عون يلتقط الرصاصات الثلاث ويكتشف الفاعل
موقع توب نيوز الإخباري ـ
محمد حمية:
لم يكن دولة الرئيس العماد ميشال عون يدرك ان عيون حاقدة تترصد وتلاحق موكبه خلال زيارته الى جزين ولم يعرف ان رصاصات ثلاث ستستقر في احد اعضاء جسده لولا العناية الإلاهية التي انقذته وانقذت لبنان من زلزال امني وسياسي ولكنه بالتأكيد يعي ان هناك كثيرين يكيدونه كيدا لم ييأسوا من محاولاتهم المتكررة التي باءت بالفشل في اغتياله سياسيا وشعبيا وكان على دراية ان لم يعد للمتربصين به الا خيار الإغتيال الجسدي.التقط عون رصاصات منيته لو نجح المجرمون واخضعها لفحوصات مخبره الامني والسياسي وبحث كثيرا في دفاتر الماضي العتيق الامني منها والسياسي لعله يلتقط خيط يرشده الى مكان مصنعها.
استخرجت يدا الجنرال البصمات التي دمغت بها الرصاصات،
الا من تعود هذه البصمات! ومن الفاعل وما هي الاهداف! وهل هي رسائل سياسية ام رصاصات المنية؟
يجيب على هذه الاسالة الخبيران العسكريان العميد امين حطيط والعميد الياس حنا في حديث مع “توب نيوز” فاعتبرحطيط انه هناك جهاز استخباراتي خارجي كان يراقب مواكب العماد عون لكن هذه الأجهزة الخارجية لا بد لها من يد محلية وداخلية ونظرا للمنصب الذي يشغله العماد عون ولانه يتخطى الساحة المحلية وليس هو برجل سياسة ضيق الافق والفعالية وطبعا لا يمكن ان يتم ذلك بشكل صدفة او عشوائي لان اختيار السيارة وتحديدا سيارة “اكس فايف” محتمل ان يكون العماد عون فيها لا يتم الا نتيجة تعقب وترصد وملاحقة متواصلة “.اما العميد الياس حنا فيرى ان هناك الكثير من المعطيات يجب ان تتوفر ليتبين اذا كانت محاولة الإغتيال التي تعرض لها العماد عون هي فعلا محاولة اغتيال لانه وحسب تعبيره انه ” علينا ان نسأل اي سيارة وهل هي سيارة الموكب الأصلي ام الوهمي وحجم الرصاصات وعيارها واتجاهها،واذا كانت فعلا محاولة اغتيال فيجب ان تكون منظمة اكثر لأن رصاصة واحدة اصابت السيارة ويمكن ان تكون رسالة ولكن ليست محاولة اغتيال ونحتاج الى معلومات كثيرة وجنائية وعناصر جرمية لنقول انها محاولة اغتيال”. يجيب حطيط على ذلك بالقول حتى الآن لم يتسرب اي شيئ في هذا الامر اما العناصر الاساسية التي اطلعنا عليها هي ان سيارة واحدة من الموكب الوهمي للعماد عون كانت عرضة لاطلاق النار وضبط مأثر الطلقة في السيارة وهذا لا يعني ان هناك طلقة واحدة اطلقت ويمكن ان يكون اطلق عدة رصاصات ولم يكن المطلق دقيقا او يتابع السيارة بكل طلقاتها فأصابها بطلقة واحدة.
يجمع العميدان حنا وحطيط على نقص العناصر الجرمية والجنائية الى الآن وان الكلمة الفصل للقضاء في هذه الملف ولكن من سارع الى القول ان ما حصل ليس سوى رسائل سياسية يدرك جيدا ان من لم يحن رأسه لقذائف المدفعية في حرب تشرين في وزارة الدفاع عام 1990 ومن تعرض لعدة محاولات اغتيال واصيب خلالها برصاصات وشظايا قذائف لا تزال اثارها في رجلي الجنرال الى الآن لن تؤثر فيه بضع رصاصات، ومن هدد في حرب تموز اذا وقف مع المقاومة بتدمير منزله وقتله هو وعائلته وارسل حينها له السيد نصرالله موفد ناقلا رسالة ان الحرب معنا ولديك الحرية الكاملة في ان تحيد نفسك وعائلتك وتيارك عن المواجهة وتنأى بنفسك لكنه أبى إلا ان يكون المقاوم الأول في هذه الحرب والذي مثل مع الرئيس نبيه بري والكثير من المخلصين الدرع السياسي الذي وقى ظهر المقاومين في الجبهات الأمامية من مكائد اعداء الخارج ومكر اذناب الداخل، من مر بهذه التجارب لا يمكن ان تغير بضع رصاصات خياراته ولا قناعات تياره ومواقفهم السياسية والوطنية!
اما مصادر قضائية كشفت في تحليل اولي لبعض العناصر الجرمية ان الرصاصات تعود الى سلاح كلاشينكوف وليس مسدس حربي واطلقت من مسافة بعيدة نسبيا عن مكان الموكب وهذا ما يضحض كل فرضية ان يكون احد مرافقي عون قد اطلقها كم، كما ان الرصاصات اصابت المقعد الخلفي من الجهة اليمنى وهذا ما يدل برأي خبراء امنيين ان نية مطلق النار كانت بهدف القتل ولو كانت فقط رسائل سياسية لكان الفاعل اطلق النار فوق السيارة وهذا ما يدل ان مطلق النار لديه اوامر بالإغتيال، واما فرضية ان يكون حادث مفتعل بسبب فشل زيارة عون الى جزين فمن الذي اجرى احصاء او دراسة بعد الحادث بساعة ليعرف اذا كانت ناجحة ام لا! واين مصلحة عون ان تكشف التحقيقات لاحقا انه هو من افتعل هذا الحادث في حال كان هو كما يدعي البعض! بالمقابل هناك مصلحة كبيرة لأعدائه واخصامه لإغتياله على ابواب الإنتخابات النيابية المقبلة التي ستحسمها نتائج الدوائر المسيحية باعتراف الجميع يعرف كما ان مواقف عون الوطنية واصطفافه مع المقاومة ولأنه ضامن اساسي للسلم الاهلي والوحدة بين المسيحيين والمسلمين ووقوفه مع استقرار سوريا ورفضه استعمال المسيحيين في لبنان والمنطقة كوقود خارجي لإسقاط النظام في سوريا، كلها عوامل تدفع اصحاب المشاريع الخارجية وحلفاؤهم المحليين ان يراهنوا ويستعملوا كل الوسائل لتحقيق اهدافهم، لكن العماد عون التقط رصاصاتهم بيديه قائلا: يمكنكم ان تسحقوني لكن لن تأخذوا توقيعي.