دروسٌ تثمِــرُ لصالح اليمن
صحيفة المسيرة اليمنية-
عبدالخالق القاسمي:
يقال بأن ذكرى عاشوراء والإمام زيد وغيرها فعالياتٌ طائفية.. ونحنُ نؤكّـدُ أنها وطنيةٌ حتى النخاع.
مثلاً يعتقدُ البعضُ بأن حيادَه في دينه ودنياه سيجنِّبُه الأعداء..!
يعتقدُ بأن البريطاني والأمريكي والإسرائيلي لن يأتيَ لاحتلال بلده لمُجَـرَّدِ صمته أَو حتى رفضه للفعاليات التي نقوم بها..!
لا، على الإطلاق.. ونؤكّـد أن الفائدة لو انعدمت في إحياء مثل هكذا فعاليات دينية لكنا أولَ مَن يرفُضُها.. فنحن لا نملِكُ وقتاً بالفعل ونواجهُ تحالفاً تعرفون الإمْكَانياتِ التي يمتلكُها جيِّدًا..
لكن تأملوا الفرقَ الشاسعَ بين الذي يحيي هكذا فعاليات وبين الآخرين من أبناء اليمن عندما يتعلقُ الأمرُ باليمن.. من الذي يتحدث عن ضرورة طرد القوات الأجنبية المتواجدة في الشرق والجنوب.. من الذي يضحّي على الحدود ويثأر للدماء.. من الذي حافظ على الأمن واستقرار العُملة؟.. بالطبع هو الذي يُتَّهَمُ بالطائفية.. بينما الذي يسمي نفسَه بالوطني والذي يرتدي الأحمرَ والأبيضَ والأسودَ ويردّد الأناشيد.. هذا لا ينفعُ اليمنَ في حقيقة الأمر.. ما الذي استفادته منهم الأرضُ دون المواقف الجادة؟
أما سببُ التحَرُّكِ الحقيقي نُصرةً لليمن للنموذج الذي نشاهده في مختلف الساحات يحيي مختلف الفعاليات.. هو ما يمتعض منه البعض؟!
فهذه الفعالياتُ ليست عقيمةً وإنما تُعنَى بأعلام للهدى ورموز للشجاعة والوفاء والإخلاص.. ومنهم يتعلم الذي يخرج في الساحات.
من يخرج هو يعلم الكثير وليس فارغاً كما يظن البعض.. هو يدرك أن انصرافَه إلى أمور الدنيا وتجاهل ما يدور من أحداث يومية في اليمن لن يجنبَه سطوةَ الأعداء إذَا ما تمكّنوا..
فكيف تكون الوطنية إن لم تكن بالسعي لتحرير الوطن من اليهود وأذنابهم؟..
وكيف لذلك أن يتم دونَ المضي في خط الذين صنعوا تاريخاً ناصعاً ومشرِّفاً لأنفسهم ولدين الله وللإنسانية؟..
كيف لك أن تتعلَّمَ من مدرسة العزة والكرامة والمدرسة التي ترتادها خاليةً من المعلمين؟..
هذا لا يتأتى إلا إن كنتَ تتحدث عن وطن منزوعِ الكرامة والسيادة ويمكن مضغُه بسهولة.. وتَعتبِرُ اليمنَ من هذه الأوطان وأنت وطني تنتمي لوطنٍ فيه ما فيه من نهب وسجون سرية.. وطني يصفِّقُ أَو يصمت في وطن حقير.
ما نحييه دروسٌ تثمِرُ على كُـلّ المستويات لصالح اليمن.