رسالة إلى الأمين المؤتمن: المطلوب جبهة وطنية لمواجهة الخط التكفيري
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حاتم حمزة:
صغير بحجمه، كبير بموقعه وبمن فيه، حقق بفضل رجالات سيذكرها التاريخ انتصارات على عدو لا يفهم الا بلغة السلاح، عدو هرب منهزماً دون قيد او شرط، رجالات حملت بالنسبة لكل من يؤمن بالعروبة والقومية الأمل بالغد الأفضل، فكانت بالنسبة لنا كناصريين تنفيذاً أو إكمالا لمبادئ القائد المعلم جمال عبد الناصر، فرفعنا شعار: من ناصر إلى نصر الله، والمسيرة مستمرة…
لذلك كانت ثقتنا بهذه الرجالات وبكم أنتم، يا من حملتم راية المقاومة، كبيرة، واليوم نحن بحاجة إلى مواقفك الوطنية، لأنك بالنسبة لنا المؤتمن الأكبر على القضية.
فكما أثبتم للجميع بأن ما يسمى بالكيان الصهيوني الغاصب ليس بالشوكة التي لا تنكسر، وأن جيشه ليس بالجيش الذي لا يهزم، وأن لبنان قادر على قلب المعادلات، فرأينا على أيدي مجاهدي المقاومة الباسلة وقائد هذه المقاومة، هذا الجيش القوي يخرج متسللاً هارباً من لبنان، فكان الانتصار على هذا العدو انتصاراً على المشروع الغربي الاستعماري في المنطقة، الذي وعلى أثره بدأ الغرب يتحرك ويعمل للقضاء على المقاومة والخط المقاوم والممانع لحماية يهودية الكيان الصهيوني والمصالح الأميركية في المنطقة، فتحولت الحرب من حرب بين العرب والغرب إلى حرب بين العروبة والإسلام المتطرف، فقام الغرب بتقوية المتطرفين وزرعهم في دولنا العربية لجعل التقاتل داخلياً فيما يحصد هو النتائج، فكان الخريف العربي الذي اجتاح مصر وسوريا وليبيا والعراق واليوم لبنان. صحيح أن هذا المخطط فشل في تحقيق أهدافه إلا أنه زعزع الأمن والاستقرار في وطننا العربي، وذلك بسبب ضعف المجتمعات العربية التي تعاني من الجهل الذي يولد الطائفية، ومن الفقر والبطالة.
ونحن اليوم في لبنان، لم نسلم من هذا المخطط الذي يريد النيل من ثوابتنا عبر امتداداته في الداخل، الذين وللأسف الشديد يدعمون التطرف الذي بتنا نحصد نتائجه اليوم. فما يجري لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله، وإنما يجب مواجهته بوعي وبمواقف وطنية لاسيما وأن الأحداث الأخيرة تضع لبنان كله في حالة فوضى عارمة نتيجة غياب الالتزام بالسيادة الوطنية التي تتحقق عبر وحدة المجتمع الوطني والتمسك بصيغة المقاومة العنوان الأبرز في صيانة السيادة والاستقلال.
نعم لقد وثقنا بكم وما زلنا.
فكل ما يجري اليوم من تحريض مذهبي، ونعرات طائفية وخطابات مشحونة، ودعم لجماعات تكفيرية متطرفة، هدفه الأول والأخير استهداف المقاومة ومحور الممانعة الذي أسقط المخطط الأميركي، وما تقوم به المقاومة اليوم في سوريا، هو خير دليل على أهمية دور المقاومة. فالمقاومة اليوم، ومن خلال دفاعها عن سوريا، تدافع عن كل محور المقاومة والممانعة، في وقت منعت فيه بفضل تضحياتها وصول هذا المد الداعشي إلى لبنان أو قلّلت من خطره.
سيدي القائد، أيها الأمين المؤتمن على القضية:
الخطر المباشر من دخول داعش والتكفيريين إلى لبنان موجود، ولكننا بالمقابل، نعلم أنك إلى جانب المؤسسة العسكرية الشريفة، ستدافعون عن لبنان واللبنانيين بكل ما أوتيتم من قوة، ونعلم أنكم تحملتم مسؤولية حماية هذا الوطن، إلا أننا نفتقد إلى مسؤولية الدولة والأطراف السياسية والمجتمع المدني، وإلى الدعم المطلق لاتخاذ الموقف السياسي وتأمين الغطاء السياسي للمؤسسة العسكرية للضرب بيد من حديد على هذا الارهاب والتطرف الذي لا يمتّ لا للبنان ولا للبنانيين ولا للعيش المشترك بصلة…
الخطر الداعشي موجود، ولكننا نعي جيداً أهمية ما قمتم وما تقومون به حتى اليوم في الوقوف إلى جانب سوريا العروبة في حربها على الإرهاب والإرهابيين ولمنع امتداد هذا الخطر إلى لبنان، سوريا التي اليوم تتحرك الدول الغربية لتشن غارات مستهدفة أراضيها بحجة القضاء على الإرهاب وداعش، ولكننا على يقين بأن هذه الدول لا تتحرك إلا لتحقيق مصالحها الخاصة فقط.
فالرهان اليوم على حكمتكم، لأننا نثق بكم، والمطلوب العمل معاً على تعزيز الخطاب الوطني الجامع والإسلامي المعتدل، والتوجه لعامة المواطنين والفقراء منهم و حل مشاكلهم الحياتية كي لا يكونوا بؤراً حاضنة للإرهاب، ولدعم أي جبهة وطنية لمواجهة الخطر التكفيري، والا سنترحم قريباً على الوطن..
المسؤولية كبيرة ولكننا على ثقة بكم.