سقوط الحلم الاسرائيلي بانهاء المؤسسة العسكرية السورية
صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
أعد خبراء في مجال الأمن والاستخبارات يعملون في مراكز بحث حكومية في الولايات المتحدة ودول أوروبية تقاريرا تشير الى أن تماسك الجيش السوري شكل مفاجأة لاسرائيل ولجميع الاطراف التي سعت لانهاء المؤسسة العسكرية واسقاطها، تمهيدا و “بوابة” لادخال سوريا في مرحلة جديدة، تحت عنوان تقسيم البلاد الى أربع أو خمس دويلات، ومقاطع جغرافية متناحرة.
وذكرت مصادر خاصة لـ (المنــار) نقلا عن هذه التقارير أن القدرة العالية للنظام السوري وحلفائه في تجاوز “كمين” و “فخ” الدول والجهات الساعية الى اسقاطه واسقاط الدولة السورية بعد حادث استخدام الكيماوي في ريف دمشق، ومع أن هذا التجاوز كلف الدولى السورية جزءا أساسيا من قدرتها على ردع الدول المعادية، وهنا نتحدث عن السلاح الكيماوي الذي تم الاتفاق على اخلائه. لكن عملية نزع السلاح الكيماوي كان طرحا ذكيا نجحت سوريا مع روسيا في القائه وكان الطرفان على يقين بأن الامريكي الذي لم ينجح في حشد جبهة عسكرية لمهاجمة سوريا ، سيكون أول من يلتقطه. ويشير التقرير الى أن التطورات الميدانية المتلاحقة في الساحة السورية والتي في معظمها لمصلحة الجيش السوري والانتخابات الرئاسية التي ستعقد بداية حزيران والخوف المتصاعد من الهجرة العكسية للمجموعات الارهابية الى الدول المجاورة لسوريا في ضوء نجاحات الجيش السوري، جميع هذه التطورات تشير ـ حسب التقرير ـ الى أن الدولة السورية على وشك اسدال الستار على الفصل الاخير من الازمة التي تمر بها البلاد. وعن مدى تاثير ذلك على اسرائيل، يرى التقرير أن اسرائيل استفادت من غياب السلاح الاستراتيجي الذي كانت تمتلكه الدولة السورية، لكن هذا السلاح وكما تعلم اسرائيل هو سلاح رادع، كما ان امنيات اسرائيل كانت أكبر من ذلك: فالدوائر العسكرية في اسرائيل كانت تتطلع الى نشوء نظام سوري جديد يضع حدا للتعاون بينه وبين حزب الله، لكن الازمة في سوريا ضاعفت هذا التعاون بشكل لم تتوقعه اسرائيل كما أن الجيش السوري الذي كان يتوقع له الغرب واسرائيل سقوطا سريعا مازال متماسكا.
أما بالنسبة لحزب الله جاء في هذه التقارير أن اسرائيل التي كانت تعاني من وجود الحزب على الحدود الشمالية مع لبنان ، أصبحت اليوم أمام واقع جديد بعد الدخول القوي والملفت لحزب الله في المعادلة العسكرية في سوريا الى جانب الجيش السوري، وأصبحت عناصر حزب الله على طول حدود اسرائيل الشمالية من جنوب لبنان وحتى هضبة الجولان. كما أن قوة الحزب العسكرية تضاعفت والقدرات التي اكتسبها في ميدان القتال السوري باتت بالتأكيد تشكل تحد وهاجس امام اسرائيل.