عاشوراء الرسالة
صحيفة الشروق الجزائرية ـ
صالح عوض (كاتب فلسطيني):
تتلون كل ارض المسلمين دماء تنهمر بغزارة في بلاد الشام والعراق وسواهما..ولاتزال فلسطين تئن والاقصى الشريف يستغيث : الا هل من ناصر ينصرنا.. تمثل لي الشعب الفلسطيني والاقصى الشريف حسين هذا الزمان فاردت الكتابة عن جراح الفلسطينيين والاقصى ولكني اثرت في هذا اليوم ان اكتب مباشرة للحسين بن علي لهما من الله الرضوان والكرامة، أب الاحرار روحي فداه، علني انال بذلك قربا من الله وودا من رسول الله .
لك سلام وعليك سلام يا ابن رسول الله، اسمح لي يا صاحب الحظوة ويا طويل الباع، يا سر الرسالة وضمير الانسان، اسمح لي يا سيد الاسياد ويا عترة الرسول أن اتجشم اعباء الكتابة في يوم ذكرى شهادتك المدوية، فيما الالم يوقفني على فوهة الجراح الراعفة، فتلتهب على شفتي الكلمات المخنوقة، وأنا اتقدم من جدك رسول الله سيد العالمين عليه وعليك وعلى آله السلام..اتقدم من حضرته الشريفة بالتهاني لانتصار قيمة الحق على الباطل والتمس لديكم الشفاعة .
أجل يا أبا الشهداءن هاهي أمتك كلها في ملحمة البطولة التي دشنتها ضد استلاب الراي وبيع الموقف.. ان امتك من طنجة الى جاكرتا تضج باسمك كلمة سر لنهضات الاحرار والشرفاء.. ولانك انت فلم تستطع ان تحاصرك الدعايات الرخيصة والشرور المستفحلة في أعداء الامة، اولئك الذين ارادوا طمس معالم الرسالة بقتلك.. ولانك انت طهرا ونبلا ونسبا شريفا وعلما وزكاة روح، ولأنك انت رجولة وفروسية واقداما، كان لابد ان تفتدي الكرامة الانسانية بأغلى ما تملك، روحك الشريفة وال بيتك الطاهرين، لكي لا تسقط معاني الرسالة ولكي لا تضل من بعدك امة جدك عليه الصلاة والسلام.
اجل يا سيد الاسياد..في ضمير كل مسلم انت مرجع وفي افق كل حر انت نبراس.. لقد كانت البشرية تحتاج الى نقطة تحول استراتيجي بعد ان جبن الناس عن التصدي للسيف المجرم المنقع بالشهوات والمطالب الدنيا.. فكان دمك المهراق في ارض كربلاء نقطة الفصل الحاسمة وتجديد الرسالة واحياء معالمها.
في رحلة الرسالة العظيمة وضع جدك البشرية على طريق الهداية، وكان صحب رسول الله العظام من المهاجرين والانصار ومن السابقين ابوبكر وعمر وحمزة سيد الشهداء ومصعب وسعد بن ابي وقاص وابوعبيدة الجراح وجعفر الطيار وزيد وعبدالله بن رواحه وخالد ومعاذ وسلمان وابوالدرداء والانصاري يقدمون بين يدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام افضل ما يمكن ان يقدمه بشر لقائدهم من ولاء وفداء ونصرة فكانوا بناة الامة وحماة الرسالة.. وكادت جهود هؤلاء جميعا ان تندثر بعد ان ارادها الاخرون ملكا عضوضا وهرقلية، فكانت وقفتك تجديداً لما بناه الأولون ودفع من أجله السابقون دماءهم.
هذه أمة جدك تحتضن الذكرى بألم ، ووفاء وعهد أن لا تبيع موقفها، وهكذا تنتصر يا سيدي ويضمحل منطق الاشرار.. يومك يوم وحدة الامة ويوم عزتها، وانتصار الروح على المادة، والعقيدة الصافية الربانية على الانحراف الشيطاني المقيت..
ويتولانا الله برحمته أجمعين.