عرس فادي…. أجمل الأعراس
موقع إنباء الإخباري ـ
نغم حسن:
كانت كل الترتيبات على أهبة الاستعداد
الورود… المنصة… الفيلم الذي جُهز لعرضه أمام الجمهور
بقيت اللمسات الأخيرة … حيث سيكون اللقاء … لقاء العرس الذي لن تنتهي زغرداته
لقاء فرحة الزهراء وزينب وعلي..
كانت الوالدة منهكة من التحضيرات، لكنها كرمى لعيون زينب وأبي زينب تختزل كل الاوجاع…. كرمى لزينب وقلب أبي زينب تهون كل الآلام …..
دعت الجميع …. كل المحبين …. وفي منزل فادي الجديد ستكتمل الفرحة وتتوج العروس أميرة عند قلب فادي…..
كل الوجوه ترقبت اللحظات … وبين الفرحة ودموع الشوق بكت العيون..
هي زينب أقبلت بوشاح يكلل وجهها …. أقبلت وفي العيون هدف واحد…. انظر إليّ يا والدي…. فليرقص قلبك طرباً… ها قد اكتملتأناقتي بثوب جديد اسمه حجاب…. أليس هو الذي قال عنه أحد الشهداء إنه أغلى من دمه….
أقبلت زينب رويداً رويداً بين الجموع لتزرع عند قدميك ورود الأقحوان والبنفسج … لترسم ابتسامة شوق وحنين….
لتقول لك …. حضرت إليك لتضمني لمرة أخيرة….
كانت زينب منذ صغرها تعشق الوشاح…. تسرقه من خزانة والدتها وتضعه على رأسها وتتقدم نحو والدها ليرتب لها حجابها…. كانت تلعب وتلعب …. وفادي يبتسم لحجابها الذي يغطيها كعباءة نسبة الى حجمها الصغير….
فيما الأم تتأفّف …. قائلة: كفى يا زينب عندما تكبرين سأحضر لك واحداً…. سيخرب الآن … فيما رد فادي كان جاهزاً…. اتركيها …لا بأس ….كم هي جميلة أميرتي….
حضرت زينب إليك بثوبها الجديد…. لتراها تتنقل كفراشة بين الجموع…. كعروس برقت عيناها …. لمجرد رؤيتك
لقد اكتمل العرس يا أبا زينب ….ها هي شمعتك الأولى تتألق ضياءً ونوراً.
ها هي تعاليمك تشرق روحاً بقلب زينب….. ااااااه لزينب وقلبها …. هي تدرك أنك عاشق لعينيها…. لكن عشق الشهادة أغلى وأثمن …
هي تدرك أنك رحلت لتزداد عشقا وحبا …. لقد أسلمت زينب كل جوارحها عند ضريحك…. قبلتك قبلة لتنام مرتاح البال…. اقتربت إليك أكثر، أخبرتك عن همساتها في الليل الدامس…. ابتسمت واطمأنت أنك في بالها كل لحظة…. وأدركت أنك تحرسها…. بعينك التي لا تنام…. تحرسها بعيون كل مجاهد سار على طريق الهدى ….
…كل العيون على تلك الفتاة الجميلة. منهم من أطلق الزغاريد، ومنهم من قفزت الدموع من عينيه، ومنهم لم يستطع الصبر فركض معانقاً فراشة الحقل …
ليعرض بعدها فيلم اللحظات الأولى لولادة زينب ومداعبة أبيها وانهماكه بتحضير سريرها الصغير….لترسل بعدها زينب رسالة مع الأثير، مع همسات فراشات البيدر … وتمايلات سنابل القمح …. لتقول لأبيها :
“قم يا أبتاه وضمني إليك
قم يا أبتاه وافرد ذراعيك
انا زينب طفلتك المدللة… فقد اشتقت إليك
قمت يا أبتاه وانظر إليّ مرة واحدة…
فوشاحي قد أينعت زهوره…
قم يا أبي لمرة واحدة …. فردائي الجميل قد اكتملت فصوله..
من سيحضنني من سيقبلني في جبيني… من سيقول لي أحسنت يا ابنتي … مبارك ثوبك الجديد..
أبتاااااه من سيقول لي لقد كبرت … من سيرتب ضفائري تحت الوشاح الذي اشتريته لي…
أراك أبي في عيون كل الأبطال … في سواعد كل مجاهد….
أسمع صوتك في كل صرخة حيدرية
أسمع همساتك ووشوشاتك عند هدأة الليل… حيث تنام العيون …فتقترب لترتب وسادتي وتقبلني قبلة المساء .. وتطمئن عليي من برد الشتاء
أشعر بحنانك …بيديك الدافئتين تتلمس وجنتيّ فأنام عند باب قلبك المتدفق نوراً وحناناً
قم يا أبي فها هو ثوبك الذي نسجته لي من أشعة شمس الصباح قد اكتمل
حضرت إليك… لتراني بين الجموع… لتفخر بالأمانة التي تركتها.. لتدمع عيناك كأول ولادة لي.
قم يا أبتاه للمرة الأخيرة…. قم يا أبا زينب فإنني أمسيت فتاة زينبية…..”
أبا زينب … لقد اكتمل العرس
اكتملت فرحتك بوشاح الحوراء …..