غزة.. وتناحر العرب
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
بعد عام على العدوان الصهيوني الأخير، لا يزال قطاع غزة يعاني من نتائج الاعتداءات المتكررة، والتي تسببت بنزوح نحو مئة ألف من اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، ودمار كبير قد يتطلب سنوات طويلة لإعادة الإعمار، اذا ما استمر الحال على ما هو عليه، إضافة إلى فرض القيود على مواد البناء والتقنين بالمواد الغذائية والمحروقات لتشغيل محطات الكهرباء والمصانع وغيرها.
مؤخرا ارتفعت وتيرة التهديدات المتبادلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وحمَلت “إسرائيل” حركة الجهاد الاسلامي مسؤولية إطلاق الصواريخ من الأراضي السورية المحررة باتجاه الشمال الفلسطيني والجولان السوري المحتل. وتأتي هذه التهديدات وسط حالة من الاشتعال تعيشها المنطقة العربية، من ليبيا ومصر والمغرب العربي في القارة الإفريقية، إلى بلاد الشام والعراق، حيث تواجه هذه البلاد الفكر التكفيري الذي ينتهج القتل وسيلة، ويرفع شعارات إسلامية لتحقيق أهدافه التي تختلف عن أهداف من صنعه في الغرب الأميركي، إلا أن المصالح المشتركة جمعت بينهما مؤقتاً، بتمويل خليجي واضح وصريح، بالإضافة إلى العدوان السعودي المباشر على اليمن، الذي دخل شهره الخامس دون أي أفق أو تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة أو الخفية لصحاب الفكر التكفيري ورعاته.
منذ عشرات السنين، كان التعاون بين قسم من الأكراد ـ في فترة صراعهم مع صدام حسين ـ والكيان الصهيوني ، واليوم تعزز هذا التعاون بشكل واضح من خلال ناقلات النفط التي تبحر ذهاباً وإياباً، ناقلة النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي إلى ميناء حيفا. وكشفت صحيفة فايننشال تايمز قبل فترة “أن إسرائيل استوردت 19 مليون برميل نفط من كردستان، أي ما يوازي 77% من استهلاك السوق المحلي البالغ 244 الف برميل يوميا”.
من جهة العرب، حدث ولا حرج عن اللقاءات العربية والصهيونية في مراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية، كما حصل مؤخراً بين أنور عشقي السعودي والصهيوني دوري غولد في واشنطن، وغيرها من المؤتمرات الاقتصادية التي تعقد في عمان والإمارات.
وتبقى بلاد الشام عصية بالرغم من التسريبات عن مفاوضات خارج الضوء تجري بين حركة حماس وحكومة بنيامين نتنياهو والتي أكد جزءاً منها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
دول المال والسلطة في العالم العربي تعتدي على أشقائها في ليبيا ومصر والعراق وسوريا والمغرب العربي واليمن بدعم غربي لتحقيق الأمن والسلام للكيان الصهيوني من “الإرهابيين” في بلاد الشام، وكما قال يوماً موشي يعالون، وزير الحرب الاسرائيلي: “ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده أو يد أخيه، فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة، أن نشكّل مليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من العدو”.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين