عروض ثقافية وفنية إيرانية في مهرجانات تونسية.. الثقافة جسر للتلاقي
موقع العهد الإخباري-
عبير قاسم:
حَفل هذا الشهر بمشاركات إيرانية ثقافية متعددة في تونس، أولها مشاركة القسم الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في تونس في معرض تونس الدولي للكتاب من خلال جناح خاص، قدّم لعشاق القراءة والكتب والفكر والمطالعة مجموعة من الكتب الإيرانية الهامة في العديد من المجالات الحضارية والفكرية. وأيضًا ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للمونودراما بتونس كانت هناك مشاركة إيرانية مميزة من خلال العرض الفني المعاصر “آنتيگونه: أنتيغون antigone”.
تعزيز التعاون
وشاركت الممثلة المسرحية والسينمائية الإيرانية المشهورة “الناز ملك پور”. وأدت خلال العمل عرض المونودراما على الركح من خلال تأدية 8 أدوار في نفس الوقت. ومخرج هذا العرض هو المسرحي المخضرم “أمير أبو الفضل دراكام” والذي يعد من أبرز المخرجين في إيران في مجال المسرح. فهو صاحب تجربة مسرحية رائدة (40 سنة) فضلا عن كونه كاتب سيناريو هذا العرض، وممثلا مسرحيا وأستاذا جامعيا متخصص في المسرح وله خبرة أكاديمية في تدريس المسرح طيلة 30 سنة.
ويندرج “آنتيگونه” ضمن سلسلة الروايات اليونانية الخالدة في الذاكرة (المسرح التراجيدي) ويطرح موضوع حملة على المدينة ووفاة أخوين أحدهما كان في الهجوم والآخر في الدفاع. ويأمر الحاكم أو الأمير بدفن أحدهما وفقًا لإجراءات الدفن العسكرية وترك الآخر جسدًا هامدًا دون دفنه. فتضطر الأخت إلى دفن شقيقها ثم تدفن نفسها في الكهف حزنا على وفاة أخويها.
ويؤكد رئيس المركز الثقافي للسفارة الايرانية بتونس هادي اجيلي لـ” العهد” أن مثل هده المشاركات تعكس التلاقي الحضاري بين البلدين. ويشير الى أن العرض الفني يأتي في إطار تعزيز التعاون الدولي بين البلدين، وأنه لاقى اعجاب الجمهور.
من جهتها قالت الأستاذة الجامعية والكاتبة حذامي محجوب لـ” العهد” إن هذا العمل يمثّل الابداع المسرحي الإيراني بكل عراقته وأصالته، وأعربت عن رغبتها برؤية المزيد من الابداعات الايرانية في تونس.
خدمة الثقافة والبحوث بين البلدين
أما الشاعرة التونسية منى بعزاوي المنسقة العامة بالقسم الثقافي الإيراني بتونس فقالت لـ”العهد” إن القسم الثقافي الإيراني شارك في معرض تونس الدولي للكتاب من خلال جناح خاص تمّ خلاله عرض وبيع مختلف المؤلفات الفكرية وفقا لأسس التعاون مع الجمهورية التونسية، متقدمة بالشكر لرئاسة الجمهورية وللحكومة ولإدارة المعرض على حرصها على تنمية الحراك الثقافي، حيث لاقى الجناح الإيراني اهتماما بارزا من قبل الزوار والنخب وأهل الاشراف “حيث زارنا رئيس الجمهورية عند افتتاح المعرض، وثمّن في الاطار أهمية الثقافة الإيرانية على مرّ التاريخ”. وتابعت: “هذه السنة قمنا بتوفير مجموعة هامة من الكتب والعناوين والتي تتماشى مع الثقافة التونسية وتخدم البحوث والدراسات العلمية. كما وفرنا بعض الكتب حسب الطلب متل المصاحف القرآنية بلغات متعددة. كما وفرنا مؤلفات حافظ الشرازي باللغة العربية وبعض مؤلفات ابن سينا وبعض المؤلفات حول الحضارة الاسلامية ودورها في نشر التعايش السلمي وتقريب الأمة الإسلامية. وأيضًا وفرنا مؤلفات هامة من تاريخ الأدب الفارسي وأدب الفنون”.
وعلى هامش المعرض شارك المركز الثقافي الإيراني ضمن فعاليات تظاهرة الأطفال من خلال تنظيم ورشة في خط النسخ التعليق الفارسي بإشراف الخطاط عماد الستي، ولاقت الفعالية اعجاب الزوار.