صنعاءُ تُهدِّد ولا تهدَّد
صحيفة المسيرة اليمنية-
رحاب القحم:
يستحيل على دول العدوان أن تتملص من تداعيات ورطتها في اليمن دون دفع الثمن الكفيل بتحقيق ما ينشد من سلام شامل، سلام متوج بسيادة كاملة، لا سلاماً منقوصاً كما تطمع فيه دول العدوان بأن تستبقي تحت سيطرتها حركة الملاحة الجوية والبحرية من وإلى اليمن، فذلك ليس بسلام، وهو أمر غير وارد.
هدنة الستة أشهر لن تتكرّر كما هي، وَإذَا أصرت دول العدوان على اعتقادها أنها أمام يمن ألفين لا يمن ألفين وثلاثة وعشرين فتلك مشكلتها، واليمن ليس مستعداً لمعالجة مشكلة هي خارج حدوده السياسية، ومن تعدى عليه إلى داخل حدوده فقد جاءه بعض من الرد.
نحن على مشارف نهاية عام اتسم بالمراوحة والمناورة والوعود الفارغة، ما لم فَـإنَّ عام ثلاثة وعشرين قد لا يكون كأي من الأعوام الماضية، ومَـا هو قادم لن يكون بعون الله معهوداً ولا مسبوقاً، فإهدار الفرص وتضييع وتقطيع الوقت له نتائج وخيمة على المعتدين وربما على المنطقة برمتها تؤكّـد هيئة رئاسة مجلس النواب.
مطالب صنعاء خيارات شعب، ولا مناص من استعادة الحقوق المسلوبة كمحور أَسَاسي لتحقيق السلام العادل والشامل تضيف الهيئة، على أن القوات المسلحة متهيئة وجاهزة لكل الخيارات، ولا يزال أمام العدوان فرصة لإثبات جديته في الذهاب نحو السلام، بالإذعان لمطالب الشعب ومتطلبات السلام المعروفة والمعلنة، والسماح بدخول المعدات والآليات التشغيلية اللازمة لميناء الحديدة ودخول أكثر من أربع مِئة صنف عبر شريان حيوي مهدّد بالتوقف، وَإذَا توقف شريان اليمن، فَـإنَّ اليمنيين المستعينين بالله معنيون ومن بوابة الدفاع بالرد.
ما يحصل من عرقلة وتأخير ومماطلة في هكذا ملف بالغ الإنسانية يعد معياراً حقيقيًّا لِما هي عليه السعوديّة من مكر وخداع، وليست في وارد أن تبادر لمعالجة تداعيات عدوانها الهمجي ولعلها في مكان آخر تفتقد للقرار المستقل.
حرب اليمن برمتها بعهدة أمريكا وليس على السعوديّة سوى التنفيذ، وهي حتى الآن تنفذ أوامر أمريكية بعدم إعطاء أية إشارة إيجابية في أي ملف حتى لو كان إنسانياً بحتاً.
لا يمكن للشعب اليمني أن يموت جوعاً وثرواته تنهب في وضح النهار، ولا يمكن أن تنهب ثرواتنا النفطية وأبناء اليمن بحاجة لمرتباتهم، لا يمكن حصول حَـلّ سياسي والبلد تحت العدوان والحصار والاحتلال، التفاوض لرفع الحصار وإنهاء العدوان والاحتلال هو بين صنعاء ودول العدوان، والحل السياسي يتم بعدها بين اليمنيين، وهذه مسألة حدّدها السيد القائد والرئيس المشاط وجاهزية القوات المسلحة.