شيطنة حزب الله ومقاومته
موقع الصفصاف الإخباري ـ
بقلم نضال حمد:
في يوم الانتصار والتحرير وعيد المقاومة التي عينها لا تنام كما كل أمهات الشهداء، أجمل الأمهات .. في هذا اليوم الجليل الذي جعلنا نرى جليل فلسطين المحتل ونشم رائحة تينه وعنبه وزيتونه عن قرب من مارون الرأس والعديسة وغيرها من قرى وبلدات جنوب لبنان المحرر كاملا. في هذا اليوم تعجز الكلمات عن وصف الانتصار وفرحة أهل الجنوب بالتحرير، الذي جاء ليترجم إيمانهم العميق بدحر وهزيمة الاحتلال الصهيوني وأتباعه من عملاء جيش لحد.
هذا التحرير العظيم جاء تتويجا لنضالات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، و للدور الرئيسي والأساسي للمقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله، التي تابعت المشوار واستطاعت إلحاق الهزيمة بالصهاينة المحتلين وجعلهم يندحرون عن ارض الجنوب تاركين خلفهم بقاياهم ومذلتهم.
أعداء الأمة العربية و ثقافة المقاومة الحقيقية في وطننا العربي وبمساعدة جيش من المضللين والمضللات من عربنا، يريدون شيطنة حزب الله لأنه ( شيعي) وتأليه وتقديس جبهة النصرة لأنها ( سنية). وهذه الجبهة التي تتبع تنظيم القاعدة العالمي لم تقم بأي عمل لأجل فلسطين قضية كل الشرفاء من العرب والمسلمين. بينما حزب الله كل ما قام كان د العدو الصهيوني وساهم مساهمة كبيرة في إحياء وإسناد ودعم المقاومة بفلسطين المحتلة.
يأسف المرء للشعارات الطائفية والمذهبية التي يرفعها البعض ضد حزب الله واتهامه بحزب اللات وبالصفوية والخ من الاتهامات لأنه حليف إيران. مع أن إيران هي الحليف الوحيد مع سورية طبعا للمقاومة في فلسطين ولبنان. فبينما كل العرب من المحيط الى الخليج كانوا يسدون الدروب ويوصدون الأبواب بوجه المقاومة الفلسطينية ويتآمرون عليها مع الأمريكان والصهاينة، قامت إيران وسورية وحزب الله باحتضانها وتقديم كل أشكال الدعم العسكري والسياسي والمادي لها. ولولا سلاح حزب الله وإيران وسورية لما سمعنا بصواريخ لا لدى حماس ولا عند حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، ولما وصلت صواريخ غزة الإيرانية والسورية الى تل أبيب والقدس. هذه الصواريخ ليست تركية ولا سعودية ولا قطرية بل هي صواريخ حلف الممانعة والمقاومة الممتد من مقاومة شعب فلسطين الى بيروت وطهران مرورا بدمشق عرين العروبة.
من المؤسف حقا أن هناك فلسطينيين أولا وعرب ثانيا يؤيدون تدخل كل قوى الشر والإرهاب العالمي في شؤون سورية .. وبنفس الوقت يهاجمون حزب الله لأنه يدافع عن نفسه وعن ظهره على الحدود عند القصير، خاصة ان محتلي القصير وبعض أجزاء من سورية أعلنوا مرارا وتكرارا أنهم ضد حزب الله، وأنهم ليسوا مهتمين الآن بقضية فلسطين. يقول بعض هؤلاء بوعي او بدون وعي وعن جهل أو تذاكي أن الشعب السوري الذي استقبل اللاجئين اللبنانيين في 2006 يتعرض للقتل بالأيدي اللبنانية التي كانت تقاوم الكيان الصهيوني. هؤلاء أيها المتذاكون يُقتلون كما وطنهم سورية على أيدي الإرهابيين الذين يحتلون ويستبيحون أجزاء من سورية. على أيدي أتباع فرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وتركيا وكل حثالات الأمة العربية من المذهبيين والطائفيين ومصاصي دماء الأمة وناهبي وسارقي ثرواتها، الجاثمون على العروش منذ عشرات السنين، والذين جاءت بهم سايكس بيكو وتحميهم أمريكا والكيان الصهيوني.
حزب الله هو الحزب الوحيد الذي وجه سلاحه فقط للصهاينة المحتلين ولم يستخدمه في لبنان ضد أي كان، بينما بقية المنظمات الإسلاميةالوطنية واليسارية والقومية، وحتى الفصائل الفلسطينية وعداك عن القوى الانعزالية والفاشية اللبنانية في بيروت الشرقية او (المسيحية) باللغة الطائفية، كانت وبعضها مازال يساهم في تأجيج الصراع اللبناني اللبناني.خاصة بعض الذين ساهموا في الحرب اللبنانية الأهلية ووجهوا سلاحهم لبعضهم البعض بدلا من توجيهه نحو الصهاينة وأعداء الأمة كما يفعل حزب المقاومة والتحرير.
حزب الله في القصير وقرى الحدود يدافع عن نفسه ويصد المشروع الغربي المتصهين هناك.
أتعجب كيف يؤيد البعض كل هذا الإرهاب العالمي الذي سمحت له أمريكا والكيان الصهيوني أن يتجمع في سورية وعلى حدود فلسطين المحتلة في الجولان السوري المحتل لإنهاء دور سورية القومي. وخدمة لمصالح الكيان الصهيوني. على بعض الفلسطينيين المذهبيين والطائفيين أو المضللين أن يصحوا من غيبوبتهم وان يخرجوا من الكهوف الفكرية التكفيرية. وعليهم أيضا إدانة السائرين من شعبنا بالمشروع القطري السعودي التركي الغربي المدعوم صهيونيا.
هل علينا ان نصمت عن القول ان هؤلاء أصحاب هذا المشروع يستهدفون حزب الله والمقاومة وسورية كظهر وخاصرة وبوابة للمقاومة. ويستهدفون في النهاية القضية الفلسطينية وثقافة المقاومة في هذا الوطن العربي وبالذات في بلاد الشام . المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين مستهدفتان كما سورية مستهدفة. الفرق بين حزب الله وحماس أن الأول اختار الاستمرار في حلف المقاومة بينما الثانية اختارت حلف قطر وتركيا والسعودية المعادي للأمة والمتآمر على قضية فلسطين. اختارت راحة البال والمال الخليجي. ومنذ ذلك الوقت أي خروج حماس وقادتها من سورية أخذت الحركة تقدم سياسة جديدة تتناسب مع مقرها الجديد في الدوحة ومع حلفها الجديد، الممتد من اسطنبول الى الدوحة مرورا بالسعودية آخر بلد عربي وإسلامي يحق له التحدث عن العدالة والفساد والديمقراطية والتوريث في الحكم.
لو أن حماس بقيت في دمشق وفي حلف المقاومة ولم تذهب وتنتقل الى تركيا وقطر لكانوا استهدفوها وشيطنوها أيضا كما يفعلون الآن مع حزب الله، ولكانوا قالوا عنها رافضية ونصيرية وصفوية بالرغم من أنها حركة إسلامية سنية بالمنطق الطائفي. لكن سرعة كشف حماس عن سياستها الجديدة، وسرعة التحاقها وانضمامها لمحور الرجعيين العرب والمسلمين وفر عليهم ذلك.
منذ انتصر حزب الله على الصهاينة في 2000 و2006 وهناك لبنانيون وعرب يريدون تحويل الانتصارين الى هزيمة. في هذه الأيام ومنذ ما بعد اندلاع أحداث سورية بدأ للأسف بعض الفئويين والطائفيين والمذهبيين اللبنانيين والفلسطينيين كما بعض إخوانهم العرب المذهبيين، ومنهم التكفيريين وكذلك المضللين، يتحدثون بنفس اللغة القبيحة والبشعة بحق من رفع رؤوسهم نحو السماء بانتصاراته وبدعمه لهم وبإذلاله الاحتلال الجاثم على صدورهم منذ 65 سنة.
من لم يتعلم من الدروس السابقة التي مرت علينا في العراق وليبيا وفلسطين المحتلة نقول انه لن يتعلم أبدا.
ومن يقف الآن في المعسكر الآخر ويهاجم حزب المقاومة والانتصارات والعزة، يكون كمن يقدم خدمة مجانية للصهاينة المحتلين سواء بوعي أو بدون وعي.
ولا نعتقد ان هناك كثير من المضللين والمضللات من أبناء وبنات هذه الأمة. لكن هؤلاء سوف يأتي يوم يعلنون فيه ندمهم على سطحيتهم وجهلهم وتقديمهم خدمات لأعداء الأمة بدون وعي وبسبب الجهل والتضليل.
في ذكرى عيد الانتصار و التحرير نقول كلنا مع مقاومة حزب الله التي ستساهم بشكل كبير في تحرير فلسطين كل فلسطين.