«ديبكا» الإسرائيلي: معبر القنيطرة منفذ المسلّحين للاتصال بالجيش الإسرائيلي
ذكر موقع «ديبكا» الإسرائيلي في تقرير له، أن زيارة رئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» ووزير الدفاع «موشيه يعالون» ورئيس الأركان «بيني جانتس» مؤخرا لهضبة الجولان، حيث زار «نتنياهو» السوريين الذين يتلقون العلاج بالمستشفى الإسرائيلي الميداني، كان الهدف منها الوقوف على آخر التطورات في القنيطرة الحدودية.
وأشار الموقع وثيق الصلة بالدوائر الاستخباراتية إلى أن نحو 1000 مقاتل أنهوا تدريباتهم العسكرية في الأردن على أيدي القوات الأميركية ودخلوا سوريا، مضيفا أنه من المتوقع إقامة المقر الجديد للجيش السوري الحر في القنيطرة، موضحا أن الجيش الجديد سوف يتكون من العناصر التي حظيت بدعم خاص من أميركا والأردن وإسرائيل.
ولفت «ديبكا» إلى أن مناقشات دارت بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع بجانب رئيس الأركان خلال زيارة الجولان حول انعكسات إقامة القيادة الجديدة للجيش الحر بالمنطقة الحدودية مع إسرائيل، مضيفا أن تقييمات أخرى يجري تبادلها مع الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الراهنة حول انعكاسات تلك الخطوة
وأوضح «ديبكا» أنه بسيطرة الجيش النظامي السوري على بلدة ارتبة يكون بسط نفوذه على الطريق الرئيسي بين دمشق ومرتفعات الجولان، فضلا عن إحكام قبضته على منطقة القنيطرة ويتمكن من نشر قواته بطول المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وإسرائيل.
وطبقا لمصادر «ديبكا» العسكرية الخاصة، فإن وضع الجماعات المسلحة في سوريا يتراجع بشكل قوي ليس في منطقة الجولان فقط، بل في كافة المدن السورية، مضيفة أن قدرات هذه الجماعات على المواجهة والصمود تراجعت كثيرا.
ولفت «ديبكا» إلى أن الجيش النظامي السوري ركز عملياته العسكرية خلال اليومين الماضيين على الجبهة الجنوبية بمرتفعات الجولان ومعبر القنيطرة، مؤكدا أن هدف الجيش السوري من هذه العمليات هو قطع علاقة المتمردين بالجيش الإسرائيلي
وأشار «ديبكا» أن معبر القنيطرة يعد منفذ الجماعات المسلحة في سوريا للاتصال بالجيش الإسرائيلي ونقل جرحى تلك الجماعات الذين يصابون خلال المواجهات مع الجيش السوري إلى المستشفيات الإسرائيلية.
وأشار الموقع الصهيوني إلى أن فرض الجيش السوري لسيطرته على المنطقة الحدودية مع الجولان المحتلة سيقضي على اتصال الجماعات المسلحة بالجيش الإسرائيلي، موضحا أن انتصارات الجيش السوري مؤخرا تثير مخاوف إسرائيل والسعودية والأردن.
وقال «ديبكا» أنه بسبب الهزائم المتكررة لمقاتلي القاعدة في سوريا على أيدي الجيش السوري فإن دولة خليجية كبرى ستضاعف خلال الستة أشهر المقبلة عدد المقاتلين الذين يشاركون في الحرب الدائرة بسوريا.
من جهة ثانية قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن المئات من المقاتلين الأجانب تخلوا عن عملهم في صفوف الجماعات الإرهابية شمال سوريا، نظرا لإحباطهم من انتصارت الجيش السوري، وذلك بعد حماس بالغ في القتال منذ بداية الحرب السورية، موضحة أن المسؤولين الغربيين يخشون من توجه هؤلاء المقاتلين إلى بلدان أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن المقاتلين الأجانب انسحبوا بأعداد قليلة، ولكن خيبة الأمل والاحباط يصيبان الكثير منهم، فهم يشعرون أنهم يقضون وقتا أطول في قتال بعضهم البعض، أكثر من قتال الجيش السوري.
وأشارت إلى أن نحو 4 الآلاف شخص قتلوا في غضون ثلاثة أشهر نتيجة الاشتباكات بين المتمردين وبعضهم في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال وشرق سوريا وذكرت الصحيفة البريطانية أن المعارضة السورية المسلحة جذبت الكثير من الجماعات المتشددة من أنحاء العالم، وغالبيتهم ذوو خبرة، فقد قاتلوا ضد القوات الأميركية في أفغانستان والعراق.
وأضافت الصحيفة أن المتمردين السعوديين والكويتين والليبيين واليمنيين والأوروبيين من بين الذين عادوا إلى وطنهم.
وذكرت أن الاستخبارات الغربية والإسرائيلية تعتقد أن المسلحين المنسحبين من الحرب السورية سيتوجهون في نهاية المطاف إلى بلدان أخرى تضم جماعات متطرفة مثل العراق واليمن وشبه جزيرة سيناء.
ويقول مسؤول مخابرات إسرائيلي: تأثير الحرب السورية موجود بالفعل في سيناء، ونحن بالطبع قلقون من انضمام المزيد من المقاتلين إلى سيناء، كما أننا نريد أن نمنع الوضع من الاتجاه نحو الأسوأ.
ولفتت الصحيفة إلى أن خيبة الأمل تنمو بين المتمردين السوريين أنفسهم، حيث إن الصراع معقد بشكل كبير، فالحرب الأهلية السورية لديها الآن ثلاث جهات، المتمردون ضد الحكومة في انحاء البلاد، والمتمردون والحكومة ضد جماعات الأكراد الانفصالية، والآن المتمردون وبعضهم البعض.
ياسر الحريري – صحيفة الديار اللبنانية