سليمان يلاحق التمديد حتى بالساعات الأخيرة لكن الأحلام ضاعت
موقع النشرة الإخباري ـ
ماهر الخطيب:
على الرغم من أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أنجز كل الخطوات الوداعية له، والتي تميزت اليوم باللقاء “الوداعي” مع الاعلاميين وموظفي القصر الجمهوري في بعبدا، لا يزال هناك من يبحث عن أي طريقة تفضي إلى تمديد ولايته بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان ذلك لمدة قصيرة لا تتجاوز الأشهر المعدودة.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة لـ”النشرة”، أن الساحة السياسية اللبنانية شهدت، في الساعات الأخيرة، حركة مكثفة لسفراء عدد من الدول الفاعلة على الساحة اللبنانية باتجاه بعض المسؤولين اللبنانيين، وكان الهدف الأساس منها طرح التمديد لرئيس الجمهورية من جديد تحت ضغط التحذير من الفراغ في موقع الرئاسة الأولى.
وأشارت المصادر إلى أن المهمة الأساسية تتمثل في إقناع أفرقاء في قوى الثامن من آذار بالسير بهذه الخطوة، التي من المفترض أنها تحتاج إلى تعديل دستوري يصدر من المجلس النيابي، لكنها أوضحت أن العمل يجري من أجل القيام بذلك من دون اللجوء إلى القنوات القانونية المعروفة، ملمحة إلى نظرية تصريف الأعمال التي حاول البعض تسويقها في الفترة الأخيرة.
وشددت هذه المصادر أن معظم أفرقاء قوى الرابع عشر من آذار لا يمانعون هذه الخطوة، لا سيما أنهم باتوا يعتبرون أن سليمان من “صقور” فريقهم السياسي، كما أن ما يسمى بالوسطيين يشجعونها أيضاً لأنها تسمح لهم بالحفاظ على دورهم الحالي.
في المقابل، أكدت مصادر نيابية في قوى الثامن من آذار أن هذا الخيار سيبقى حاضراً في ذهن البعض حتى اللحظة الأخيرة، بالرغم من أن الظروف لم تعد تسمح بذلك، خصوصاً أن هناك آليات دستورية من المفترض إتباعها.
وشددت المصادر نفسها، في حديث لـ”النشرة”، على أن أي حديث عن تعديل دستوري بمفعول رجعي هو “هرطقة” لا أكثر، مؤكدة أن ليس هناك من مخرج يمكن إعتماده في هذا الموضوع، لافتة إلى أن هناك قوى سياسية أساسية في البلاد ترفض حتى مجرد البحث في هذا الموضوع.
ولفتت هذه المصادر إلى أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي طرح هذا الأمر في وقت سابق لكنه لم يلقَ جواباً إيجابياً، موضحة أن صفحة سليمان بالنسبة لها طويت بشكل نهائي، وليس هناك أكثر من ساعات معدودة تفصل اللبنانيين عن وداعه.
في المحصلة، سيبقى التمديد لرئيس الجمهورية الّذي لم يستطع تحقيقه في هذا العهد، وسيخرج سليمان من قصر بعبدا على خلاف واسع مع شريحة واسعة من قوى سياسية باتت تعدّ لها الفترة المتبقية بالساعات والدقائق.