على الهامش: المهزومون صنّاع الفتنة
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
ليس أسهل من اللجوء إلى سلاح الفتنة المذهبية والتخويف منها أو العمل على إثارتها لدى المنهزم سياسياً. هذا السلاح هو السلاح الوحيد المتبقي له حين يعجز عن المواجهة. وليس أسهل من تحويل هزيمته السياسية إلى هزيمة لطائفته أو مذهبه من أجل استثارة إخوانه في الطائفة أو المذهب لنصرته والانتقام لهزيمته.
هذا ما لجأ إليه أحمد الأسير منذ بدايات ظهوره في مدينة صيدا، من أجل حشد الطائفة السنية خلفه، بعد تصوير نفسه بطلاً مدافعاً عن حقوق هذه الطائفة المغبونة المستضعفة من قبَل حزب الله في صيدا وفي كل لبنان على حد زعمه. وهذا ما لجأ إليه تيار المستقبل بعد اغتيال رفيق الحريري، من أجل حشد الطائفة خلفه، وبعد أحداث السابع من أيار في بيروت، حين صوّر مداهمة بعض مسلحي الثامن من آذار لمكاتب وشقق بعض تابعيه المتآمرين على لبنان وكأنه اعتداء على الطائفة السنية، وهذا ما لجأ ويلجأ إليه المسلحون في سوريا لتصوير معركتهم مع النظام على أنها معركة مع أقلية دينية تستفرد بالحكم وبسوريا.
لا مشكلة لدى كل هؤلاء لو أدى تجييشهم الطائفي إلى خراب لبنان أو سوريا، وإلى مواجهة بين السنة والعلويين في سوريا أو بين السنة والشيعة في لبنان، مع ما تؤدي إليه مواجهات كهذه من خراب البلد وأهل البلد.
في هذه الحالة يبقى الرهان على عقلاء الطائفة السنية، سياسيين ورجال دين، من أجل تنبيه الناس إلى حقائق الأمور، قبل أن ينجح صنّاع الفتنة في نشرها بين السنة والشيعة.