عاصفة الشمال
صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
على رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان البدء بالتحضير لملاقاة أزمة جديدة ستنزل على رأسه، لتزيد من وضعه الصعب صعوبة .. فلقد باشر الجيش العربي السوري معركة شمال سوريا بكل ابعادها بعد الانتهاء من معركة القصير، الطريق إليها بدأت، تمكن الجيش العربي من اعادة قرى إلى مكانها الطبيعي، في وقت باشر فيه بهندسة الطرق الملائمة للانقضاض الشامل على ما تبقى من عصابات اردوغان في مدينة حلب التاريخية التي تئن وجعا مما حصل بها، فيما تحن إلى ايامها الخوالي حين كانت حاضرة سورية ومركزها الصناعي المهم، الذي قيل انه المدينة الأهم في الشرق الاوسط، كقيمة صناعية، اضافة الى قيمتها المعمارية، والى موقعها الفذ في كونها أكبر الحواضر في تلك الطريق القديمة نحو مصانع الحرير.
لم يكن بوسع اردوغان ان يتخيل حدوث هذا اليوم بشكل يغاير منطقه الذي اعتمد عليه، وهو رحيل الرئيس الاسد بعدما قدم سلسلة من المواقف التي ذهبت كلها مع رياح النجاحات الباهرة التي حققها الجيش العربي السوري. فعليه الآن، الاستماع جيدا لمطالب التغيير التي ستزداد يوما بعد يوم الى الحد الذي سيضج رأسه بها لتعداد المطالبين من شعبه، ثم تحضير المستشفيات التي ستستقبل قتلى وجرحى العصابات التي جندها وبثها في شمالي سوريا، اضافة الى اماكن للهاربين من تلك العصابت التي لن تجد لها مأوى على كل الاراضي السورية سوى اللجوء الى رأسها المدبر وممولها ومحركه ومخططها اردوغان.
لعله في غمرة انهماكه بواقعه الداخلي الذي لا يحسد عليه نتيجة التظاهرات التي في طريقها الى ان تصبح مليونية، لم ينتبه الى ما حصل في منطقة القصير، وان انتبه فهو لم يتمكن من متابعة التفاصيل التي نتجت عن الانتصارات الباهرة التي حققها الجيش العربي السوري في تلك المنطقة، وكيف قتل 1200 من مسلحيه او اولئك الذين بث فيهم عزيمة تغيير النظام السوري، ومثل هذا العدد بات جرحى انتقل الى مستشفيات البقاع اللبناني وسيتحول الى عبء على لبنان بعد شفائه من جروحه، كون نصفهم من اصقاع الارض من شيشانيين وصوماليين واوروبيين وعرب وغيرهم .. هذا اذا لم نأخذ بالاعتبار ايضا الهاربين من بقايا الاحياء من مسلحي القصير.
كل هذا ينتظر اردوغان بعدما قرر الجيش العربي السوري معركته التي تحمل اسم “عاصفة الشمال” وهي معركة النهاية التي قد يتمكن اردوغان ان يرى نهايتها وكيف ستكونه، بعدما قرر جيش العرب تصفية الوجود المسلح الارهابي في كل شمالي سوريا، او ربما قد لا يتمكن من رؤية الهزيمة التي ستلحق بجماعته الذين كونهم وصنعهم ومررهم الى الداخل السوري، لكن سيكون عليه قبل ان يرحل من موقع سلطته ان يعيد المصانع والمعامل والمختبرات العلمية وكل ما نهبه من مدينة حلب اضافة الى المعدات الثقيلة الأخرى التي وضع يده عليها.
فلمن يهمه الأمر، قررت القيادة السورية اعتبار الطريق الى جنيف يوميات من حسم المعارك القادمة، وانها لا تثق بالاميركي الذي يتلون وبغيره ممن يلوذون به، فقط ايمانها بالله وبجيشها العربي السوري وبشعبها وبأمتها العربية.