زاسبكين: ما يهمنا برنامج الرئيس لا شخصه وروسيا لا تتدخل بالاسماء
دعا السفير الروسي الكسندر زاسبكين لاتخاذ إجراءات لتحييد لبنان عما يجري في سوريا، مع تأكيد اهتمام بلاده الشديد بلبنان واستقراره. ورفض السفير الروسي التحدث عن أفضلية لشخصية سياسية على شخصية أخرى للرئاسة الأولى، فروسيا لا تتدخل في الأسماء، ولا يجوز وفق زاسيبكين “أن يزكي أيّ طرف خارجي اسماً معيّناً أو أن يضع فيتو على اسم آخر، لأنّ من شأن ذلك أن ينعكس سلباً، فعلى القوى الخارجية تشجيع القوى السياسية اللبنانية على إنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون التدخّل في التفاصيل، فالاستحقاق الرئاسي يجب ان يحصل بقرار لبناني- لبناني، مع إشارته إلى أنّ عملية التشاور بين القوى السياسية ستستغرق الوقت لتنضج وهذا من خصوصيات المطبخ السياسي اللبناني”.
وجزم زاسبكين في حديث لـ”البناء” أنّ أياً من الدول الخمس والسعودية وإيران لا يقف ضدّ إجراء الاستحقاق الرئاسي، مشيراً إلى إشارات إيجابية لجهة التطورات الإقليمية وتحديداً الإيرانية – السعودية التي قد تكون عاملاً مساعداً، إلا أن الاستحقاق في النهاية هو في صلب عملية التشاور بين اللبنانيين.
وشدّد على أنّ رئيس الجمهورية “يجب أن يكون نتيجة التوافق السياسي بين القوى الأساسية، حول القضايا الأساسية والأجندة الداخلية، فالمهم بالنسبة إلينا البرنامج السياسي للرئيس لا اسم الرئيس، لجهة معالجة الوضع الأمني والحفاظ على الاستقرار”.
وإذا كان البعض يعتبر أنّ الزمن الراهن هو زمن الجيوش من مصر إلى سوريا فلبنان، فإنّ زاسيبكين يعود إلى ما حصل في إطار “الربيع العربي”، عندما كانت المراهنات في المرحلة الأولى على القوى السياسية الإقليمية الجديدة قوى ليبيرالية وفي الوقت نفسه إسلامية تقليدية “الإخوان المسلمين” أشار إلى أن من التجارب التي حصلت “اتضح أن من الصعب جداً تأمين الاستقرار والإصلاح المطلوبين للناس من طريق هذه الجماعات، فتمّ اللجوء إلى الاعتماد على الجيش كما حدث في مصر”، أما في لبنان فيقول زاسيبكين: “إذا حصل ذلك لكلّ حادث حديث”.
واكد أنّ “روسيا لا ترغب بأن يكون هناك تأثير سلبي للأزمة الأوكرانية في الملفات الأخرى، بما في ذلك الوضع في سوريا، لأننا بذلنا جهوداً كبيرة طوال السنوات الثلاث للانتقال إلى التسوية السياسية في سوريا وفي الوقت نفسه نلاحظ أنّ الأزمة السورية على غرار الأزمة الأوكرانية تنبع من المصدر ذاته أي الطموح الغربي بالهيمنة كما حدث في يوغوسلافيا والعراق وليبيا”.
وإذ رأى زاسبكين “أنّ هناك تشابهاً بين الأحداث في سوريا والأحداث في اوكرانيا”، قال: “نحن لدينا الاقتراحات لمواجهة الأزمتين في الطريقة نفسها من خلال وقف العنف وإجراء الحوار الوطني”. واشار إلى أنّ “الذي يختلف أنّ النظام الحاكم في سوريا صامد ومقاوم، فقوى المعارضة المسلحة والمقاتلون الأجانب المنتمون إلى الأطراف الخارجة لم يتمكنوا من إسقاط النظام، بيد أنّ النظام في أوكرانيا قد سقط”.
ورفض السفير الروسي الحديث عن مقايضة بين الاعتراف بالرئيس السوري وبين الاعتراف بالرئيس الأوكراني. قائلاً: “الأسد منذ البداية وإلى الآن هو رئيس شرعي، أما في أوكرانيا فالانتخابات محاولة لإعطاء شرعية لوضع غير شرعي”. وشدّد على أنّ الزحف الجماهيري لانتخاب الأسد يؤكد التلاحم والالتفاف حول الرئيس الأسد، فالشعب السوري يريد الاستقرار ووقف الحرب، ولن يسمح بوصول القوى المتطرفة التي كانت تمارس الانتهاكات في المناطق السورية لجهة الذبح والقتل، إلى السلطة، فعلى رغم الموقف الغربي الذي أكد ضرورة تنحّي الأسد والذي لا يخدم ولن يخدم الحلّ السلمي في سوريا، فإن الالتفاف السوري حول الأسد كان واضحاً في الانتخابات الرئاسية التي أجريت.
اضاف “عندما طرحنا مع الأميركيين والدول الغربية والمشاركين في عملية جنيف، ضرورة الحلّ السياسي كان هناك توافق حول هذا السيناريو. وكنا نعتقد أننا من الممكن أن نستمرّ بذلك عبر جنيف 3 و4 و5، إلا أنّ الغرب فتح جبهة جديدة في أوكرانيا وأصبحت المشكلة أصعب. ومنذ تلك الفترة لم تعد هناك اتصالات جدية حول الحلّ السياسي في سوريا، على رغم أننا نريد تعيين مبعوث جديد لسورية خلفاً للأخضر الابراهمي، ونريد تحديد موعد جديد لجنيف 3”.
وأمل بأن تعطي الانتخابات الرئاسية السورية “دافعاً جديداً لجهود الحلّ السياسي، فنحن نرحّب بالتوافق بين السوريين أنفسهم، وهناك تجربة المصالحات الداخلية، ونحن سنواصل النهج نفسه الذي اعتمدناه في بيان جنيف”.
ورأى زاسبكين أن ما يحصل في كييف “هو انقلاب بتشجيع وتأييد من الدول الغربية وبأهداف غربية وتحالف مصالح واغتصاب للسلطة من المرتبطين بالغرب”.