روسيا تدين وقاحة أميركا: لا لتوسيع العقوبات على سوريا
أدانت وزارة الخارجية الروسية توسيع العقوبات الأمريكية ضد سورية والتي شملت مصرفا روسيا واصفة تلك العقوبات بأنها “وقحة وتنتهك القانون الدولي”.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في تصريح له الليلة الماضية “إن قائمة العقوبات التي نشرتها وزارة الخزانة الامريكية ضد الحكومة السورية دليل على مواصلة واشنطن لنهج استخدام تشريعاتها الداخلية خارج حدود أراضيها وانتهاك لقواعد القانون الدولي المتعارف عليها”.
واضاف لوكاشيفيتش إنه لا تزال تثير الدهشة تلك الوقاحة السافرة والمعايير المزدوجة لدى الإدارة الأمريكية التي تفضل اغماض العين عن الجرائم الدموية للمسلحين داخل سورية بينما تعاقب في الوقت ذاته وزراء في الحكومة السورية متهمة إياهم بالتورط في تصعيد العنف وعدم الاستقرار في البلاد.
وشدد لوكاشيفيتش على رفض بلاده بالمطلق شمول المصرف الروسي المساهم ” تمب بنك” بالعقوبات ضد سورية بحجة أنه قدم خدمات مالية للحكومة السورية مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي لم يتخذ اي قرارات تحظر التعاون مع دمشق وهذا يعني أن العلاقات الاقتصادية والمالية الثنائية شرعية بالكامل ولا يمكن لأحد التشكيك بهذه الشرعية.
ولفت لوكاشيفيتش إلى “أنه يود تذكير الجانب الأمريكي مرة أخرى أن التكلم مع روسيا بلغة العقوبات غير مجد وغير مثمر وإذا واصلت الادارة الامريكية السير على هذا الطريق العقيم فإن ذلك سينعكس سلبا على عملنا المشترك في الشأن السوري وعلى المناخ العام للعلاقات الروسية الامريكية التي لا تعيش الآن أفضل أوقاتها.
تشوركين: روسيا قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن بخصوص سورية انطلاقا من حمص
من جهته أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك الليلة الماضية أن بلاده تقدمت بمقترح مسودة مشروع قرار في مجلس الأمن بخصوص الأزمة في سورية يغطي معظمه الجانب الإنساني ويأخذ ما جرى في مدينة حمص كتجربة تعد نقطة انطلاق لتسوية سياسية في سورية معربا عن اعتقاده بأن الجولة الثالثة من محادثات جنيف يجب أن تستأنف في أقرب وقت ممكن.
وقال تشوركين : “نؤمن بأن الجميع يريد حلا للأزمة في سورية وهناك إشارات إيجابية تتعلق بالترتيبات المحلية الأخيرة التي تحققت في مدينة حمص واحد أهم عناصر تلك الترتيبات هو أن الحكومة السورية والعناصر المختلفة للمعارضة بالإضافة إلى الوكالات الدولية عملوا بجهد كبير للتوصل إلى هذه الصيغة ونحن نؤمن بأن هذا التوجه يجب ان يستمر بغية البناء على الزخم والظروف الحالية”.
وقال تشوركين : “نؤمن بأن الجميع يريد حلا للأزمة في سورية وهناك إشارات إيجابية تتعلق بالترتيبات المحلية الأخيرة التي تحققت في مدينة حمص واحد أهم عناصر تلك الترتيبات هو أن الحكومة السورية والعناصر المختلفة للمعارضة بالإضافة إلى الوكالات الدولية عملوا بجهد كبير للتوصل إلى هذه الصيغة ونحن نؤمن بأن هذا التوجه يجب ان يستمر بغية البناء على الزخم والظروف الحالية”.
وشهد الوضع الميداني في سورية تطورا لافتا خلال الأسبوع الماضي تمثل بخروج عناصر المجموعات الإرهابية بشكل كامل من مدينة حمص القديمة وفور خروج الإرهابيين عاد أبناء حمص لتفقد بيوتهم كما باشرت ورش الإصلاح عملها لتهيئة الظروف المناسبة لعودة المواطنين إلى منازلهم وأحيائهم.
وبخصوص رؤية روسيا لمن يمكن أن يخلف الأخضر الإبراهيمي في مهمة المبعوث الدولي إلى سورية بعد استقالة الأخير قال تشوركين: “سوف ننظر بالأسماء المقترحة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ولا نعرف من هو خليفة الإبراهيمي بعد”.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن الإبراهيمي قدم استقالته من منصبه وسيغادر هذا المنصب نهاية الشهر الجاري طالبا بعض الوقت للتفكير في شخصية البديل الممكن للإبراهيمي الذي جاء خلفا لكوفي عنان.
وأشار تشوركين إلى أن الجولة الثالثة لمحادثات مؤتمر جنيف يجب أن تنطلق في أقرب وقت ممكن والحكومة السورية جاهزة لذلك بينما لا يوجد أي موقف واضح من قبل المعارضة ويعود إلى الأمين العام تحديد موعد هذه المحادثات لافتا إلى أن “بعض الدول تشكك بحكمة عقد الجولة الثالثة من المحادثات إلا أن روسيا تثق بأن جلوس الأطراف مع بعضها يعتبر قيمة حقيقية لهذه المحادثات”.
وتساءل تشوركين “لماذا يثير البعض الجدل حول الانتخابات الرئاسية في سورية ويتم ربطها ببيان جنيف الاول الذي لايمنع تنظيم انتخابات “مشيرا إلى أنه “لم يسمع أن الإبراهيمي قال إن الانتخابات الرئاسية من شأنها أن تعرقل الحل السياسي بل إن الوضع لن يتغير قبل وبعد الانتخابات “.
واعتبر تشوركين أن “التطورات في المنطقة يجب أن تساعد على الحل في سورية “واصفا التقارير التي تتحدث عن تقارب سعودي إيراني بأنها أمر إيجابي حيث أن “السعودية كانت حلقة مفقودة في التوصل إلى حل سياسي في سورية “.
وردا على سؤال حول موقف روسيا من الدعوات الغربية لإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية قال تشوركين “يجب تركيز الجهود على التوصل إلى حل سياسي بدلا من استنزاف هذه الجهود وتوجيهها إلى مناح أخرى” موضحا أن “مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا بنى على الزخم الإيجابي في مجلس الأمن رغم وجود اختلاف في وجهات النظر في المجلس حول الحالة في سورية”.
وكان الدكتور بشار الجعفرى مندوب سورية الدائم فى الامم المتحدة أكد أمس أن بعض الدول تحاول إحداث فراغ في سورية للتدخل في الشأن السوري وأشار في مؤتمر صحفي إلى حصول الكثير من الأخطاء خلال فترة عمل الإبراهيمي في سورية ومنها تدخله فى الشأن الداخلي السوري كما وصف تصريحات وزير خارجية فرنسا بأنها “غير مسؤولة ” والسياسة الفرنسية بأنها “متهورة تجاه ليبيا ومصر وسورية وكل المنطقة”.