غزة… كل فلسطين
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر
مر زمن طويل لم يتذكر فيه العالم، بل حتى العرب، أن فلسطين محتلة كلها، دون تفرقة بين ما أسموه فلسطين 1948 أو فلسطين 1967. وجرى إشغال الناس بأن كل موضوع فلسطين هو موضوع قطاع غزة الذي يمتد على مساحة 360 كيلومتراً مربع أي حوالي 1،33% من مساحة فلسطين فقط.
وصار التصور الجمعي لدى معظم الناس ـ كما أُريد له أن يكون ـ أن هناك مشاكل حدود بين دولتين هما الكيان الصهيوني وغزة، وأن هذا الكيان يتعدى على حدود غزة، من وجهة نظر بعض الناس، أو أن غزة تتعدى على حدود هذا الكيان، من وجهة نظر معاكسة.
هكذا بدأت الأمور تاريخياً: احتلال معظم فلسطين في العام 1948 ثم احتلال ما تبقى منها في العام 1967، وهكذا انتهت سياسياً لدى حكام العالم والعرب: المطالبة بكامل التراب الفلسطيني، ثم المطالبة بفلسطين 1967، ثم جاءت السلطة الفلسطينية لتحاصر الضفة الغربية وتمنع المقاومين فيها من مواصلة مقاومتهم للعدو الصهيوني وتعتقلهم وتضيق عليهم، ثم ينحصر المشهد بقطاع غزة مقاوماً ومحاصراً من العدو والشقيق، ومعتدىً عليه في كل يوم، حتى ظهرت القضية الفلسطينية في الإعلام الغربي،المتعمد، والعربي، المقلد عن غباء، وكأن القضية الفلسطينية هي قضية قطاع غزة فقط، لا بل غزة، حتى من دون ذكر كلمة “قطاع”.
اليوم، نعم اليوم بالذات، بعد العملية الجهادية في تل أبيب يعود المشهد الفلسطيني ليأخذ شكله الحقيقيّ، اليوم تعود غزة كل فلسطين، وتدافع كل فلسطين عن غزة.