عن ارتداد النار من حميميم على نتنياهو!
موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
اللافت للانتباه مؤخراً، أن نار الإرهابيين والمشغّلين لهم، بدأت تصبُّ حِممها على “حميميم”، لكنها هذه المرة ليست من نار بارود حارقة، بل من كلمات وورق وفبركات وأكاذيب ودسائس خسائس، رغبة بتسويقهم تمنياتهم على أنها حقائق ووقائع ومجريات أحداث، إن لم تحصل الآن فسوف تكون قريباًّ ومستقبلاً!!!
التصويب على “حميميم” بدأ بزخم أكبر وحقد نافث أوسع بعد فشل طائرات نتنياهو المُغتصب للأرض والعرض، من تحقيق أهدافه بدعم فلول الإرهابيين في سورية وإنقاذ عصاباتهم المُتحشرجة، فقد أسقطت الدفاعات السورية العِملاقة طائرة واحدة وإصابت أخرى من طائرات “الرئيس” التي صُنعت في الولايات المتحدة الأمريكية، فكان إذ ذاك الفشل مُضاعفاً ومُذلاً، أولاً، بارتداد العدوان على نتنياهو نفسه ودويلته اللامشروعة نفسها ومستوطنيها أنفسهم؛ وثانياً، أُهدرت كرامة الصناعات العسكرية الأمريكية والمَجمع الصناعي العسكري الامريكي، وخبرائه وعلمائه وصناعييه، وسوّيت بالارض قُدراتهم ومكاناتهم التي طالما تغنّوا بها، فسقطت كأوراق شجر خريفية في لحظات معدودات، وتأكد للعالم بإجمعه أن السلاح الروسي هو الاكثر جبروتاً ودقة وقوة وتطوّراً، وهو الى ذلك المؤهل للدفاع عن العالم بوجه مُغتصبيه.
هناك مَثلٌ عربي يقول”إن الصراخ على قدر الوجع”!، لهذا بالذات تُطلق تل أبيب تهديداتها “بمسَح” الدفاعات الجوية السورية من على الأرض السورية، عسى ذلك يَرفع من شعبية نتنياهو الذي يُعاني من تدنّي جماهيريته في الأوساط اليهودية المحلية والعالمية، ويُطيح بالمتربصين به لتنحيته عن كرسي الرئاسة، بتهمة الفساد والإفساد، ليس بحقّه فحسب، بل وبحق زوجته سارة أيضاً، التي لم يَشفع لها “قِوامها” “المُزلّط” في الاجتماعات التي عقدتها وزوجها مع سادة البيت الابيض لتعزيز سلطة نتنياهو وألقه لدى حليفهم الأمريكي المُجرّب!
أسئلة كبيرة تشكّلت خلال أقل من ليلة واحدة في مواجهة الحامية نتنياهو مع سورية، فقد قفزت هذه الاسئلة للسطح بعد هزيمة طائرات “الدويلة التي لا دستور لديها” وصارت حجارة عثرة بوجه حكومة “حربجية” الكيان حاليا ً ومنها: أين سيَصرف نتنياهو وليبيرمان وكوادرهما الوزارية والأمنية والعسكرية تهديداتهم “العالية” ضد سورية المَسنود ظهرها دولياً بحلفاء عُظماء “بريكسيين” يُشكّلون نصف العالم، بعدما تغيّرت كلياً شروط الحرب والردع التي وضعتها “إسرائيل” سابقاً وصارت شروطاً سورية – روسية بإمتياز؛ وما الذي سيكون عليه موقف “النتنياهويين” في حالة تشغيل الروس أنفسهم (كما في بعض الحروب العربية الصهيونية السابقة) صواريخهم لتلقين الإسرائيليين درساً قاسياً يَمنعهم للأبد من التعدّي على كرامة بوتين وروسيا والسلاح الروسي، ويُعيدهم عنوةً للمربع التاريخي الأول؛ كذلك ما هي العقاقير المهدئة المُنتظرة التي سيبتلعها الكيان بعد “الفشل الطائراتي” الثاني المُرتقب، وكيف سيُعالِج بها الاوضاع المُستجدة وسيل المهاجرين اليهود الذين سيهرولون بالاتجاه المعاكس، لمختلف دول العالم؟!، بدلاً من موتهم حَرقاً أو شيّاً بالصواريخ والنووي والليزري؟!
في أهداف الهجوم على روسيا بوتين سعيٌ محموم لتعرية المحور المقاوم للمشروع الامريكي – الاسرائيلي – الارهابي المشترك تمهيداً للقضاء عليه كما يحلمون، لكن لم يكن يدر بخلد الغرب والصهاينة ولا في المنام، شروع روسيا بالدفاع عن القانون الدولي في سورية والإقليم الاوسطي. إذ اعتقد الحلف الشرير أن منطقتنا هي حديقة لهم وحدهم، لهم الحق بانتزاع كل أشجارها وأزهارها وتفريغ “أُوكسيجينها”، فتجريدها من تربتها حتى، وتجريفها وتسميمها بعد سرقة بواطنها و”لهف” كنوزها واستعباد بَشَرِهَا، كما كان في عهود الاستعمار المباشر المُتهاوي، وزمن الكيان الاحتلالي (المتعدد الجنسيات) وكيل واشنطن وهراوتها المسلّطة على بيوتاتنا، واليوم بالارهابيين الدوليين من130 دولة بالعالم، غالبيتهم أجانب، لا عرب ولا مسلمين بينهم سوى قلة قليلة تستمسك بالشر والشرير.
لقد حلّ على منطقتنا يوم جديد ومُشمس وعصر غير مسبوق، يُحتّم على نتنياهو أن يُدرك ان المعركة الدائرة الآن ضد الارهابيين بكل ألوانهم وسِحَنَهُمُ، هي معركة سورية – روسية مشتركة، لم ولن تقوى أية قوّة على هزيمة الحلف العربي الروسي مهما حاولت وسعت، فكما ردَّ بوتين نتنياهو بالأمس القريب على أعقابه في الكرملين، سيرُدّهُ خائباً من جديد، ليدُرك أن المعادلات الاوسطية تغيّرت تماماً، وآن آوان حلّ القضية الفلسطينية أم القضايا، وبعدها انسحاب القوات الغازية من الجولان وجنوب لبنان، وإلا ستَشهد المنطقة تحولات أعمق وأشمل تقوم هذه المرة على الأرض الفلسطينية1948 بالذات!
*خريج كلية صحافة جامعة لينينغراد ومُؤسّس ورَئِيس رَابِطة القَلمِيين مُحبِّي بُوتِينْ وَرُوسيّه للأُردنِ والعَالمِ العَرَبِيِّ.