داعش تحت المجهر
صحيفة كيهان العربي الإيرانية ـ
مصطفى المصري:
انطلاقا من الاحداث التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط، والتغيرات الكبيرة التي تحصل فيها خاصة بعد بروز دور تنظيم داعش الارهابي، و بعد أن شغل العالم كله ما يسمى بالقاعدة لسنوات طويلة و ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها خيارات صعبة ان داعش صناعة أمريكية خير دليل على من صنع داعش .
أصبحت داعش تهدد السلم العالمي والسلم الإقليمي وبالتدقيق والبحث، فإن تنظيم “داعش” الذي يسمي نفسه “الدولة الإسلامية” حالياً، هو تنظيم مسلح إرهابي يتبنى الفكر السلفي – الجهادي، ويضم عناصر من جنسيات مختلفة، ويهدف أعضاؤه إلى إعادة ( الخلافة الإسلامية)، وتطبيق الشريعة ضمن أراضٍ يسيطر عليها في العراق وسورية، مع تطلعٍ إلى أراض في دول أخرى ، فالقاعدة انطلقت لمحاربة السوفييت من بعض دول الخليج الفارسي الى أفغانستان فالسيناريو نفسه يعاد الان ، تدرج تنظيم “داعش” عبر عدة مراحل قبل الوصول إلى الشكل الأخير له، حيث كانت نواة تشكله فيما يُعرف بـ “جماعة التوحيد والجهاد”، بزعامة أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004، الذي بايع زعيم تنظيم القاعدة(أسامة بن لادن)، ليتحول تنظيمه إلى “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين”…
في 5-10-2006، تم الإعلان عن قيام “دولة العراق الإسلامية” إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة الإرهابية في العراق، وتم اختيار ( أبو عمر البغدادي) زعيماً لدولة العراق الإسلامية – حيث تم حل كافة المجالس الجهادية، وتمت المبايعة لأبو عمر البغدادي… وقد حلّ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وسمي ( أبو حمزة المهاجر) وزيراً للحرب في ( دولة الإسلام)، وكان أسامة بن لادن، والظواهري قد باركا “الدولة الإسلامية”. وبين الفصائل التي بايعت دولة الإسلام، ولم تبايع تنظيم القاعدة ــ”جيش أهل السنة والجماعة بقيادة أبو بكر البغدادي”.
بتاريخ 19-4-2010، قتل ( أبو عمر البغدادي)، وتولى قيادة “الدولة الإسلامية” في العراق بعده ( أبو بكر البغدادي). هذا الاستعراض السريع لنشأة هذا التنظيم (داعش) توحي لنا بمجموعة من الأسئلة، منها سؤال مركزي يتمثل في أن كل المعلومات تشير إلى أن قادة “داعش” كانوا معتقلين في معتقل ( بوكا) التابع للجيش الأمريكي في العراق في محيط مدينة ( أم قصر)،من ابو بكر البغدادي الى ابو أيمن العراقي الى أبو محمد العدناني والعشرات من قادة داعش .
الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي ( إدوارد سنودن) قد كشف أن تنظيم “داعش” هو نتاج عمل ثلاثة أجهزة مخابرات هي الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، وأن الخطة سميت بـ (عش الدبابير)، وهدفها حماية (إسرائيل) عبر إنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر، وخلق عدو قريب من حدودها، لكن سلاحه موجه نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجود إسرائيل.
فمن يشتري النفط من داعش في دير الزور ومن يمول داعش ؟ الجنرال الأميركي المعروف, ويسلي كلارك يقول في مقابلة مع قناة cnn : ان أصدقاء أميركا في الخليج الفارسي هم من صنعوا داعش ، فالسيطرة الأمريكية على العالم تتجسد الآن بالسيطرة على جميع مكامن الطاقة النفطية والغاز في جميع الأرض، وإسقاط الأنظمة، وتخريب بنية الشعوب الثقافية والدينية والقومية، ونشر الفوضى، والقتل بأسم الدين ومد النفوذ وإرسال القوات العسكرية الى مختلف بلدان الدنيا، بما فيها مواقع النفوذ الروسي الصيني في جنوب الهادي بعد إحكام السيطرة على الشرق والخليج.
وهذا كلام هنري كيسنجر وليس وزير خارجية في محور الممانعة ، فداعش واخواتها هم الأدوات التي تستعملها أميركا وحلفائها في الخليج الفارسي لضرب حضارات وتقسيم بلدان وصناعة مصطلحات تحت عنوان ثورات فمن يحارب داعش ويحاصر داعش من سوريا الى العراق هو محور المقاومة فداعش والقاعدة في بلاد الشام ( جبهة النصرة ) يتحركون ب رموت كونترول أميركي تركي خليجي فهل سياتي يوميا وتتعطل هذه الرموت ويأكل الوحش صاحبه؟