلاء سبيل سماحة، تجلّت بمواقف انفعالية وتصرفات “ميليشياوية” في الشارع و”بلطجة” و”تهويل” على القضاء اللبناني. ووصل سلوكهم الانفعالي وردُّ فعلهم غير المحسوب والمتفلِّت من كل قيود أو اعتبارات المصلحة الوطنية العليا، الى حدِّ التهور الذي كاد يجر البلد الى المجهول، جراء التعاطي اللاعقلاني، مع حكم قانوني، صدر وفقًا للاصول ومن قضاة يشهد لهم بكفاءتهم المهنية.
زعران “المستقبل” يسارعون إلى قطع طرق العاصمة
“النكد” و”الكيدية” السياسية لقوى 14 أذار والتي لطالما عطلت توافقات وحوارات وطنية، وعرقلت عمل البرلمان والحكومات، يبدو انها انسحبت اليوم لتطال هيبة مؤسسة القضاء، وتضرب استقلاله بعرض الحائط، من خلال حملة “شتم” وتطاول جنونية يتبارى فيها صقور هذا الفريق، للتقريع بالقضاء وتوجيه عبارات نابية بحقه، عبارات تخطت الآداب السياسية ووصلت حدَّ ارتكاب جرائم موصوفة، والغريب أن ما يجري من تصريحات يتم أمام أعين أحد الاجهزة الامنية المحسوبة على هذا الفريق، والمشغول كما يبدو باحتجاز وتوقيف اشخاص لمجرد إبداء رأيهم بـ”لايك” على “الفايسبوك”.
قطع الطرق ليل أمس من قبل شبيحة “المستقبل”
انقلاب 14 أذار على مؤسسات الدولة المصانة دستوريا، وتحريضهم على القضاء، بشكل فاضح، ومخالف للدستور والقوانين سرعان ما ترجم على شكل فوضى شعواء، واحراق دواليب وقطع طرقات في الشارع، من قبل مناصري تيار “المستقبل”، فوضى ذكّرت بالايام “الخوالي”، أيام الغضب السوداء، و”المحميات” العسكرية والتكفيرية التابعة للمستقبل في باب التبانة في الشمال، وفي عبرا الجنوب، والطريق الجديدة بيروت، وعرسال البقاع.
التحركات الميليشياوية في الشارع أمس والمتفلتة من أي عقال، لا يمكن لأحد تصويرها على أنها “عفوية”، أو وصمها بأنها مجرد “تنفيس غضب” على إخلاء سبيل سماحة، فالطريقة التي تمت بها تدريجيًا لتطال معظم شوارع بيروت الرئيسة أمس بالتوازي مع محاولات مماثلة في طرابلس، وما تبعها اليوم من محاولات للعب على وتر ملف سجناء رومية الاسلاميين مجددًا، وتحريك “قادة محاور” باب التبانة الموقوفين، اولئك “الشبيحة” الذين كانوا يلوذون سابقًا بمظلة وزير العدل الحالي أشرف ريفي، الذي تصدّر أمس مواجهة القرار القضائي. كل ذلك يوحي بأن وراء الاكمة ما وراءها ويقود الى حقيقة واحدة مفادها أن ما جرى تم بايعاز من قيادة تيار “المستقبل”، وأتى كترجمة عملية أولية لتهديدات النائب سعد الحريري بـ”عدم السكوت” عن الحكم بحق سماحة، وهي التعليمة التي ترددت لاحقًا على لسان نواب “المستقبل”، وربما يكون ما جرى ايضا “بروفا تصعيدية” للايحاء بأن هذا الفريق الحالم باستعادة “أمجاد 2005″، والغارق بأوهام “ثورة الارز”، لا يزال قادرًا على اللعب ببعض الاوراق الداخلية، من خلال لعبة الشارع الخطرة، لتوصيل رسالة اقليمية تفيد بأنه رهن الاشارة للعب الادوار المرصودة له في لعبة آل سعود التخريبية في المنطقة.
تصرفات مناصري الحريري الفوضوية ذكّرت بأيام الغضب السوداء