دبلوماسيون صينيون: عدم التدخل في الشؤون الداخلية لا يعني “السلبية”
صحيفة الشعب الصينية:
هل ستشارك الصين في التحالف الأمريكي ضد الإرهاب لضرب داعش؟ ” إذا كان هذا يعد تدخلا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فإن الصين حتما لن تشارك”. هذا ما قاله نائب وزير الخارجية الصيني السابق يانغ فوتشانغ، خلال الندوة التي أنتظمت في معهد شنغهاي للدراسات الدولية، تحت عنوان “تأثيرات تطور الأفكار السياسية والإجتماعية بالشرق الأوسط على أمن المنطقة والصين”. وأشار العديد من الدبلوماسيين الصينيين السابقين، بما في ذلك يانغ فوتشانغ، إلى أن السياسة الصينية في الشرق الأوسط يجب أن تتمسك بمبادئها الخاصة، ويجب أن تحتوي على الأخلاق والثقة في النفس والإرادة، وهذا سيجلب فاعلية لأعمال الوساطة الصينية في الشرق الأوسط.
ويشير يانغ فوتشنغ، إلى أن الفيتوات الصينية المتعددة في الأمم المتحدة بشأن سوريا قد أثارت موجة قوية من ردود الفعل في الخليج، حيث ظنوا أن الفيتو الصيني “ينطلق من المصلحة الذاتية”. لذا، قام يانغ فوتشانغ بشرح الموقف الصيني: فمن جانب العلاقات السياسية، هناك علاقات إستراتيجية بين الصين ودول الخليج، وعلاقات صداقة بين الصين وسوريا؛ ومن الجانب الإقتصادي والتجاري، بلغت قيمة التجارة الصنية مع دول الخليج في سنة 2011 فقط،أكثر من 50 ضعا لقيمة التجارة بين الصين وسوريا، كما يتسع هذا الفارق بإستمرار. “لذا فإن إستخدام الصين حق الفيتو إنطلاقا من المصلحة يبدو غير منطقي”، يقول يانغ فوتشانغ. ويضيف ، “إذا كانت للصين مصلحة في ذلك، فإنها تكمن في حماية مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والهدف من ذلك هو عدم السماح للدول الأخرى في التدخل في شؤونها الداخلية، وهذا يعد الحد الأدنى بالنسبة للصين.”
في ذات الصدد، أجرى المراسل مقابلة صحفية مع المبعوث الصيني السابق لمنطقة الشرق الأوسط وو سي كه، الذي قال أن عدم التدخل لا يعني السلبية، وأضاف بأن الصين تعمل من خلال جهود الوساطة التي تبذلها في منطقة الشرق الأوسط على حث مختلف الأطراف على معالجة النزاعات من خلال الحوار والوسائل السلمية، وتجنب إستعمال العنف. لأن المواطن هو المتضرر الأبرز من غرق المجتمع في الفوضى والتمزق. وذكر ووسيكه للمراسل، أن الجانب الصيني يعمل بأسلوب ” التحرك وفقا للمشاعر والإقناع بالعقل ” مع القضية السورية، وأن المعارضة بشقيها المعتدل والراديكالي قد أبدوا لاحقا تفهمهم للمقترحات الصينية، واعتبروها عقلانية ومتوازنة. وأضاف ووسيكه ان “الدبلوماسية الصينية يجب أن تتمتع بالثقة في النفس والإرادة، والثقة في قدرة المقترحات المقدمة على تخطي الإختبارات الصعبة، خاصة في الأوقات التي تبرز فيها أصوات مخالفة أو حتى معارضة للصين.”