ضاحية الله الجنوبية.. ونجدد البيعة
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
هي الحبيبة من جديد، هي ضاحية الله الجنوبية التي نذهب اليها كل يوم برسالة عشق لكل ما فيها من حق وخير وجمال، هي الحبيبة التي ولمرة جديدة نكتبها اليوم كقصيدة نسجت حروفها من دم الشهداء لتزين ديوان الشهادة، وتسجل في قاموس الحياة بإننا قوم نحب الحياة لأننا نحب الحرية، ونحب الموت متى كان الموت طريقنا للحياة.
هي ضاحية الله الجنوبية من جديد، وهي يد الصهيونية الإسلامية تمتد اليها من جديد وتضرب الآمنين من أهلها ظناً منها بأن الموت سيثنينا عن حب الوطن وسينزع من قلوبنا عشق الأرض وسيغير من ولائنا للمقاومة.
وللتاريخ، أغبياء هم، لا بل انهم أغبياء بدرجة جيد جداً، وكأنهم لم يتعلموا من الزمن القديم والجلي بأن لله ضاحية في الأرض لا تركع، فقد جربتنا أمريكا بما لديها من مارينز وخرجوا يجرون وراءهم أذيال الخيبة، وجربنا اليهود لسنوات طوال، وخرجوا ومعهم عار الهزيمة التي لم يلحقها بهم على مر التاريخ الا مقاومتنا الشريفة، واليوم أنتم، للمرة الرابعة تسعون لتحولوا أرض المقاومة الى عبء عليها، ولكنكم وفي كل مرة لم تزيدونا الا تمسكاً بهذه المقاومة.
اقتلونا، فجرونا، واذبحونا، والتموا علينا من زوايا الأرض الأربعة، وإن شئتم أن تمطر السماء لكم عوناً فافعلوها، فوالله لن تمحوا ذكرنا، ووالله لن تأخذوا منا إلا ولاء جديداً للمقاومة التي هي وحدها من منح لبنان القيمة المعنوية الحقيقية.
هي حرب بيننا وبينكم، نخوضها بشرف المواجهة وتخوضنها بعار الغدر، نخوضها بكل فخر واعتزاز لأننا أهل حق وتخوضونها بكل إجرام وإرهاب لأنكم أهل باطل.
هي الحرب بيننا وبينكم، ونحن قوم لنا في الحرب قلوب الأسود، ولنا في السلم حلم الأنبياء، هي الحرب بيننا، ويخطئ من يأخذه ظنه بأنها حرب حزب الله وحده، لا لم تكن كذلك أبداً ولن تكون كذلك أبداً، هي حرب الله وحزبه، وحرب الله والمؤمنين من أنصاره بمختلف انتماءاتهم المحمدية والمسيحية. هي حرب بلال فحص الجنوبي، ومهدي ياغي البقاعي، ومحمد عواد الجبيلي، وعلي طالب الشمالي، ووجدي الصايغ فتى الجبل.
هي حرب بيننا ولكنها حرب كل مقاوم شريف، هي حرب أحمد قصير الشيعي، ولولا عبود المسيحية، وابتسام حرب الدرزية وخالد علوان السني…
هكذا هم المؤمنون بالوطن، تعاهدوا على الإنتصار فانتصروا، تخلوا عن طائفيتهم واعتنقوا المقاومة ديناً جهادياً لتحرير الوطن فكانوا على امتداد مساحته ولا زالوا رصاص حق يمزق صدور الباطل، وهكذا هو المجتمع الذي تخرجوا منه، فهل المجتمع الذي يمنح الوطن هكذا أبطال، مجتمع تعتقدون أنكم قادرون على هزيمته، لا والله لقد خسئتم.
هي مسألة وقت ليس إلا، مسألة وقت قد بدأ منذ أن حاولتم أن تمسوا عرض المقاومة، هي مسألة وقت لينتهي أمر عقابكم الذي بدأ منذ مدة، ولكنه عقاب من نوع مختلف. نعم نحن لا نقطع الرؤوس، ولا نأكل القلوب، ولا نعتدي على الأعراض، ولكننا قوم قد علمنا أن القضاء عليكم حق وأن إبادتكم واجب، ونحن لا نتخلى عن ولا نترك الواجب…
هكذا تعلمنا في الضاحية، أن لا نترك ثأرنا مهما طال زمن الإنتظار، فلا تأخذكم منا دماثتنا، ولا تسخروا من صبرنا ولا تذهبوا إلى تهديدنا بالمزيد، فنحن أهل سلم ولكننا لسنا نعاجاً بل أسود اذا ما هوجمنا…
هكذا تعلمنا من مدرستنا ومن تاريخها النضالي المشرف الذي لا يشبه تاريخ بعبدا ولا قريطم ولا معراب ولا المصيطبة …
هكذا تعلمنا، ولكنكم لم تتعلموا الدرس بعد، وهل هناك أبلغ من درس في الثبات والعزيمة أنكم وبعد كل ترهيب تضربوننا به لا تسمعون منا إلا هتافات التأييد للمقاومة وهل هناك أبلغ من صوت أم ثكلى تودع إبنها الشهيد بيد وتسلم إبنها الأصغر البندقية باليد الأخرى وتدله على درب الجهاد. أهذا شعب تتوقعون هزيمته، أهذا شعب تتوقعون منه التخلي عن مقاومته؟ لا ورب الناس، إن هذا الشعب لم يتعلم الاستسلام ولم تدخل الهزيمة في منهاجه الدراسي. فوالله والله \، لن نرضى إلا بإحدى الحسنين النصر أو الشهادة ، فإما نصر لا يبقي منكم أحداً ولا يذر، وإما شهادة نُقدم عليها وكلنا إيمان أننا لا ننتهي، فكلما ارتفع منا شهيد للسماء أنبتت الأرض لنا ألف مقاوم ومقاو.
هكذا هو مفهوم الحياة في الضاحية، وهذا هو مفهوم الوفاء في الضاحية، وقريباً جداً ستدركون أي حماقة تلمودية قد ارتكبتم، ولكن سيأتي هذا الإدراك متأخراً لأن الحساب بيننا قد أصبح كبيراً جداً ومن المستحيل عليكم سداده.
هكذا هي الضاحية، فلو قُتلت ألف مرة وذبحت ألف مرة ومرة، ومهما تلبدت سماؤها بغيوم إرهاب الصهيونية الإسلامية، تجدونها كطائر الفينيق تخرج إلى الحياة من جديد حاملة البندقية في يد وترفع اليد الأخرى لتبايع المقاومة مرة أخرى.
لأنها ضاحية الحياة ولأنها أكبر من كل إرهابكم، فهي مع كل محاولات ظلامية منكم تأبى إلا أن تخرج كالشمس من بين الظلام وتجدد البيعة….
والساعة، وفي كل ساعة، والى قيام الساعة، تبقى ضاحية الله الجنوبية، على عهدها لا تهزها المصائب ولا يحني ظهرها دم الشهداء، لا بل إنها اتخذت من دم الشهداء حبراً لتكتب به، إليك حفيد الأنبياء نجدد الولاء، وللمقاومة الأبية نجدد البيعة…