عدسة واحدة تجمع عيون إنسان وذبابة
بوسع عين الإنسان أن تغير تركيز البؤرة من موضع إلى آخر دون أن تتقدم إلى الأمام أو تتراجع إلى الخلف حتى وان اختلفت المسافة التي تفصلها عن الذلك الموضع. وذلك على خلاف كاميرات التصوير التي من الضروري تغيير العدسة فيها وتكبير الأهداف أو تصغيرها وفقا لبعدها عن الكاميرا.
وقرر المهندسون في ولاية أوهايو الأمريكية جعل كاميرات التصوير تمتلك القدرة التي تمتلكها عين الإنسان. وقد صمم هؤلاء عدسة من عيار 5 ملم بوسعها تغيير الشكل والبؤرة ونقطة التركيز أيضا. وصنعت العدسة من بوليمر ثابت يشبه عيون الحشرات الشبكية. وتتألف العدسة من بضعة جيوب مصغرة يملأ كل منها بسائل شفاف يشبه دموع الإنسان. وتعلم الباحثون التحكم في شكل العدسة وبؤرتها ، وذلك عن طريق تغيير كمية السائل في كل من الجيوب. زد على ذلك يمكن إزاحة نقطة التركيز من مركز الصورة إلى إي ركن منها دون أن يتغير اتجاه التصوير ودون تحريك العدسة. الأمر الذي يعتبر مستحيلا لدى استخدام عدسة زجاجية او بلاستيكية.
ويركز الإنسان بصره على هدف محدد بواسطة عضلاته. أما العدسات العادية فمن الضروري إبعادها عن هدف التركيز أو تقريبها منه للحصول على صورة واضحة. وحاول المصممون محاكاة هذه العملية البيولوجية عن طريق تحريك السائل الشفاف بين جيوب .
وبالإضافة إلى ميزات عين الإنسان فإن العلماء جعلوا عدستهم تمتلك مميزات تتصف بها عيون الحشرات الشبكية ووسّعوا بذلك زاوية النظر إلى حد بعيد. وعلى سبيل المثال فإن الذبابة بوسعها أن ترى ما يحدث وراء ظهرها. وذلك بسبب أن عينها تتألف من عدسات مصغرة ( عين شبكية) موجهة نحو اتجاهات مختلفة. لكن المشكلة تكمن في سوء تركيزها. لكن المصممين استطاعوا حل تلك المشكلة بواسطة السائل.
ويقول أحد المشاركين في الدراسة والخبير في مجال الهندسة البيولوجية وطب العيون جي جاو في بيان صحفي له إن المصممين يسعون الآن إلى تكييف العدسة على العمل في داخل أجهزة إلكترونية. ويستبعد الخبراء أن تعمل عدسات لينة مليئة بالسائل داخل هواتف ذكية، لذلك يدرس المهندسون إمكانية تصميم عدسات بديلة مصنوعة من بلورات كهربائية اجهادية يمكن أن تغير شكلها تحت تأثير شحنة كهربائية وهناك أكثر من مجال لاستخدامها. ويمكن استخدام تلك العدسات لدى تصنيع كاميرات التصوير والفيديو والهواتف الذكية وحتى الميكروسكوبات. وليس من الضروري في هذه الحال تحريك العدسة، الأمر الذي يبسط عملية التصوير.
وقد عرض الباحث جاو وزملاؤه في المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للمنظومات الكهروميكانيكية الميكروية. وكانت شركة “توشيبا” قد طرحت حلا لتلك المشكلة حيث صمم خبراؤها جهازا يطلق عليه “ليترو” يسمح باختيار التركيز في الصور بعد التصوير.
المصدر: موقع روسيا اليوم