رواية بوليسية: السيناريو أميركي..الترويج لـ العربية..والإستغلال لـ 14 آذار
موقع الانتقاد الإخباري ـ
فاطمة سلامة:
مرة جديدة يُستهدف حزب الله. يوضع تحت المجهر المزيف للاعلام العربي. الروايات “البوليسية” تطالعنا بوثائق ملفقة تسعى للنيل من سمعة المقاومة. حلقة جديدة من مسلسل الهجمة الأميركية لتشويه صورة الحزب المقاوم. سيناريو أميركي اختار الاعلام العربي أداة له للتصويب على المقاومة وتشويه صورتها المشرفة. والهدف حرف الانظار عن انجازاتها التي لم تستطع الانظمة العربية تحقيقها.حملة قديمة العهد علّبتها غرفة العمليات الأميركية. لتقدم خدمة مجانية للكيان الصهيوني.
طالعتنا قناة “العربية” السعودية منذ أيام بوثائق تزعم أنها صادرة عن النظام السوري. تتهمه وحزب الله بالضلوع في عملية إغتيال جبران تويني. وثائق من صنع “الخيال” الأميركي. علا معها “النعيق” الآذاري.وجد فيها فرصة لزج الحزب في أتون “الاتهام” المضلل. فريق “14 آذار” الذي أتقن عملية “الاستغلال” السياسي. نراه اليوم يهلّل لهذه الوثائق الكاذبة. يروج لها على أنها حقيقة حتمية. موجهاً أصابع الإتهام المباشرة. كيف لا؟. وهي المتنفس الآني للخروج من مستنقعات عديدة قد لا تبقي فيه ولا تذر.
الإستغلال السياسي للوثائق، والهجوم اللافت على حزب الله من البوابة العربية يفتح الطريق أمام جملة من الأسئلة: ما هدف هذه الوثائق؟. ولماذا حزب الله وسوريا بالتحديد؟.ولماذا تم إشهارها في هذا التوقيت بالذات؟ هل الساحة اللبنانية مؤهلة لاستيعاب هكذا “عبوة فتنوية”؟
“العربية” فاقدة للشرعية “المهنية”
وزير العمل سليم جريصاتي وانطلاقاً من خبرته القانونية ومتابعته للملف، يتوقف بداية عند الوسيلة التي نشرت هكذا “وثائق”. “العربية ادينت من قبل بلد مثل قطر على قاعدة “شهد شاهد من أهله”. يشدّد رجل القانون على ان من يريد الخبر الموضوعي عليه ان يدخل الى ذهنه وضميره الحي دائماً البحث عن مصلحة الوطن والعدالة والحقيقية”.يستغرب كيف يمكن البناء على صدقية هذه الوثائق ومصدرها معروف مسبقاً؟.
المحلل السياسي وسيم بزي ينطلق في مقاربته للموضوع من حقيقة ثابتة. ” قناة العربية فاقدة للمصداقية.فهي خرجت عن المعيار المهني التاريخي منذ انخراطها بشكل مباشر في الصراع على دولة ذات سيادة كسوريا. أمعنت في استخدام التوجيه الاعلامي المعلّب الهادف الى “فكفكة” استقرار وأساس كيان هذه الدولة.وبالتالي لا مجال لتصديق كل ما يصدر عنها. فكيف إذا كانت وثائق تستهدف حزباً له تاريخه المشرف والمقاوم?.”
ويلفت بزي الإنتباه الى ان” الوثيقة تتحدث عن تاريخ 10-12-2005 علماً ان عملية الإغتيال نفذت في 12-12- 2005 . المفروض ان الرجل المعني كان لا يزال في باريس عندما صدرت هذه المسماة بالوثيقة.وهذه مغالطة مهنية يجب ان يتم الاضاءة عليها”، فيما يرى جريصاتي ان “الوثيقة تضم كل دلالات التزوير “.هنا يفند وزير العمل ويدقق في مضامين الوثيقة “المزعومة “. ما لفته في الوثائق “المزعومة” ان ثمة انبساطاً في الشرح لا داعي لوجوده طالما الامر يتعلق بمهمة مخابراتية بامتياز. ويسأل : “هل يُعقل ان نسهب في ذكر الزمان والمكان والجهة ومن ثم نوقع بالاسم ونوجه بالمباشر برقية من عقيد الى رئيس البلاد؟.” ويعلق جريصاتي على ردة فعل النائبين بطرس حرب ونايلة
تويني ويقول “”لفتني ما اتيا على ذكره افي المؤتمر الصحفي . لقد تحدثا عن ادعاء وتوسع بالتحقيق . لو كان هناك اكتفاء ب بهذين الامرين لرأيت في هذه الخطوة نوعا من عدم الاستثمار السياسي”.
لكن يبدو ان الزمن يعيد نفسه وبأشكال مشابهة. يخرج جريصاتي من الذاكرة وثائق نشرت في الماضي وبتحاليل وأخبار صحفية في كبريات الصحف في العالم “دير شبيغل أو سواها”. يجزم بلغة القانون. في سياق التحقيق الجنائي وفي كل قضية من هذا الحجم ممنوع “الرقص على عواطف الناس وأرواح البشر”. يضيف ا الاستغلال السياسي لهذه القضايا خطير . هذا ممنوع.. كفانا نبشاً مي ملفات من شأنها تهديد النسيج الوطني والإستقرار الامني”.
“التوقيت السياسي” للوثائق غير بريء..
نبش “الذاكرة” واستحضار قضية اغتيال الراحل تويني بعد سبع سنوات. خطوة ليست بريئة. بنظر جريصاتي هي “محاولة لإشعال المنطقة بعد أن أثبت النظام السوري تماسكه عبر التفاف الجيش والشعب حوله.هناك أمر عمليات بضرورة عدم إراحة المنطقة في ظل تسارع الخطى بالأحداث السورية لمصلحة النظام. كل المساعي الدبلوماسية لمحاصرة سوريا لم تؤد الى نتيجة”. في حين يرى بزي ان التوقيت السياسي الذي
ظهرت فيه الوثيقة يطرح جملة من علامات الاستفهام الكبرى. لماذا القيت هذه القنبلة الكبيرة الآن؟. يوضح المحلل السياسي انها ” أتت في سياق حملة أعم وأشمل تستهدف حزب الله بالتحديد”. هذه الحملة لها علاقة بمجموعة ملفات. وهذه الوثيقة تشكل حلقة مكملة في سلسلة حلقات سبقت وستأتي لاحقاً لخدمة فكرة معينة وهدف معين معالمه الأبعد والأخطر لن تتضح بشكل نهائي حتى الآن”.
ويؤكد بزي ان “الاهداف التكتية لهذا السيناريو الجديد-القديم هو إعادة التركيز على حزب الله كجهة متهمة بعمليات ذات طبيعة اجرامية.” يستحضر بزي من الذاكرة ملف الضباط الأربعة الذين ألقوا في السجن بنفس المعنى الاعتباري وبناء على معلومات تبينت لاحقاً انها واهية وغير صحيحة. الملف ذاته يستحضره وزير العمل. يستنكر هذا المسلسل المتكرر من الاتهام الاعتباطي.
لماذا حزب الله وسوريا؟
حزب الله الذي سطّر الملاحم البطولية في مواجهة العدو الصهيوني. حزب الله الذي دوّى اسمه المشرف على امتداد العالم. يستهدف مجدداً عبر “أوراق مبعثرة” أقرب ما تكون الى رواية خيالية. يبين بزي كيف ان حزب الله شكل هدفاً للمتآمرين لانه يعطي لبنان وساحته بعدا استثنائيا بالاهتمام العربي والدولي. بلدنا ما كان ليكون على هذا المستوى من التأثير والاهتمام لولا وجود هذه المقاومة على أرضه. انه حزب يشكل فعلا استراتيجيا دائما و نقطة توازن اساسية في المنطقة. وهذا أحد وأهم أسرار استهدافه. انها ببساطة وثائق ملفقة تسعى الى تقديم الحزب بصورة مشوهة ووضعه بموقع دفاعي أمام لحظة هجوم وانتصار نعيشها على اكثر من جبهة.