دقائق عسكرية: حول الدور الحقيقي للألوية التي تقاتل بجانب قوات الجيش النظامي في سوريا
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
يقول بعض المحللين ان معركة السفيرة وما تلاها من تداعيات كانت بسبب الدعم الذي قدّمه “الروس والأيرانيون وحزب الله” للجيش السوري وكان ينقص كل ما قالوه “الجيش الصيني والكوري الشمالي” لتكتمل تبريراتهم للهزائم المتكررة التي تلقوها منذ معركة القصير وحتى الأن.
ذكرت سابقاً أن ما تبقى من قوات معارضة في السفيرة اتخذ قراراً موفقاً بالانسحاب من السفيرة بعد أن بات الجيش السوري فعلياً، مطوقاً لها، خصوصاً من الجهة الجنوبية التي تم اختراقها بشكل سريع وجراحي مذهل.
في العموم نعم، الجيش السوري استعان بمفارز خاصة معاونة له من الخارج للتمركز في نقاط معينة مثل “ألوية العراق مثل لواء أبو الفضل العباس ولواء ذو الفقار ولواء سيد الشهداء ولواء الإمام الحسن المجتبى وعصائب أهل الحق” بجانب “كتائب من حزب الله وجبهة تحرير لواء الأسكندرون وقوات الحماية الكردية وقوات الدفاع الوطنى السورية”. وتتمركز هذه الألوية تحديداً في دمشق وحول المراقد الشيعية مثل مرقد السيدة زينب، بجانب وجود مفارز خاصة منها في حمص وحلب وفي اللاذقية وطرطوس وتكون على الأغلب مفارز قنص واستطلاع وحراسة.
أي أن دور هذه القوات في الأساس هو دور مساعد ومساند وكاحتياطي استراتيجي للقوات السورية، لكن في أغلب المعارك كانت القوات النظامية السورية هي رأس الحربة في الهجوم، لأنه وببساطة ما حاجة جيش كبير له خبرة في أي مساعدة بشرية خارجية، خصوصا وأنه يحارب على أرضه!… وبالتالي من السذاجة أن يتم إيعاز أي هزيمة عسكرية على الأرض لمشاركة هذا الطرف أو ذاك، لأنه وببساطة كان المبدأ الذي سارت عليه كامل العملية العسكرية للقوات المعارضة في حلب “والعاديات ضبحا” كان غير مدروس وغفل عن نقاط كثيرة أهمها أن الواضع الميداني في حلب لم يعد كما كان منذ عام هجومياً بالنسبة للقوات المعارضة، بل أصبح دفاعياً ولا يصلح معه حتى مبدأ “أفضل وسيلة للدفاع الهجوم”، وبالتالي فإن الهزيمة كانت متوقعة، سواء شارك “الإيرانيون والروس والعراقيون” أم لا…
فالنقص الواضح في الذخيرة و”الرجال” بعد بدء التدفق السعودي القطري التركي في التوقف التدريجي كان إشارة واضحة لم يفهمها “العكيدي” وأصر على خوض معركة خاسرة لم يدفع هو فيها أي ثمن، بل كان تم دفع الثمن بالكامل وأكثر من جانب الألوية التي دفع بها إلى هذه المعركة وجعلها تقبع في قلب السفيرة منتظرة وصول الجيش السوري إليها، ولم يستفيق إلا بعد أن طرق الجيش السوري أبواب السفيرة في تل عرن وتل حاصل، فكان القرار بالإنسحاب إلى دير حافر انتظاراً لوصول الجيش السوري إليها أيضاً ومن ثم الإنسحاب “التكتيكي” إلى منطقة أخرى مع لوم أمريكا وروسيا والمجتمع الدولي و”الرجال” وإيران!