صحيفة الثورة: بين الانتصارات والمصالحات السوريون إلى المستقبل بثبات
شددت صحيفة “الثورة” السورية على أن “ليس من يختبئون في الخارج، ويمتهنون عذابات الأبرياء وآلامهم، من يقرر مصير السوريين، و ليس هم من يقودون سوريا، فأبناء سوريا بقوا فيها واستمروا بالدفاع عنها، لذلك هم من يحق لهم الحديث عن الانتخابات وصناديق الاقتراع وكيفية العمل فيها، وتوزيعها والتعبير عن آرائهم من خلالها، بعد أن رفضوا كل مارق ومخرب ولا يزالون”.
وأشارت إلى أن “لا حديث هذه الأيام سوى عن الاستحقاق الرئاسي الذي تنطوي الأيام أمامه ليحين موعده، ويختار السوريون قيادتهم في جو ديمقراطي ربما تشوبه بعض الرياح المحملة بالغبار القادم من ممالك الرمال، والصقيع الأميركي الإسرائيلي التركي اللاذع، لكن السوريين تأقلموا مع جميع المناخات السياسية والطقوس الحارة والقارة، ولا عائق سوف يكون أمامهم لاجتياز هذه المرحلة التي من شأنها نقلهم إلى أخرى جديدة يردّون عبرها على أعدائهم بأن ما أردتموه لسوريا لم يتحقق، وأن الشحنات الطائفية التي أرسلتموها لن يتأذى أحد بها سواكم، والمياه الآسنة التي حجزتموها خلف سدود الخيانة بهدف إفراغها، وإغراق سورية فيها لن يعوم أو يستحم فيها أو يختنق فيها غيركم”.
وأوضحت أنه “بالتوازي مع الحديث عن الاستحقاق الذي سوف يتكلل بالنصر على الإرهاب، ثمة أحاديث أخرى عن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري يومياً في الميدان ضد عصابات الإرهاب والتطرف المدعومة من تنظيمات القتل السعودية التي يتجرع ملوكها وأمراؤها مرّ الهزيمة”، لافتة إلى أن “الساعين لقطع النخيل وتقصير الأهرامات ليناسب كثبانهم، ولشحن المزيد من أسلحة الموت لدعم “ثوارهم” من شيشانيين وأفغان وليبيين ويمنيين وتونسيين وأوروبيين، بعد أن أخفقت السيناريوهات التي خطوها، وخرج فيها أبطالهم من المشهد الأول للحرب على سورية في لقطات مأساوية موجعة ومخجلة معاً”.
ولفتت إلى أنه “بالتوازي مع انتصارات الجيش، هناك مصالحات تجري وأخرى تنتظر الدور، وأعداد كبيرة من الإرهابيين والفارين من يسلم نفسه وسلاحه، ومنهم من يفر خارج الحدود، ربما في استراحة للعودة ليجد ربيعه الذي فقده، وربما في عودة نهائية إلى البلاد التي صدرته، بعد أن اكتوى بحر الفصول السورية الحارقة، ولم يحقق الغاية التي جاء من أجلها، فلكل من هؤلاء نهايته، ولكل من أولئك طريق، وسوريا هي من سيبقى، وأبناؤها الشرفاء الذين ارتضوا لنفسهم المواجهة والشهادة، وفضلوا القتال حتى آخر نفس، وآخر قطرة من الدماء لتنظيف بلادهم وغسلها بورق الغار وعطر الياسمين لتكون ممراً ومعبراً وملجأً آمناً لكل من يدخلها أو يقطنها أو يستجير بها”.