«ظل» إده يستقيل.. والأسباب كثيرة
صحيفة السفير اللبنانية ـ
غراسيا بيطار:
يتآكل تباعا جسم حزب «الكتلة الوطنية». يصبح نحيلا كعميده كارلوس إده. «نزيف» الاستقالات سجل خرقا منذ يومين مع استقالة «ظل ريمون إده» عضو اللجنة التنفيذية لعشر سنوات ومفوض الداخلية والانتخابات في الحزب جورج إده. يقول كتلوي عتيق: «إذا بقي إثنان من الحزب في «الكتلة الوطنية» فهما حكما ريمون وجورج إده». هذا هو جورج الذي استقال بعدما سبقه «كتلويون» كثر مثل سليم سلهب وأنطوان إقليموس وشكيب قرطباوي وكلود بويز كنعان وغيرهم ممن كانوا يشكلون «نصف مجلس الحزب».
«لا أريد أن أكون شاهد زور»، يفند إده استقالته. ليس معروفا ما إذا قبل «العميد كارلوس» الاستقالة أو لم يقبلها. فهو غائب عن السمع. ويشير متابعون لهذه المسألة إلى أن «كل الاستقالات السابقة لم يقبلها حتى اليوم».
قد يكون العشاء الأخير الذي دعا اليه عميد الحزب يوم الجمعة الماضي، في ذكرى مئوية عمه ريمون اده في جبيل، هو الذي جعل واحدا من أهم كوادر الحزب يقدم على خطوة ظن كثيرون أنه لن يفعلها يوما.
شوائب عدة جرحت كرامة «الكتلويين» فانتقدوا: لماذا ثمن البطاقة 150 دولارا وعلى ضفاف البحر؟ ولماذا وضع صندوق على مدخل المكان لجمع المساعدات؟ وكيف يمكن لكارلوس إده أن يكرم العميد ريمون اده بهذه الطريقة وعبر عشاء فولكلوري لجمع المال؟ «إنها متاجرة بالذكرى» يقول القيادي الحزبي الأبرز المستقيل، واضعا كل هذا المسار في خانة «الشبق الانتخابي».
الرماد يسكن تحت نار العشاء. يعدد حزبيون خلفيات الاستقالات: انهيار الحزب بشكل دراماتيكي من خلال الاستقالات المتلاحقة، تهميشه من قبل «قوى 14 آذار».. «الحليف غير الصدوق»، انخفاض شعبية «الكتلة» جراء سلوك كارلوس إده، إقفال بيوت الحزب وتقليص مجلسه الى 60 عضوا (من ضمنهم محاسب العميد و«من يحضر له النبيذ» ومن يرافقه الخ..) بعدما كان يضم 123 وبالتالي «تعريته» سياسيا وتمثيليا ـ ليس للحزب أي نائب في البرلمان حتى بعد الانسحاب السوري ـ العلاقات السيئة للعميد مع الإكليروس ومكونات عدة من النسيج اللبناني حتى أنه لم تتم دعوته الى الاجتماع الماروني للأقطاب في بكركي لأن «موقعه فارغ من أي قيمة» ولأن العميد نسي ربما أن عمه هو من وضع «ميثاق عنايا» للتعايش المشترك الذي وقع عليه كل رؤساء بلديات منطقة جبيل في العام 1975 للتعايش وتجنيب منطقة جبيل الاقتتال الطائفي.
يتحدث «كتلويون» بـ«حرقة» عما آلت اليه حال الحزب من تهميش. جورج إده يستقيل وهو الوحيد الذي شيد تمثالا لـ«العميد الأصيل» عندما كان رئيس بلدية إده بمعارضة كارلوس نفسه. وسواء وافق الأخير أم لا، فإن الاستقالة «وان واي» و«لا تراجع عنها» على حد تعبير صاحبها. أما حبل الاستقالات، فيبدو أنه «على الجرار» في الأيام المقبلة. ويتساءل البعض: «هل سيقوم كارلوس هذه المرة أيضا باستبدال المستقيلين بأشخاص كانوا دوما في عداد «الأعداء» لعمه؟