“عبود” وأبو العبد وحماس
موقع إنباء الإخباري ـ
ياسر رحال:
التقيت اليوم وعن طريق سيارة أجرة بمدرب عسكري من حركة التحرر الوطني الفلسطيني ـ فتح، وأنا أشهد له أنه اول من حملّ أبناء جيلي بندقية، وأدار وجهتها إلى فلسطين.
أعادني هذا اللقاء إلى ثلاثين عاماً مضت من عمري وعمر فلسطين، يومها كما اليوم بالتحديد من حزيران/ يونيو 1982، كنت ألعب بكرة قدم أحضرها لي والدي من السعودية حيث كان يعمل، وكان معسكر فتح قريباً من بيتنا، دخلت الكرة إلى المعسكر، تسلقت الحائط لإحضرها، وكان اللقاء الأول مع دشم صغيرة، بعضها فارغ للاحتماء وبعضها يشتمل على مدفع هاون 60 وعدد من القذائف.
ويومها أيضاً، كان “عبود” كما صرنا نعرفه لاحقاً يحضر مساءً، ليأخذ أبي والمجموعة، إلى نقاط “الحراسة” على محاور التماس، مع أعداء الداخل الذين أذاقوا أمهاتنا ويل الحرمان من أبنائهم بقذائفهم المدفوعة الأجر من أنظمة عربية.. أيضاً وأيضاً..
لن أطيل، فتلك قصة طويلة. المهم في اللقاء أن “عبود” قال لي: ” ماذا تريد حماس، ليش مش من الأول بيقول هم أيش بدهم، بدهم يحرروا فلسطين يتفضلوا، بدهم يقاتل الشيعة يتفضلوا، بس يقولوا أيش بدهم، مرة واحدة”..
هالني السؤال، ورددت الجواب لـ “عبود”: “أتذكر أبو العبد من حيفا الذي كان يبيع الخضار تحت بيتنا”، ضحك.. وهو يهز رأسه.
نسيت أن أخبركم أنه، ويومها أيضاً، كان جارنا “الختيار” أبو العبد يردد على مسامعي: ” عمي هدول العرب.. جرب، باعوا فلسطين وباعونا، ما إلنا إلا الاتكال على الله”.
على الطريق سيسقط الكثيرون.. لكن يا “عبود”، لن ترانا إلا حيث يجب أن نكون.