شيعة وسنة يصلون الجمعة معا في الكويت والبحرين
أدى مئات الشيعة والسنة في الكويت صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالعاصمة أمس الجمعة بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تأكيدا على الوحدة الوطنية وتعهدوا بإحباط أية محاولة لإثارة انقسام طائفي وذلك بعد أسبوع من أعنف هجوم للمتشددين في الدولة الخليجية.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجير انتحاري في مسجد للشيعة يوم 26 من يونيو/ حزيران الماضي بمدينة الكويت أسفر عن سقوط 27 قتيلا وإصابة أكثر من 200 شخص.
وقال عدنان عبد الصمد وهو عضو شيعي في مجلس الأمة الكويتي لرويترز إن مسلحي داعش “حمقى” لأنهم يظنون أن بإمكانهم زعزعة استقرار الكويت وإن الهجوم لم يزد الكويتيين إلا إصرارا على تعزيز التضامن.
وأضاف “هذه الصلاة هي صلاة الوحدة … هذه الجريمة الشنعاء لم تزدنا إلا قوة وصلابة. الحمد لله أنه جعل أعدائنا من الحمقى. هل كانوا يتوهمون أنهم بهذه الجريمة يفتنون الشعب الكويتي؟”.
ورغم صغر مساحتها فإن الكويت قوة نفطية وتدعم جهودا تقودها الولايات المتحدة لمحاربة داعش حيث توفر معلومات المخابرات والتمويل كما تتيح مطارات أمام تحالف يضم دولا غربية وعربية يقاتل المتشددين.
وقال الإمام السني وليد العلي في خطبة الجمعة التي شارك فيها الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح “اللهم آمنا في الوطن واحفظنا من الفتن.”
وألقت الكويت القبض على 90 شخصا على صلة بالتفجير وأغلقت جمعية خيرية بسبب مزاعم بصلتها بالمتشددين من خلال جمع تبرعات لسوريين وأقر مجلس الأمة قانونا يلزم السلطات بالاحتفاظ بالحمض النووي (دي.ان.ايه) لجميع المواطنين.
وقال وزير الداخلية الكويتي يوم الثلاثاء إن بلاده في حالة حرب مع الإسلاميين المتشددين وستضرب الخلايا التي تعتقد أنها موجودة على أراضيها.
ونفذ التفجير فهد عبد المحسن القباع وهو سعودي في أوائل العشرينيات من العمر. كان تنظيم داعش قد هدد بتصعيد الهجمات خلال شهر رمضان.
وفي البحرين ادى عشرات الشيعة والسنة صلاة الجمعة معا في بلدة ذات اكثرية شيعية قرب العاصمة، في بادرة نادرة في البلد الذي يشهد حركة احتجاجات منذ اربع سنوات، بحسب سكان.
وتم تشديد الحماية الامنية حول جامع عالي الكبير في قرية عالي في اثناء صلاة الجمعة، بحسب المصادر نفسها.
وقررت الداخلية البحرينية تعزيز الاجراءات الامنية خشية وقوع هجمات مشابهة لتلك التي استهدفت مؤخرا مساجد شيعية في السعودية والكويت وتبناها تنظيم داعش المتطرف.
وصرح وزير العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف البحريني خالد بن علي آل خليفة لوكالة انباء البحرين أن “الصلاة الموحدة التي أقيمت اليوم الجمعة جسدت الروح البحرينية الإسلامية الجامعة”، والتي تشكل “نموذجا في وحدة الصف بوجه المتآمرين ضد الأمة العربية والاسلامية”.
واضاف الوزير ان “المتطرف أينما يكون في البحرين سيجد نفسه في عزلة”.
وبعد التفجير الذي استهدف مسجدا شيعيا في 26 حزيران/يونيو في الكويت، هدد تنظيم داعش بشن هجمات اخرى في منطقة الخليج، ما ادى الى تشديد سلطات البحرين والكويت انتشار عناصر الامن حول المساجد في اثناء صلاة الجمعة واجراء تدقيق، بمساهمة متطوعين، في هويات المصلين الداخلين اليها، بحسب سكان.
وتشهد البحرين منذ 2011 حركة احتجاجات يقودها الشيعة للمطالبة بملكية دستورية في الدولة الخليجية الصغيرة، حليفة واشنطن والتي تحكمها عائلة مالكة سنية.