روحاني : التوصل لاتفاق نووي قائم علی قاعدة ربح-ربح ممكن
قال رئیس الجمهوریة الاسلامیة في ايران ان تعزیز التعاون التجاري والاستثمارات المشترکة بین الدول الاعضاء في منظمة التفاعل وتدابیر بناء الثقة في اسیا (سیکا) یعد السبیل الامثل للارتقاء بمستوی التکامل والتعاون الاقلیمي.
واکد الرئیس حسن روحاني في کلمة القاها في المؤتمر الرابع لمنظمة التفاعل وتدابیر بناء الثقة في شانغهاي، اکد علی اهمیة التعاون بین الدول الاعضاء شارحا وجهات نظر ایران حیال القضایا الاقلیمیة والدولیة.
وقال ان ایران باعتبارها احد اعضاء سیکا تغتنم فرصة انعقاد هذا المؤتمر لتؤکد مرة اخری ضرورة الارتقاء بمستوی الامن والاستقرار والسلام في المنطقة التي باتت تواجه تحدیات عدیدة.
واکد علی ضرورة اتخاذ دول المنطقة الخطوات المناسبة لتعزیز التعاون بین منظمتي سیکا ومنظمة التعاون الاقلیمي (اکو) وجمیع المنظمات والمؤسسات الاقلیمیة لما یضمن مصالح الشعوب ویرسي دعائم الامن والاستقرار في المنطقة.
واشار الی الانجازات الانسانیة والدینیة والاخلاقیة التي حققتها قارة اسیا من اجل بلوغ الاهداف الانسانیة السامیة وقال ان هذه الانجازات بالذات هي التي شکلت دافعا لیطرح في الاجتماع الثامن والستین للجمعیة العامة للامم المتحدة اقتراح ˈعالم بعید عن العنف والتطرفˈ لبلوغ العالم الذي یحل فیه الحوار بدل السلاح والعقل بدل العنف والامن بدل الدمار والفساد.
وعبر عن ارتیاحه لکون الدول الاعضاء في سیکا اکدت من خلال دعمها لهذا الاقتراح ان قارة آسیا باعتبارها مهد اکبر المذاهب العالمیة والمدارس الفکریة تعادي العنف وتنبذ التطرف.
واعرب عن امله بان یکون قرار ˈنبذ العنف والتطرفˈ الذي اعتمدته الامم المتحدة وفقا لهذا الاقتراح اساسا لعمل منظمة سیکا فی المستقبل.
وشدد ان السلام والامن لایتحققان الا من خلال التنمیة واعتماد ثقافة الاعتدال واللاعنف وقال: بناء علی ذلك لابد ان نعمل من اجل ترویج المبادیء والقیم الانسانیة في المجتمعات خاصة بین النخبة السیاسیة والدینیة والاجتماعیة ولاشک ان سیکا یمکنها ان تضع عقد ندوات لبناء الثقة والحوار في جمیع الابعاد، علی جدول اعمالها.
کما تطرق الی اهمیة تعزیز التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشترکة بین الدول الاعضاء في سیکا وقال ان ترانزیت البضائع والطاقة والتعاون المصرفي وادارة موارد المیاه تشکل ارضیات متنوعة للتعاون المشترک بین الدول الاعضاء.
کما اکد ضرورة تعاون الدول الاعضاء في سیکا ودور قارة آسیا لبلوغ عالم منزوع من السلاح النووي.
وقال ان ایران وانطلاقا من عقیدتها ومبادئها ترفض السلاح النووي فیما تؤکد حقها وجمیع الدول الاخری في الاستخدام السلمي للطاقة النوویة وتعتقد ان المباحثات النوویة الجاریة (مع المجموعة السداسیة) یمکن ان تفضي الی اتفاق نووي قائم علی قاعدة الربح-ربح یضمن حقوقها النوویة ویبدد القلق الذي یساور الجهات المفاوضة بشان برنامجها النووي.
وفي جانب آخر من کلمته تطرق الی الکارثة الانسانیة في سوریا والتي اشعلت فتیلها بعض الجهات الاقلیمیة والدولیة من خلال ارسال انواع الاسلحة الی المجموعات الارهابیة المتطرفة في هذا البلد وقال : ان الازمة لو استمرت في سوریا قد تتجاوز حدود هذا البلد لتمتد الی سائر الدول بما فیها اعضاء سیکا.
وتابع ان السلام والاستقرار في سوریا رهن بتوفیر الظروف اللازمة من اجل التوصل الی حوار وطني یجمع الحکومة والمجموعات والفصائل المختلفة التي لا تلجأ الی العنف وتطالب بالامن والاستقرار في بلادها.
کما اشار الی القضیة الفلسطینیة ومایعانیه الشعب الفلسطیني من جراء العنف والتشرید والقمع والاضطهاد الذي یمارسه الکیان المحتل ضده وقال: ان عدم اکتراث المجتمع الدولي بالقضیة الفلسطینیة ادى الی تمادي الکیان الصهیوني في ممارساته التوسعیة مما وسع ابعاد الکارثة الانسانیة للشعب الفلسطیني.
يشار الى ان المؤتمر افتتح بکلمة الرئیس الصیني ˈشي جین بینغˈ الذي رحب بالمشارکین فیما تحدث وزیر الخارجیة الترکي ˈاحمد داوود اوغلوˈ باعتباره الرئیس السابق للمؤتمر عن الانجازات التي حققتها سیکا خلال الدورة السابقة.
وقد وصل الرئیس روحاني مساء امس الثلاثاء الی شانغهاي للمشارکة في مؤتمر سیکا وکان في استقباله فی مطار بودونغ مساعد وزیر الخارجیة الصیني.
ویرافق الرئیس روحاني في زیارته هذه وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف ومستشار رئیس الجمهوریة اکبر ترکان ووزیر الطرق وبناء المدن عباس آخوندي ووزیر النفط بیجن نامدار زنکنة ورئیس مکتب رئاسة الجمهوریة محمد نهاوندیان.
یذکر ان مؤتمر قمة سیکا یعقد مرة کل اربع سنوات فیما یعقد هذا الاجتماع علی مستوی وزراء الخارجیة مرة کل عامین.
وتضم سیکا في عضویتها 22 بلدا و 12 مراقبا من المنظمات الدولیة بما فیها الامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي والجامعة العربیة وعدد من الدول منها مالیزیا واندونیسیا وفیتنام والیابان واوکرانیا وامریکا.
وقد تم تاسیس هذه المنظمة عام 1996 بهدف ارساء اسس الامن والاستقرار في المنطقة.