صلابة الحراك الشعبي البحريني في ذكراه السادسة
صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:
يحيي الحراك الشعبي البحريني ذكراه السادسة وهو اكثر قدرة وصلابة في الموقف، والثبات المنقطع التطبر في بقائه سلميا رغم كل محاولات النظام الخليفي الذي اراد ومن خلال ممارساته الاجرامية واللاانسانية ان يغير مسيرة هذا الحراك وبالصورة التي تضعه في موضع الادانة سواء كانت الداخلية والخارجية.
وقد لاحظ المراقب وخلال السنوات الماضية ان النظام الخليفي لم يستطع ان يخرج من عقدة اسلوب الحل الامني القائم على الاستخدام المفرط للقوة والاعتقال العشوائي وهدم الدور والمساجد وغيرها من الاساليب التي تتنافى جملة وتفصيلا مع ابسط تشريعات حقوق الانسان، ورغم كل النداءات الدولية والاقليمية التي طالبت هذا النظام بتغبير اسلوبة والذهاب الى حل آخر يقوم على الحوار البناء ومنح ابناء الحراك البحريني حقوقه المشروعة التي ضمنها الدستور. الا انه وكما هو معلوم ان نظام بني خليفة لا يملك الارادة في مثل هذا الامر، بل هو منصاع لارادة بني سعود وغيرهم، ولذلك فانه وكما عبرت اوساط بحرينية لم يكن سوى آلة تحركها الاصابع الخفية من الخارج، لذلك فهو يعيش اليوم في الزاوية الضيقة لان الحراك الشعبي وكما هو واضح للجميع وبعد هذا السيل من التنكيل واعتقال كبار قادته واعدام بعض ابنائه ظلما وعدوانا لم ينله اي ضعف او انهيار، بل اصبح اصلب عودا واقوى شكيمة وتمكن ان يمتص تأثير الاساليب القمعية بحيث بقي محافظا على وجوده وفرض ارادته على حكام بني خليفة وعطاء الدليل القاطع على عجزهم في مواجهتهم امام العالم.
ولذلك وفي الذكرى السادسة لحركته السلمية وامام هذا الثبات على الموقف يتطلب من حكام بني خليفة ان يعيدوا النظر في اساليبهم الوقحة، وعليهم ان يعلنوا انهم وصلوا وبهذه الاساليب الى طريق مسدود، خاصة وان الحراك قد اكد وفي اكثر من مناسبة ان هناك خطوطا حمراء لايمكن لبني خليفة تجاوزها والمساس بها خاصة بالمرشد الديني الاعلى للبحرينيين آية الله الشيخ عيسى قاسم، وكذلك طالبوا المجتمع الدولي ان يتدخل وقبل فوات الاوان في الضغط على نظام آل خليفة لان يذهب الى حل الازمة حلا سلميا يقوم على الحوار القائم على احترام ارادة الشعب البحريني الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحياة الحرة الكريمة من خلال عملية ديمقراطية وباشراف اممي من اجل ان لا تذهب الامور الى ابعد مما هي عليه الان وعندها قد تدخل الازمة البحرينية في مسار اللاعودة، لان الصبر على الظلم والاضطهاد والقتل والتعذيب وغيرها من الممارسات اللاانسانية لابد ان ينتهي يوما ما وقد تصل فيه الاوضاع الى مالايحمد عقباه وهو مالايرغب به ابناء الحراك البحريني السلمي الوصول اليه حفاظا على استقرار وأمن بلدهم.