على الهامش: التكفير والحقد وواجب رجال الدين
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
أذهلني تصريح لرجل دين مسلم مصري يقول فيه إنه من الممكن عقد سلم وصلح مع الإسرائيليين لأنهم أهل كتاب، ولا يجوز ذلك مع الشيعة لأنهم من الفرس. ربما الاطلاع العظيم لهذا الرجل جعله يعتقد أن الفرس ما زالوا يعبدون النار كما كانوا يفعلون قبل الإسلام.
إلى هنا يصل الحقد والكره الأعمى لمذهب إسلامي كان سائداً في مصر لمئات السنين، بحيث يُربط كل شيعة العالم بشيعة إيران، أولاً، ثم يجري تعريفهم كلهم على أنهم من الفرس.
هذا ليس رأي رجل دين واحد، هو رأي مجموعة كبيرة من رجال الدين المصريين على الأقل، ولا نتطرق إلى غير المصريين الآن، فموضوعنا اليوم يتعلق بمصر فقط، مصر مقام الإمام الحسين عليه السلام ومقام السيدة زينب عليها السلام، مصر الأزهر الشريف الذي أسسه الفاطميون الشيعة.
عجيب هذا الهجوم الشنيع على إيران والشيعة في زمن يسطر فيه الإخوان المسلمون على الحكم في مصر. الإخوان الذين من المفترض أن يكونوا إخواناً مسلمين حقاً لكل مسلم في العالم، من أي مذهب إسلامي كان.
ما مصلحة المسلمين اليوم في زيادة الشرخ بين المذهبين السني والشيعي؟ أين رجال الدين الواعون الذين يحملون على أكتافهم وفي قلوبهم هم توحيد المسلمين ويقومون بالرد على موجة التكفير التي تكبر ككرة الثلج يوماً بعد يوم؟ من يتحمل في رقبته كل هذا الدم المسفوك بسبب فتاوى التكفير؟ من ينبه المسلمين إلى المؤامرات التي تعمل على التفرقة بينهم؟ من يوضح لهم طبيعة التدخلات الإسرائيلية والغربية لتجنيد رجال دين ونشرهم على قنوات الريبة لنشر الحقد بين المذاهب؟ أين دور رجال الدين الواعين؟ لقد شبعنا حديثاً عن أحكام الوضوء والصوم والحج، وهي أحكام يمكن تحصيلها من مواقع الانترنت، نحن نحتاج إلى رجال دين واعين يخاطبون المسلمين وكل الناس بأسلوب واعٍ لنشر المحبة والمودة بين العالمين، ولشرح القرآن الكريم وآياته الداعية إلى الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
يا رجال الدين المسلمين، أليس فيكم رجلٌ رشيد؟