دقائق عسكرية: حول مفاجآت مطار الطبقة العسكري
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
شاهدتُ منذ قليل تقريراً للتلفزيون السوري حول المعارك التى دارت بين ما يسمى الدولة الأسلامية وقوات الجيش السوري المدافعة عن مطار الطبقة.
التقرير ـ إخبارياً ـ في نظري كان ممتازاً، ويُعدّ من أفضل ما شاهدت من تقارير خلال السنوات الماضية.
خطة الدفاع عن المطار والتى اتضحت من خلال التقرير أظهرت حرفية كبيرة من جانب قيادة القوة المدافعة عن المطار والتى تفادت كثيراً من الأخطاء التي سمحت بسقوط مطارات ومواقع سابقة.
أساس الخطة كان يعتمد على نصب كمائن متقدمة تشكل من مدافع 23 و57 مللم بجانب قناصة ورشاشات متوسطة تكون مهمتها منع وصول أي عربات مفخخة إلى حرم المطار.
خلف هذه النقاط تتمركز مرابض مدفعية الميدان ومصاطب للدبابات مزوّدة بسواتر ترابية.
أهم ما فى هذه الخطة كان استغلال قيادة المطار لكل الأنواع المتوفرة لديها من طائرات، بجانب استمرار العمل على مدار الساعة في المطار، فداوم المطار على استقبال طائرات الأنتونوف 26 “والتي ظهرت إحداها في تقرير التلفزيون السوري”، كما استمرت الطلعات القتالية لطائرات الحالة الأولى في السرب 12 “ميج 21 بي أس” المتمركز في المطار يعاونه مروحيات الـ “مي 25” المزوّدة بحاويات الصواريخ غير الموجهة وقنابل الفاب.
أكبر مفاجأة في هذه المعركة كان استخدام مروحيات “الغازيل” الفرنسية لأول مرة تقريباً منذ اندلاع المعارك على الأرض السورية. واستخدامها هنا مهم ومؤثر خصوصاً أن الذخائر المزودة بها وهي صواريخ “هوت” المضادة للدروع فعالة جداً في القضاء على العربات المدرعة، خصوصاً في مناطق منبسطة التضاريس كالمحيطة بمطار الطبقة، وكان لها دور مهم في إفشال أي اقتراب لآليات داعش من حرم المطار.
هذه الإستراتيجية الناجحة ساهمت في حماية المطار الذي يعدّ مطاراً حيوياً ومهماً نظراً لاحتوائه على أهم رادارات تمتلكها حاليا شبكة الرادار السورية في المنطقة الشمالية (وعلى رأسها رادار المراقبة الصيني بعيد المدى JY-27 الذي يقارب مداه ال 400 كم ويمتلك قدرات مهمة على كشف الطائرات ذات البصمة الرادارية المنخفضة) والتي إن تم تدميرها يصبح الشمال السوري مكشوفاً بالكامل.