ضباب في الأفق اللبناني… أي مصير للحكومة؟
قناة الميادين:
الحراك الشعبي في لبنان يستمر في الوقت الذي تشهد فيه الحكومة تصدعات تهدد بما لا تحمد عقباه…
لا يبدو الأفق واضحاً بالنسبة للبنان واللبنانيين… هو المشهد الأكثر تعقيداً منذ زمن، فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، ومجلس نواب ممدد لنفسه… وأمام هؤلاء شارع مزدحم بالمطالب مشتعل بالتظاهرات منهك بالحرمان… وفي الحكومة عينها تناقضات وتجاذبات وخلافات تهدد بتفجيرها من الداخل، مع العلم أن طرح إستقالتها سالب لإنتفاء الموضوع، فهي مستقيلة ولا يمكن للمستقيل أن يستقيل مجدداً. لكن المشهد ليس بالسلبية المطلقة التي يبدو عليها، فللمرة الأولى منذ زمن يبدو أن الطبقة السياسية بدأت تحسب حساب الشارع، لا سيما وأنها وللمرة الأولى أيضاً بريئة من حراكه، براءة الذئب من دم إبن يعقوب. قد كان في الأمر مرارة لدى السياسيين، أن يروا أنفسهم وقد جردوا من حصرية جمع الناس في تظاهرة أو حراك، لكن المرارة السياسية إنعكست حلاوة لدى من في الشارع، وهم يرون الحكومة تتراجع عن تلزيمات ملف النفايات… ليس هذا الإنجاز الكبير ربما، لكنه يعكس حجم الصداع الذي بدأ يتسبب به هؤلاء لأصحاب القرار الذين يتسابقون لإثبات براءتهم. إرتفع جدار بين الحكومة والشعب عله يحميها منهم، لكن جلسة الحكومة الأخيرة شهدت تمزقاً حكومياً أدى لخروج وزراء التيار الوطني الحر، وحزب الطاشناق، وحزب لله ن الجلسة لإعتراضهم على تمرير مشاريع خارج إطار الشراكة الوطنية. لم يخرج هؤلاء هكذا، إنما أخرجوا من جيوبهم أوراقاً بيضاء كانوا يحتفظون بها لمثل هذه الأيام السوداء… لم ينطقوا بعد ما إذا كانوا سيذهبون بإتجاه تصعيد في الشارع، يوازي تصعيد الشارع نفسه، لكنهم قالوا بوضوح أنه يتفهمون الإنفجار الشعبي، ودعوا الحكومة “للقيام بخطوات تهدئ النفوس”، لكن ماذا لو تقم الحكومة بذلك؟