“داعش” تدمر جميع الآثار التاريخية في سوريا
ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في تقرير نشرته بعنوان “تدمير الأصنام” أن “الأصوليين الإسلاميين في سوريا بدأوا بتدمير كنوزها الأثرية مثل الفسيفساء البيزنطية والتماثيل اليونانية والرومانية لأنها تجسد الأفراد، الأمر الذي لا تقره مع معتقداتهم الدينية”.وأشارت الصحيفة إلى أن “تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش”، الذي يسيطر على جزء كبير من شمال شرقي سوريا، دمر الفسيفساء البيزنطية التي تعود إلى القرت السادس في مدينة الرقة على الفرات، لافتةً إلى أن “داعش” فجر هذه الفسيفساء منذ 15 يوماً بعدما زار رجل أعمال تركي المدينة لشراء الفسيفساء، الأمر الذي أثار انتباه التنظيم الذي سارع إلى تفجيرها”.
وذكرت أن “الأصوليين الإسلاميين دمروا مقبرة رومانية في محافظة حلب، ومنحوتات واستهدفوا عمدا التماثيل الأثرية بالرصاص الحي كما حطموا بعضها”، مضيفةً أن “التدمير الممنهج للقطع الأثرية في سوريا يعد الأسوأ منذ قيام طالبان بتدمير تمثال بوذا العملاق في باميان في عام 2001 لأسباب إيديولوجية مماثلة”.
ونقلت الصحيفة عن مدير عام الآثار في وزارة الثقافة في دمشق مأمون عبد الكريم، إن “الإسلاميين الأصوليين يمثلون خطراً على الكنوز الأثرية في البلاد”، مؤكداً أن “خبير أثري مختص بالآثار الرومانية والمسيحية في سوريا أنه في حال استمرت الأزمة في سوريا، ستشهد البلاد تدميراً كاملاً لجميع الصلبان والموزاييك والتمائيل الرومانية”.
وتؤكد الصحيفة أن “التراث السوري يتعرض للسرقة والنهب، وخاصة من قبل السكان المحليين الباحثين عن الكنوز. وفي إحدى محاولات السرقة، قتل اثنان من اللصوص عندما استخدما جرافة لحفر كهف في إيبلا، مما تسبب في انهيار سقفه عليهم ودفنهم أحياء”، مضيفةً أن “الآثار التاريخية في سوريا التي صمدت أمام الحروب لحوالي 5 الآف سنه، يمكن أن تتحول اليوم إلى ركام في ظل استمرار الصراع في سوريا”.