على الهامش: نفطنا ومسؤولونا
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
عند الشريط الحدودي البغيض القائم بين قريتي الجنوبية وفلسطين المحتلة توجد قطعة أرض تبلغ مساحتها أقل من دونم واحد. كانت قطعة الأرض هذه مغطاة بصخور كبيرة بحيث كان من المستحيل العثور على مكان بين الصخور لغرس نبتة. بعد فترة من الزمن عمل العدو على إزالة هذه الصخور وغرس مكانها أغراس شجر التفاح. اليوم تمر قرب الشريط الحدودي فترى شجرات التفاح الكبيرة، وترى، في موسمها حبات التفاح التي يبلغ حجم بعضها حجم رأس زعيم لبناني. إلى هذا الحد بلغ حرص عدونا على الاستفادة من مساحته البرية الخصبة الصغيرة، كحرصه على الاستفادة من كل قطرة مياه تنزل في أرض فلسطين المحتلة، وحتى في أراضي الدول العربية المجاورة. ولا ننسى التهديدات بالحرب التي يطلقها هذا العدو كلما أحس بالخطر على المياه الوافدة إليه من لبنان مثلاً. وها هو العدو ، وفي سبيل الحصول على ما أمكنه من موارد يسيطر عليها، بحث عن النفط في البحر الأبيض المتوسط وبدأ استخراجه، في حين ينتظر اللبنانيون إيعاز المسؤولين للشركات المختصة بالبحث عن النفط في أرضنا وبحرنا، قبل أن تصل إليه أيدي العدو.
أقبح ما تكون المقارنات حين تقارن بينك وبين عدوك، لكأنك تجلد نفسك، تصفعها، وهذا انتصار جديد للعدو لم يتعب ولم يحارب مباشرةً لتحقيقه. تعب العدو لأجل ما يظنه – على الرغم من كل العالم – بلداً له، اجتهد وعرقَ، أحيا لغةً ميتة جعلها لغته القومية، جاء بالذين أصبحوا مواطنيه من كل بلاد العالم، حتى لقد شحذهم شحاذة، صنع سلاحه من الرصاصة إلى النووي، بنى تجارته وصناعته وزراعته ولم تكن لديه مواد أولية ولا مياه، صنع سياحته وعلومه وتجارته وبنى مرافئه ومستشفياته ومطاراته، وصار لديه وادي سليكيون ينافس فيما ينتجه من الكترونيات أعظم منتوجات العالم، ونحن – العرب والمسلمين – واقفون “نتفرج” مشدوهين.
لدى العدو سياسيون مختلفو الآراء كما لدينا، لدى العدو سياسيون فاسدون ومرتشون كما لدينا، لدى العدو سياسيون لصوص – ربما – كما لدينا – بالتأكيد، لكن يبقى الفرق بين سياسيينا وسياسيي العدو أن السياسي الفاسد أو المرتشي هناك يعمل لمصلحة بلده قبل مصلحته الشخصية، أو معها، ولا يفضل المصالح الشخصية على الوطنية.
هذه إدانة ربما، تهمة ربما، مبالغة ربما، لكن ماذا نقول غير ذلك ونحن نرى المسؤولين غير مسؤولين، والمؤتمنين على البلد غير مؤتمنين، واللبنانيين يغرقون في الديون والفقر والجوع يوماً بعد يوم؟