خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئة وأربع عشرة “114”)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
الحلقة المئة وأربع عشرة “114”
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ ومِنْ نَكَدِ الدُنيا، على الحُرِّ أَنْ يَرَى
“شَقِيقاً” لهُ، ما من “عدَاوَتِهِ”، بُدُّ ]
-1-
[ كتب الكاتب والإعلامي العربي الأردني الجنرال ]:
(ناجي الزعبي)
استطاع شخص واحد أن يوحّد القوى السياسية الأردنية والمستقلين والفعاليات الشعبية, وأن يشكّل جبهة أردنية وطنية عريضة على القواسم الوطنية والتقدمية المشتركة, في الوقت الذي عجزت به هذه القوى عن هذه المهمة النبيلة, هذا الشخص هو:
(السفير السوري د . بهجت سليمان)
-2-
[ “أبو المجد” ورحلة المجد من عمّان إلى دمشق ]
بقلم: الأستاذ (محمد سلامة) رئيس تحرير جريدة الديار الأردنية
لا أريد الخوض في تفاصيل القرار الداخلي بإبعاد السفير السوري د. بهجت سليمان إلى بلاده, ولا أريد أن أتعرض للمستوى السياسي في الحدث الداخلي سواء ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقررة يوم 3/ حزيران الجاري أو العمليات الميدانية العسكرية وارتباط ذلك بتطورات الحدث السوري بكل أبعاده الإقليمية والدولية بل أود الحديث عن شخص سعادة السفير “أبو المجد” كوني تعرفت عليه مع بداية الأزمة التي عصفت ببلاده وأشير هنا إلى نقاط محددة:
– “أبو المجد” كان يتّسم بحضور واسع عند مستقبليه أو مضيفيه على حد سواء وشخصيته جاذبة لكل الذين يعرفونه, فهو يتحدث بلباقة سياسية ولديه النطق والقول الواضح, ولا يعرف لغة المساومة أو قبول النقاش في المحرمات كالتعامل مع العدو الإسرائيلي أو الدفاع عن المصالح مع أمريكا والغرب.
– لأبي المجد دور بارز في الحدث السوري, واجزم انه نجح في تشكيل رأي عام أردني وعربي داعم ومساند وموضّح لما تتعرض له بلاده وقد كتبت بداية الأزمة مقالاً بعنوان “الأسد الابن.. ما له وما عليه” فكان الرد منه في اليوم التالي بصورة واضحة, واعترف انه صاحب فكر ولديه رؤية سياسية لمختلف جوانب الأدب والثقافة والعلم. فكان يتحدث ويعطي الأمثلة ويسوق الحاضرين إلى حيث يريد في الإقناع وإبداء الرأي والتشاور وأحسب أنّ المحبين له بعمّان أكثر من غيره وأنه بحكمته الواسعة استطاع أن يرد على جميع المقالات في الصحف اليومية وغيرها رغم عدم التعاون معه مما جعل المتابعين لكل كلمة ينطق بها أو يكتبها على موقعه بالفيسبوك أو في أي مكان تلقى اهتماماً من جميع النخب الأردنية والعربية والأجنبية.
– لأبي المجد في عمّان مجد نذكره فيه وهو أنه السفير الوحيد الذي تتعرض بلاده لمؤامرة ويتصدى لها بكل بسالة, لا يخاف في الحق لومة لائم, كان مثالاً في العمل الدؤوب على المتابعة والرد, ومثالاً في إطلاق التصريحات النارية, وقد ذكر لي أمام الحاضرين ذات مرة أنه لا يرد على أي مقال أو كاتب يكتب عنه بصفة شخصية، وأنه يرد في حالتين أولهما التعرّض للدولة السورية وثانيهما التطاول على الرئيس بشار الأسد, وغير ذلك لا يرد عليه.
– لأبي المجد حضور إعلامي وسياسي في المنطقة، فقد بات علماً يشار إليه في الحدث العربي, وله آراء واضحة في الثورات العربية التي انطلقت شرارتها من تونس. نتفق معه في الكثير وأعلم أنه قاتل في حرب تشرين 1973م وفي 1982م وله دوره الأهم في كشف المؤامرة التي حيكت لبلاده, ولا يختلف اثنان عليه في الوصف بأنه رجل المهمات وقت الشدائد والأزمات.
– نعم لأبي المجد رحلة مجد من عمّان صار خلالها أنموذجاً في العمل الدبلوماسي, وقد قلت ذات مرة لمن يخالفونه المواقف والرأي.. هيهات لدينا سفراء أقوياء يدافعون عنا وقت الحاجة. هيهات لدينا عقول منفتحة تعرف كيف تتصرف وتدير شؤون ذاتها والآخرين لحظة الشدة, ونزيد على ذلك بأنه شخصية تؤمن بما تقول وتعمل بما تراه نافعاً للناس, وهذا في رأيي سر نجاحه وبلوغه هذا المستوى الإعلامي ليس في سورية وحدها بل وعلى مستوى المنطقة والعالم.
– لأبي المجد اليوم حضور في عرينه دمشق, فهو الذي أطل على محبيه وأصدقائه من شاشة الميادين بعد قرار إبعاده ويظل اسمه وسيرته حاضرة عند الذين تعرفوا عليه عن قرب أو قرأوا له أو سمعوا به, وينطبق عليه قول الحاضر في كل الميادين بقلمه وعقله وفكره, وتبقى خواطره التي كنت أتابعها واقرأها تؤشر على مكانته العلمية والثقافية ومستواه الرفيع بين أبناء الأمة ممن هم في موقع المسؤولية أو خارجها.
– رحلة المجد لأبي المجد من عمّان إلى دمشق كانت صاخبة وتحمل في ثناياها أبعاداً لا نحبذ التطرق إليها, وبكل الأحوال سنبقى نذكره بأقواله وأفعاله وخواطره التي نشرها, وسنبقى نردد بعضها لأنه بعبارة أوضح الرجل العربي الجريء الذي انتصر لوطنه وأمته.
-3-
[ لغز القرار في طرد السفير السوري ]
بقلم: المناضل والإعلامي الأردني البارز:
(عبد الحفيظ أبو قاعود)
المرحلة الراهنة في المنطقة والإقليم، وفي ظل الإفلاس العسكري للمجموعات الإرهابية التكفيرية في تدمير الحضارة السورية وإسقاط النسق السوري الوطني، وتقطيع أوصال محور المقاومة العربي الإسلامي، ليست مرحلة تدمير جسور التواصل مع الدولة الوطنية السورية، بقيادة الرئيس المجاهد الدكتور بشار الأسد، وهي تعيش الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري لترسيخ مبدأ التناوب السلمي على السلطة لبناء دولة مدنية ديمقراطية عملاقة في بلاد الشام، وإنما، هي مرحلة أعادة ترميم هذه الجسور، وفتح القنوات الشرعية مع سورية الأسد، التي باتت يدها الطولى في الصراع مع المشروع الإرهابي التكفيري حليف الغرب المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والخزان البشري والتمويل المالي والفتاوى الخليجية.
فالتوقيت الذي اختير لطرد السفير السوري الدكتور بهجت سليمان إلى بلاده تجعل من الصعب تبرير القرار تحت عنوان استمرار “أبا المجد” بإثارة الأزمات وتوجيه الانتقادات الحادة بصورة غير دبلوماسية لأشخاص عموميين في الإعلام والصحافة والمؤسسات التمثيلية في البلاد، لأنّ سياسة المكاشفة، التي فضّل “أبا المجد” اتباعها منذ بداية الأزمة السورية وفّرت للأردن العديد من الفرص، لاستصدار” قرار الطرد” المطلوب سوريا وليس أردنياً في أوقات ومحطات زمنية كانت تعيش فيها الدولة الوطنية السورية فترات حرجة من تدفق موجات من الإرهابيين التكفيريين من الجوار إلى الداخل السوري، إلّا أنّ القرار لم يصدر من المرجعية السياسية خلالها.
لكن الشك أو التشكيك السوري بالموقف الرسمي، بأن الأردن الرسمي منخرط في تنفيذ المشروع التكفيري في مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية كان يعطي الذرائع لجماهيره بأنّ الأردن غير منخرط في دعم المشروع التكفيري باعتباره حليفا للولايات المتحدة الأمريكية من خارج حلف النيتو لديمومة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، تحول إلى يقين لدى السوريين كما أكده السفير ذاته في مقابلة مع قناة الميادين بعد قرار الطرد.
لقد دافع أبو المجد عن مواقفه، التي كان يدافع من خلالها عن الدولة الوطنية السورية وزعيمها الدكتور بشار الأسد عبر الرد على مهاجمة هؤلاء النفر من الأشخاص عبر وسائل الاتصال الجماهيري والتواصل الاجتماعي.
هل أخطأت المرجعيات السياسية في البلاد في توقيت القرار، وإجراء تقدير موقف وميزان مراجعة حول الإرباح والخسائر في العلاقة مع الدولة الوطنية السورية في الحاضر والمستقبل ؟!!!، وهل كان قرار الحكومة الأخير بطرد السفير السوري في عمان الدكتور بهجت سليمان إلى وطنه خطوة في الاتجاه الصحيح، أم في الاتجاه الخطأ؟!!!،هل جاء القرار بضغوط خارجية وبحملة تحريض إعلامية مركزة من “الميليشات الإعلامية” على السفير السوري في عمان قادتها مجموعة من الأشخاص المعروفين بعلاقاتهم المشبوهة مع دول خليجية منخرطة في المشروع التكفيري الإرهابي، الذي تتبناه الدارة الأمريكية؟!!!.
الخطوة الرسمية في التصعيد مع دمشق في مرحلة الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية كانت في الاتجاه الخطأ، ولا تخدم النسق لا في الزمان ولا في المكان،هل تقابل هذه الخطوة غير محسوبة العواقب؛ خطوة سورية مقابلة تكون قاتلة في الخاصرة الرخوة للنسق.
عن الأسباب الذي دفعت المرجعية السياسية إلى الخضوع والاستجابة للضغوط الخارجية التي مورست عليها لاستصدار قرار الطرد، رغم أن هذه الضغوط ليست بالجديدة،لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات وافتراضات احتمالات في محاولة لقراءة خفايا قرار المرجعية في الطرد، وأنه من غير المستبعد أن تكون البلاد التي ستضيف حاليا مناورة عسكرية متعددة الجنسيات على دراية بتحرك ما يجرى الإعداد له للتشويش على الانتخابات الرئاسية في سوريا ،وهل كان هذا ألقرار،هو؛ خطوة استباقية لما قد يجري في الأيام المقبلة، إلى حين الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري في إطار سيناريوهات مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية، التي تشارك فيها أكثر من(80) دولة “الجبهة الدولية” لتفتيت الجغرافيا السورية، إلى (6) كنتونات مذهبية وطائفية، وتشكلت منذ هزيمة إسرائيل في حرب تموز 2006، وحرب تدمير غزه، وأعدت سيناريوهاتها في واشنطن وتل أبيب لضمان امن إسرائيل ؟!!!.
فالمشروع الإرهابي التكفيري في الشرق،يعيش حالة من التخبط والإفلاس العسكري في ضوء ما يجري في الميدان العسكري السوري والحسم الاستراتيجي للجيش العربي السوري.وفي ضوء عدم القدرة على تمرير سيناريوهات مؤامرة الحرب الكونية في مجلس الأمن بسبب الفيتو الصيني الروسي.
هل المطلوب من الأردن الابتعاد عن المركب السعودي الغارق في محيط الحدث السوري؟!!!،لأن مملكة آل سعود مقبلة على انشغال كبير بأوضاعها الداخلية سيبعدها بصورة غير مسبوقة،عما يجري في المنطقة والإقليم.
وهل هذا الانشغال السعودي ألداخلي في مرحلة ما بعد طرد السفير السوري إلى دمشق، تفرضه استحقاقات التوريث للجيل الثالث ؟!!!.
لكن ماذا وراء طرد السفير السوري من عمان إلى دمشق من أهداف في خربطة العلاقات مع سورية؟!!!، ؟!!!، وهل هناك نصائح بريطانية وغربية بابتعاد الأردن عن “المركب” السعودي في هذه المرحلة ؟!!!.
الخلاصة والاستنتاج:
قرار حكومة النسور بطرد السفير السوري في عمان، لم يكن قرار سياسياً رشيداً من جانب المرجعيات السياسية في البلاد، لا في توقيته ولا في أبعاده السياسية، لانّ الرد الفوري كان من السوريين المهجرين في الإقبال على صناديق الاقتراع في السفارات السورية في الجوار السوري مدوياً.
كان طرد “أبا المجد” من مجد في عمان صنعته عجيان الدوار الرابع من الليبراليين الجدد إلى مجد عظيم تكلله دمشق بالغار لدبلوماسي عريق عرف كيف يدافع عن سورية الدولة الوطنية، وهي تواجه مؤامرة الحرب الكونية في وسط محيط عربي متلاطم الأمواج يعيش إرهاصات مرحلة التناوب السلمي على السلطة، ودفاعه عن الرئيس المجاهد الدكتور بشار الأسد، الذي عرف كيف ينتصر على الأعداء في الداخل والخارج.
سيناريو قرار الطرد وضع الأردن الرسمي في موقف محرج لا مبرر له على الإطلاق ، وأعطى السفير فرصة تاريخية في الدفاع عن صوابية موقف الدولة الوطنية السورية تجاه المؤامرة الكونية على سورية وبذات الوقت أتّهم الأردن الرسمي علانية بالانخراط في تنفيذ سيناريوهات الحرب الكونية على سورية.
بعد انكشاف أهداف فصول مؤامرة الحرب الكونية على سورية ،و المشروع التكفيري في الشرق ضد محور المقاومة ؛تحولت الدبلوماسية السورية من مرحلة الدفاع عن الموقف الوطني السوري إلى مرحلة الهجوم على الدول المنخرطة في المؤامرة الكونية؛ الدكتور بهجت سليمان والدكتور بشار الجعفري أنموذجا.
هل يتعلم قادة الدول في العالم الدروس والعبر من مدرسة الأسد السياسية والعسكرية في استلاد الرجال في الدفاع عن الأوطان، وفي أدارة الصراعات والأزمات وفي كيفية تحويل الإخفاقات إلى قصة نجاح وفرص انجازات في مسألة طرد أبي المجد؟!!!. وهل هناك لغز في طرد السفير السوري في عمان ؟!!!. فالأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت في المنطقة والإقليم.
-4-
[ ( مِنْ أحْرارِ الأردن )
إلى
( أبو المجد ) ]
بقلم : نبيل الفارس
لست في صدد كتابة مقال عاطفيّ عن علاقتي الشخصية بأبي المجد (مع أهمية ذلك)، ولكني أجد أنّ من الواجب علينا – نحن الوطنيون العروبيون الأردنيون – أن نرد لهذا الرجل الوطني العروبيّ بعضاً من جميله في الوقت الذي غادرنا فيه بقرار صادر عن الحكومة الأردنية، لا نراه يخدم المصلحة الوطنية العليا للأردن، ناهيك عن تناقض هذا القرار مع موجبات الأخوّة وحسن الجوار بين البلدين الشقيقين والشعبين الشقيقين.
ولأبي المجد في قلوب أحرار الأردن منزلةً خاصةً، وتربطه بهم علاقة لا تنفصم عراها، عنوانها العريض هو الإخلاص والنضال المشترك والوقوف في نفس الخندق المقاوم والممانع للدفاع عن قضايا أوطاننا وشعوبنا في وجه ما تحيكه الدوائر الصهيو-إمبريالية ضدها…
نحن – أحرار الأردن – نفخر بالدور الوطني والقومي الذي نقوم به بخصوص ما تتعرض له الشقيقة سورية وشعبها من مؤامرة كونيّة، تكالبت من خلالها كل حثالات الأرض لتدمير الوطن السوري وهدم منجزها الحضاري الممتد عبر آلاف الأعوام، بتمويل من أعراب النفط والغاز والكاز والقطران..
تظاهرنا واعتصمنا تضامنا مع الشقيقة سورية وشعبها..
أقمنا المؤتمرات وأسسنا التجمعات دعما للشقيقة التوأم..
شاركنا بمناظرات تلفزيونية لنشرح وجهة نظرنا لما يدور على الأرض العربية السورية الطهور..
زرنا – كوفود تضامنية – عاصمة الأمويين دمشق الفيحاء لنكون إلى جانب أشقاءنا في محنتهم ولنطّلع عن كثب على ما يدور هناك..
قمنا وسنظل نقوم بزيارات دائمة ومستمرة ومعلنة إلى بيت العروبة (السفارة العربية السورية) في عمّان تضامنا مع الأشقاء في سورية وللوقوف على آخر تطورات الموقف على الأرض من خلال استماعنا إلى شروحات سعادة السفير العربي السوري عندما كان بيننا وإجاباته الشفافة على أسئلتنا…
نحن نحب سورية وشعبها.. وهذا ليس سراً.. وليس ذنبا نستغفر الله أننا ارتكبناه.. وليس تهمة لننفيها..
نحن نحب سورية وشعبها.. وهذا مصدر فخر لنا نحن – أحرار الأردن – فسورية كانت وما زالت وستبقى في قلب كل عربي حر شريف يغار على عروبته ويناضل من أجل القضايا العربية الكبرى العادلة..
ومن قلب اهتمامنا – نحن أحرار الأردن – ومتابعتنا الحثيثة واللحظية للحدث السوري، تعرّفنا على سعادة السفير العربي السوري اللواء الدكتور بهجت سليمان (أبو المجد)..
تعرّفنا على سعادته بحكمته وصراحته وشفافيته وحبه للأردن وشعبه..
تعرفنا عليه بثقافته الموسوعية وعروبته وإنسانيته..
زرنا سعادته في سفارة الجمهورية العربية السورية وزارنا في بيوتنا المتواضعة، فكان نعم الأخ ونعم الصديق..
إنّ سعادة السفير بهجت سليمان مدرسة في الخلق الرفيع والحكمة والدبلوماسية والوفاء والإخلاص لقضايا شعوبنا العربية..
وأسأل الله أن يحفظه من كل مكروه.. وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية.. ولسورية وجيشها وشعبها النصر المؤزر.
-5-
[ (رسالةٌ من سياسيٍ وطنيٍ أردنيٍ بارز) إلى:
( بهجت سليمان ) ]
القضيّةُ ليست نزهةً سياسيّة
هي معركةٌ أدَرْتَهَا، بِكُلّ احْتِراف
وكأنَّكَ خارِجٌ للتَّوْ، مِنْ حَرْبِ تشرين
ولا أظُنُّ أنَّ طريقةَ مُغادَرَتِكَ لجَبْهَتِكَ هُنَا
تَغُصُّ في حَلْقِك
لِأنَّكَ لا تهوى ما لا يُضِيفُ إلى تاريخِكَ البطوليّ
فَمَنْ هو مِثْلُكَ، لا ينتهي عملُهُ، كَباقي السُّفراء
إِذْ لم تكُنْ سفيراً عادياً
أو رئيس بعثة علاقات عامّة
كُنْتَ مختلِفاً
ورائعاً
وقوياً
وإنَّنا، كأردنيّين، نَفْخَرُ بك كثيراً
فَكُنْ، كما أنْتَ دائماً
فارساً عربياً
يمتطي ياسَمِينَةً، لا حدودَ لامْتِدادِ عَبَقِها
سنلتقي يوماً
وسأكْتُبُ عنك، يوماً، في كتابِ حياتي
لِأنّني تعلَّمْتُ منك الثّبات، وأنّ الحياةَ وقفةُ عِزّ
ومِثلُكَ يكونُ الرّجالُ الرّجالْ.
-6-
[ (هذا البوست للمناضل والباحث والكاتب العربي الفلسطيني ]:
( محمد أبو زرد )
أخر حوار سياسي لي في اﻷردن كان مع سائق “التكسي” الذي أخذني من أمام السفارة السورية إلى المطار، في الواقع لم يكن حواراً، بل كان تعبيراً عن إعجاب.
فهذا البسيط غير المهتم بالسياسة، كان قادراً على تشكيل وجهة نظر من خلال ما شاهده من الحضور الجماهيري للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، وكان طوال الوقت يسأل ويردّد كيف يشتمون ويلعنون النظام على المحطات الإخبارية ويتهمونه بقتل الشعب، وها هو الشعب نفسه من ينتخب النظام، ومن أصدق العبارات التي قالها “والله السفير السوري عبّدهم العجل، لو عنا واحد مثله زمان رجعت فلسطين”.
مهما حاول آل سعود وأذنابهم تزوير الحقيقة، الشمس ما بتتغطى بغربال.
-7-
[ د بهجت سليمان قلوبنا مَقَرُّكَ بالأردن ]
بقلم: الكاتب والإعلامي الأردني: (ناجي الزعبي)
اعتاد المواطن العربي على نمط من الحياة السياسية يؤدي فيها دور المستلب والمضطهد والمستبد به من قبل أنظمة مستبدة عميلة, وكان سفراء هذه الأنظمة من طراز يحمل نفس الجينات, محض بنى فوقية عبئ على الاقتصاد, وعلى مصالح الشعوب, ومجرد إكسسوارات تستخدم في الاحتفالات والبروتوكولات, لا تمّت بصلة للمواطن الذي يفرض أنها تمثّله.
لكن تجربة أحد فرسان سورية الجندي الذي ما استلّ بندقيته إلّا للذود عن شعبنا العربي دفاعاً عن مصالحه ومستقبله وإرادته, لم يساوم ولم يتشكّل وحين انتقل لخندق العمل الدبلوماسي, ازداد شراسةً ونبلاً وفروسيةً في الوقت الذي تساقط به العملاء وغادروا خندق الوطن، صمد لهول المستقبل في حالة استشراف للنصر المحتوم, وكرّس نمطاً غير معتاد وتقليدي من العمل الدبلوماسي وخرج عن مسيرة الإذعان والرضوخ لأعداء الأمة والتي اصطلح على تسميتها “البروتوكولات والأعراف الدبلوماسية” وهي المصطلحات المرادفة للخنوع والانهزام والعمالة في بعض الأحايين.
لقد كان الجندي الأكاديمي والمثقف الثوري والدبلوماسي د بهجت سليمان رجل من طراز فريد, فقد استحقّ لقب سفير ثوري إذا تواصل وامتدّ كما تقضي مصالح شعبه السوري العظيم مع الفعاليات الشعبية والعشائرية والقوى السياسية، واقترب من قلوب وعقول الجميع وشكّل قاسماً مشتركاً ووحدةً وجبهةً وطنية, لم تفلح بتحقيقها كل النوايا والبرامج السياسية والخطط المعلنة من قبل القوى والفعاليات السياسية.
لقد كان مكتب الرجل ميدان حشد وقتال إلى جانب الجيش السوري العظيم, ولم ينل من المستضيفين الرسميين, بل على العكس كان يلتمس لهم الأعذار والمبرّرات, ولم يخرج عن حدود اللياقة والكياسة والأدب وعلى العكس كان مدرسة بهما. وكان صديقاً شخصياً لكل شرفاء الأردن, وكان على مسافة واحدة من كل الشرفاء دون مساس بالثوابت في أبهى تجليات العلاقات الرفاقية, والأخوية, وكان كل ما حسب علية من خروج هو بالضرورة بسبب الاعتياد على نمط من السفراء المغلفين بورق السلوفان ذووا الياقات المنشاه رواد الفنادق والصالونات وحفلات الاستقبال, لذا فقد جاء كسر الرجل لهذه الطقوس والتقاليد العفنة خروجا” على الأعراف نتمناه لكل دبلوماسينا وأجهزتنا الرسمية.
د بهجت صديقي (الشخصي), والصديق (الشخصي) كل مَن عرفته من أشقائك الأردنيين أنت سفير أردني في دمشق, وسفير سورية لدى الجماهير الأردنية, أنت سفير الجماهير العربية المخلصة في الفضاء الثوري, والقومي, العربي.
ومقرّاتك هي بيوت, وقلوب الأردنيين, أنت نموذج لسورية العظيمة, الصامدة في وجه الهول, والشر الأكبر, والمنتصرة بمثلك من الفرسان.
-8-
[ يوم بهجت سليمان ]…
كتب الكاتب والإعلامي العربي البارز (محمد سعيد حمادة)
لم يحدث وأن أحدث خصام دبلوماسيّ أو إيعاز خارجية دولة لسفير دولة أخرى بمغادرة أراضيها ما أحدثه القرار الأردني بالطلب من السفير السوري في الأردن مغادرة أراضيها، وذلك لأسباب عديدة، تأتي شخصية السفير السوري ودوره الشعبي في الأردن في مقدّمتها.
وبما أن الكيان الأردني عمومًا، وكما هو معروف ومنذ إنشائه، يمارس دوره الوظيفي في خدمة منشئيه وحُماته بحيث يظلّ حكام هذا الكيان جنودًا غِبّ الطلب في كل ما يخدم المصالح الغربية في منطقتنا ويؤمّن المصلحة “الإسرائيلية” في الدرجة الأولى، فإن التصعيد الأردني لم يكن أردنيًّا بقدر ما هو تصعيد “إسرائيلي” غربي ضدّ سوريا. إذ يبدو هذا التصعيد وكأنه الورقة الأخيرة التي يحاول الحلفاء الاستعماريون استخدامها ضدّ سوريا المقبلة على مرحلة جديدة من إفشال المشروع الغربي وحلفائه العرب والإقليميين، وهي الانتخابات الرئاسية. وهو جزء من سياق المعركة التي يخوضونها لإسقاط سوريا وتفتيتها والاستيلاء على قرارها.
وقد بدا واضحًا تسريب خبر تعيين ممثل لائتلاف إسطنبول، بعد ساعات من الطلب الأردني بمغادرة السفير السوري، أن هذا القرار نقطة في سياق المعركة. وعليه لا بدّ من الإشارة إلى أن سوريا قد فهمت ما هو المقصد من التصرّف الأردني فورًا ولم يكن الردّ بالمثل إلا رسالة سورية في أنها ماضية في مقاومتها وإصرارها على إسقاط هذا المشروع. ولعلّ التداعيات المتلاحقة التي ستظهر على الجوانب الأخرى ستكون كفيلة بتوضيح مقاصد ما حدث يوم أمس. وقد بدأ الجانب السياسي يطلّ برأسه بعد تعيين ممثل للائتلاف.
وبما أن الأردنّ هو نقطة الالتقاء والربط بين مديري الحرب على سوريا وعلى رأسهم عمّال الميدان الاستخباراتيون وعملاؤهم، فإن اختيار سوريا لشخص السفير والإصرار على التمديد له هو رسالة كذلك في أنها تعرف جيدًا ما يجري في الأردن وما يتمّ التخطيط له، وإن غُلّفت كل التصرّفات السورية تجاه الأردن الرسمي بعبارات الودّ والأخوّة والإصرار على العلاقات المميزة، لأن الأردن في نهاية الأمر ليس تركيا.
فالسفير بهجت سليمان كان أحد أعمدة الاستخبارات السورية، واختياره سفيرًا في الأردن ليس الشقّ الدبلوماسيّ إلا أهون أسبابه. والقرار الغربي في الإيعاز للحكومة الأردنية بطرده أمس يبدو واضحًا أنه نتيجة للشكاوى المتكررة التي كان يرسلها عملاء الاستخبارات الغربية لحكوماتهم عن الدور الشخصيّ للسفير السوري في إفشال مخططاتهم. هذا في الوقت الذي تمنى فيه “إسرائيل” بالفشل تلو الفشل، وهي الموجودة في كل مكان على الأراضي الأردنية وبغطاء رسمي أردني لم تعد حكومة الأردن تخجل منه أو تبرره.
وعدا عن أن المواطنين الأردنيين في أغلبهم هم من المتعاطفين مع الدولة السورية في حربها للمشروع الاستعماري الغربي “الإسرائيلي”، وكثيرون منهم في قلب المعركة السياسية، يدفعهم واجبهم القومي للقتال بكل ما أوتوا من أجل انتصار سوريا_ انتصارهم، فإن شخصية اللواء بهجت سليمان وكاريزماه الخاصة وثقافته الاجتماعية والسياسية كان لها الدور الأبرز في حماس الأردنيين والفلسطينيين وعموم العرب الذين يعيشون في الأردن للانخراط في معركة سوريا القومية، وقد كان الحراك السياسي الأردني أبرزها. وقد وصل الأمر إلى أن أيّ أردني بدأ يحسّ عمليًّا أن بهجت سليمان صديقه الشخصي ولن يحتاج إلى أحد ليعرّفه إليه أو يأخذ له موعدًا. وهذا عامل كبير في القرار الغربي لاستبعاده عن الساحة، فما الفائدة من الملك وحرّاسه ومرتزقته وإخوانه المسلمين إذا كان الأردنيون في الجانب الآخر؟
الأخطر كذلك في وجود بهجت سليمان في الأردن أنه استطاع قلب الطاولة على الحكومة الأردنية وأسيادها الغربيين و”الإسرائيليين” في موضوع اللاجئين السوريين في الأردن، فبعد انكشاف سراب الوعود الغربية للاجئين السوريين الذين يعيشون هناك إن كان منهم من هو موجود في معسكرات الاعتقال في الزعتري أو غيره، أو من خرج إلى الأردن بوعود الجنّة الخليجية، فإن تواصل هؤلاء مع سفير بلدهم والالتجاء إليه وتفاجئهم باستقباله لهم وترتيب أمور عودتهم وتسوية وضعهم، هو من أكبر وأخطر الأوراق التي استطاع بهجت سليمان حرقها، وليس اكتشافًا كم كان يعوّل أصحاب المشروع المعادي لسوريا على ورقة اللاجئين السوريين.
والأمر الذي كان أكبر من قدرة كل عملاء الاستخبارات الغربية و”الإسرائيلية” هو قدرة السفير السوري على جلب عشرات آلاف السوريين الذين ربما تجاوزوا المائة ألف لتسجيل أسمائهم في السفارة السورية من أجل المشاركة في الاستحقاق الدستوري السوري المتمثّل في الانتخابات الرئاسية؛ فأن يسجّل هذا العدد الهائل من السوريين الموجودين في الأردن اسمه مختارًا وبمنتهى الطواعية كي ينتخب رئيسًا له، ومن الواضح أن من أقبل على الذهاب إلى السفارة وتسجيل اسمه سينتخب الرئيس بشار الأسد، فهو أمر خطير يعني إغلاق ملفّ اللاجئين السوريين والمتاجرة به نهائيًّا، ويجب الإسراع في التخلّص من صانعه ومدبّره.
لكن المفاجأة كانت في ردّ الفعل الشعبي الأردني على قرار الحكومة الأردنية، ومن راقب مواقع التواصل الاجتماعي بعد القرار الأردني وردود الأفعال التي سجّلها الأردنيون والفلسطينيون فور صدور القرار ومن دون تردد سيتأكّد أن صاعقة تلقّاها أرباب المشروع الاستعماري في حجم التأييد الشعبي الكاسح لسوريا ولسفيرها تحديدًا. فقد امتلأت الصفحات بصور “أبو المجد” صديق الأردنيين على اختلاف مستوياتهم وفئاتهم، وبدأ سيل عبارات التضامن والاستنكار، وانهالت بيانات الإصرار على الوقوف إلى جانب سوريا والتأكيد على تحدّي قرار الحكومة والمشاركة في التصويت “الشرفي” الذي ابتدعه الدكتور بهجت سليمان.
لقد كان يوم 26 أيار من عام 2014 يوم بهجت سليمان من دون منازع، ومن تابع تفاصيل هذا اليوم سيعرف أن يوم بهجت سليمان هو يوم سوريا التي تقاوم المشروع الاستعماري الغربي. فقد كان التضامن معه هو إعلان موقف ضدّ الحرب على سوريا والقتال إلى جانبها بما أتيح من إمكانات. ولا أشكّ أن ملك الأردن تمنّى لو أنه كان في موقع “أبو المجد” يوم أمس.
-9-
[ هذا البوست للمُحارِب العربي الأردنيّ الصُّلْب، الأستاذ ]:
( حسين مطاوع )
ما جرى يوم أمس في السفارات السورية من عملية انتخابية، لتصحيح كثير من
المفاهيم التي أتحفتنا بها مراكز الدراسات ما يسمى بالإسترايجية و”المفكرين” المترفين بالبترو دولار وقنوات العهر الأعرابية وناهقيها من أمثال فيصل القاسم،
ولا يمكن توصيف ما جرى يوم أمس إلّا ثورة وطنية سورية بكل ما تعني الثورة وفي المقدمة إعادة الوعي للعقل العربي المختطف من الأصوات المدمنة على التحشيش والارتزاق، وهذا الحدث الثوري الهام بحاجة إلى تسليط الضوء عليه وقراءته جيداً، لكنني من موقع المراقب والحاضر يوم أمس في السفارة السورية _عمّان، ومشاهداتي لمختلف المستويات العمرية من صبايا وشباب وعوائل بأكملها
حتى مرضى يستخدمون العكاكيز، ناهيكم عن التنوع والمختزل بأنّ الجميع طائفته ومذهبه {سوريتي} بأنّ يوم أمس كان فشلاً ذريعاً وهزيمة لكل الأجهزة الأمنية والاستخبارية وخاصة التي تعمل تحت غطاء الدعم الإنساني وللخدمات التي تقدمها جماعة الخوان الذين يدعون الإسلام وبالمناسبة أغلب المساعدات التي تقدمها جماعة الخوان “المسلمون” هي من الدول المتآمرة على سوريه، ولابُدّ من الإشارة بأنّ كل ما تَمّ من يوم وطني في السفارة السورية هو إنجاز وطني لكل مواطن سوري، ويُشكر سعادة السفير المقاتل الدكتور بهجت سليمان الذي لعب دوراً كبيراً، وترك زرعاً وطنياً كان نتاج حصاده يوم أمس في السفارة السورية – عمّان. مبروك لسوريا وهنيئاً للجنرال المقاتل سعادة السفير الدكتور بهجت سليمان
هازم كل هذه المراكز “الإستراتيجية” وبيادق الأعلام النفطي وأجهزة الإستحبارات التي تعمل بطول البلاد وعرضها…
-10-
[ لماذا سفير سورية في عمان غير مرغوب فيه ؟ ]
بقلم: الإعلامي العربي (يوسف غانم)
على ما يبدو حسمت السلطات الأردنية خيارها بأن تكون على الضفة الصهيونية، فلم تعد مملكة عبد الله تحتمل وجود سفيرٍ مقاوم.
وهي تسجل مواقف تعني ما يلي:
1- إنها ضد العروبة وضد المقاومة حيث شكّل السفير السوري رافعة لها في عمّان وعاشت أبهى صورها في عهده.
2- خضعت السلطات الأردنية لعدوها التاريخي المملكة العربية السعودية في خيار الحرب على سورية واختارت موعد الانتخابات الرئاسية في سورية لتعلن موقفها.
3- انحازت بالمطلق للخيار الصهيوني فهي ترغب بالسفير الإسرائيلي ولا ترغب بالسفير السوري!.
4- إنّ هذه الخطوة لن تكون معزولة وإنما سيليها انخراط كبير بالحرب الصهيو -أمريكية – الوهّابية على سورية وبشكل معلن وسافر، وستعمل السلطات الأردنية على المساهمة العسكرية باشتعال الجبهة الجنوبية وزيادة فعاليتها بعد أن أجهض الجيش العربي السوري أحلام الجبهة الشمالية إلى حد كبير.
5- هذه الخطوة جاءت بعد انتهاء مناورات “الأسد المتأهب” والتي شاركت فيها دول أعداء سورية، وبالتالي تأتي الرسالة الدبلوماسية بعد الرسالة العسكرية.
6- محاولة إجهاض الحالة الشعبية الأردنية العروبية التي التفت حول السفير السوري في عمّان وسجلت تياراً شعبياً أردنياً جارفاً داعماً لسورية مما أحرج الصقور في الحكومة الأردنية وحلفائهم الصهاينة، وأظهر هذا التيار شعبيته وفعاليته وانخراطه العروبي مما أخاف تيار المستعربين فعملوا على إسقاطه. ربما الدلالات لا تنحصر فيما سبق وإنما تنذر بما هو أشد خطورة.
ويسجل للسفير السوري في عمان (صقر الدبلوماسية السورية) د. بهجت سليمان أنه كان حريصاً على قضايا أمته ومصالحها كحرصه على مصالح الجمهورية العربية السورية.
ويسجل له أنه وهو المفكر العروبي البارز عمق انتمائه لقضايا أمته ومصالحها ودفاعه عن القضية الفلسطينية، بمقدار حرصه على مصالح الجمهورية العربية السورية، وأنه كان صائب البوصلة ودقيقها.
أمّا في مقارعة أعداء سورية فيسجل له أنه يدافع عن وطنه ورئيسه دفاع الأبطال، ثابت القلب رابط الجأش، مقاتلاً من طراز الفرسان العظماء ومن مدرسة الخالد حافظ الأسد، كان على الخط الأول كبيراً مثل عظمة بلاده وكبرها وكان يصل الليل بالنهار بالعمل الدؤوب على الخط الأول من الجبهة الجنوبية، بل كان يعمل خلف خطوط العدو، لم يرغب به النظام الأردني، لكن عشقته قلوب الأردنيين.
سعادة السفير المناضل والرجل الكبير نقول لك اليوم كلنا معك في خندق الأسد حتى النصر أو الشهادة، لن يهزنا موقف صغير وستبقى تحمل الراية خفاقة.. حماة الديار عليكم سلام.
-11-
سَفيرُ العزّ
Abdellahi Elbou (من شنقيط)
لا أعْرفُ سفيراً عرَبيّاً واحداً، أجدَرُ بالتّقديرِ، والتبجيِلِ والاحْترَامِ، وليِسِ في العَربِ دبلومَاسيُّ أكثرَ إلمَاماً بدقَائقِ الأمورِ، وإطلاَعاً علَى حقَائقَها، ولا أحرَص علَى وطنِه، وأكثرَ استماتةَ في الدّفاعِ عنهِ والذبّ عن حيَاضهِ أكثرَ من سعَادة الدّكتور المبجلّ السّفير الأغرّ بهجَتْ سُليمان خاطرة أبو المجد.
هذَا الفَارسُ القادمُ منْ زَمنْ البطولاتِ والملاحِم، والطّالعُ منْ معدَن الوطَنيّة الأصيلَة والشّرف النّاصعْ…
أبُو المَجْدِ ليسَ فقَطْ سفيراً اسْتثنَائيّاً فِي تاريخَ الدبلومَاسيّة العرَبيّةِ، ولكنّه قلمُ استِثنَائيّ فِي تاريِخِ الأدبِ، وذهنُ نَادرُ فِي تاريخِ الفِكْرُ، وإنسَانُ نَادرُ فيِ ساحِ التّواضعِ وإنكَارِ الذّاتِ..
ولاَ أجِدُ ردّاً أبلغَ علَى القَرارِ الدّنيء والمرْذولِ والجَائرِ الذيِ اتخذَتهُ الأردُن لاعتِبارِه شخصَاً غيرَ مرغوبِ فيِه إلّا أنْ أقولَ لمنْ يقفُ خلفَ هذَا القَرارِ الجَبانِ: (أمَا بعدُ فقَدْ عرَفتَنَا فـ “طردْتَناَ” ولَو عرَفنَاكَ لطرَدناكَ”..)
تحيّة منْ أرضِ شنقيطْ إلَى عاصمَة الأمويينْ، تحيّة عزّ وشَرف لسَعادةِ السّفيرِ المبجّل الدّكتور بهجَتْ سليمَان الأكْرمْ.
( وأمّا باقي خواطر الحلقة، فهي بقلم: “أبو المجد” )
-12-
[ أفِي كُلِّ يَوْمٍ، تَحْتَ إبْطِي شُوَيْعِرٌ
ضَعِيفٌ يُقَاوِينِي، قَصِيرٌ يُطاوِلُ ]
يخرجُ علينا بين الحين والآخر، أحَدُ النّوائب الذي وصَلَ بِمالِ التطبيع مع “إسرائيل” أو بِريالات الغاز والكاز، وصَلَ إلى البرلمان الأردني، لِيُهَدِّدَ سورية وعاصمتَهَا “دمشق”.
ونقولُ لُهذا النّائبة “المُصِيبة” ولِأمْثَالِه، من المتطاوِلينَ على قَلْبِ العروبةِ النّابض:
مَنْ كانت لديه مِثْلُ هذه القدرات الخارقة، فَـ (القُدْس) أقْرَبُ إليهِ مِنْ دمشق، وأولى بالتحرير.. وتَسْتَحِقُّ القُدْسُ أنْ يقوموا بِتَحْريرِها، بَدَلاً مِنْ “تَضْيِيعِ تلك القدرات الخارقة” في مكانٍ آخر.. خاصّةً وأنَّ القُدْسَ الشرقيّة، كانَتْ أمانةً في عُهْدَةِ الأردن، قَبـْلَ أنْ يَجْرِيَ احتلالُها إسرائيلياً، عام “1967”.
ملاحظة:
كالعادة، عندما كانَ يجري تفنيدُ مِثْلِ هذه التخرُّصات البلهاء، تصْرُخُ بَيَادِقُ البيادق، مُوَلْوِلَةً، بِأنّهُ يجري التطاول على البرلمان الأردني، وعلى الدولة الأردنية وعلى الشعب الأردني، وعلى العشائر الأردنيّة، وعلى وعلى وعلى، الخ الخ الخ.
( ما يُسَمَّى “النّائب وصفي الزيود”: يُهَدّد بِغزو سوريّة، والوصول إلى دمشق في ثلاث ساعات. )
-13-
[ موضةُ زمانِ “الرّبيعاتِ والثوراتِ والانتفاضاتِ” المُزَيّفة والمُزَوَّرَة والمُنَافِقة.. تَتَمَيَّزُ بِـ ]
– تلميعِ الخَوَنَة الفُجَّارْ و
– التّشهير بالوطنيّين الأحرار و
– نَفْخِ الصّغار و
– تهميشِ الكبار و
– اسْتِعـداءِ الشقيقِ الجار و
– الالتحاقِ بِالعدوّ الغدّار و
– التَّبَرْقُعِ بِبَرْدَعَةِ حِمار و
– وتَسْمِيَتُها: حريّة وديمقراطية واستقلال القرار.
-14-
[ حَلِيقُ الذَّقْن، مَعَ نِهايَةِ الحِدَادْ ]
– عندما غَادَرْتُ الوطَنَ، منذُ خَمْسَةِ أعْوام، بِمَهَمّة دبلوماسيّة خارجيّة، آلَيْتُ على نَفْسِي، أنْ لا أحْلِقَ ذَقْنِي، إلاّ في اليومِ الأوّلِ الذي أعودُ فِيهِ، عَوْدَةً نِهائِيّةً، إلى وطني.
لماذا؟
– لِأنَّ الغُرْبَةَ عن الوطن، تَسْتَدْعِي عِنْدِي، نوعاً مِنْ الحِدَاد، حَتَّى لو كانَ مكانُ الغُرْبَةِ، أجْمَلَ بِقَاعِ الأرض… فَكَيْفُ عندما يكونُ وطَنُكَ، هو أجْمَلُ بِقاعِ الأَرْضِ؟؟.
– 15-
[ مشكلةُ الحكومة الأردنية، هي مع “اعْتراض السّفير السوريّ” على موقفها العِدائيّ، تجاهَ سوريّة ]
– ثلاث سنوات، حتّى اليوم، لم تَتْرُكْ الحكومةُ الأردنيّة، جِسْراً مع السفارة السورية، إلاّ وقَطَعَتْهُ، ولم تَتْرُكْ باباً إلاّ وأغْلَقَتْهُ، ولم تَتْرُكْ مَسْرَباً لِمُضَايَقَةِ السّفير ودبلوماسيّي السّفارة، إلاّ وسَلَكَتْهُ.
– ولم يَتْرُكْ الإعلامُ الأردنيّ الرّسميّ وشِبْهُ الرّسمِيّ، تُهْمَةً أو رَسْماً مُقْذِعاً، إلاّ وألْصَقَتْهُ بالدولة الوطنيّة السوريّة.
– أيْ إنّ الحكومةَ الأردنيّة، لم تَكْتَفِ بمختلف صنوفِ الاحتضانِ والتدريبِ والإيواءِ والدّعمِ الذي قَدَّمَتْهُ لِآلافِ الإرهابيين المتأسْلمين، وتأمينِ وُصُولِهِمِ إلى الدّاخل السوري، لِقَتـلِ الشعبِ السوريّ.. بل تُرِيدُ مِنَ السّفيرِ السوريّ، أنْ يَشْكُرَها على ذلك، وأنْ يُبَارِكَ خُطُواتِها الميمونة في الانخراط الكامل مع أعداءِ سورية الذين سَمَّوا أنْفُسَهُمْ “أصدقاء سورية”…
– وإذا لم يَقُمْ السفير بذلك، فَهُوَ، بِنَظَرِ هذه الحكومة، “يُسيءُ” للأردن وللأردنيين ويجب إقامةُ الحدّ الدبلوماسي عليه.
وأمّا: ( الشعبُ الأردنيّ )
– فَأمْرٌ آخَرُ، لِأنَّه تَوْأمُ الشعبِ السوريّ، ولم يَحْظَ السّفيرُ، طيلةَ السّنواتِ الخمس التي قضاها في عَمّان، إلاّ بِمُنْتَهَى الحُبُّ والوِدّ والتّقدير والاحترام، من أغلبيّةِ الشعبِ الأردني.
– ولهذا الشّعْبِ العربيّ الأردنيّ الأصيل، أسْمَى آياتِ الاحترام والشُّكْر والعرفان، والتقدير والامتنان، مِنِّي شخصياً (أنا بهجت سليمان)، وستَبْقَى أنْبَلُ المواقف، مِنْ آلاف الشُّرَفاءِ في الأردنّ، محفورةً في نَفْسِي ووِجْدَاني، إلى يَوْمِ الدِّين.
-16-
[ سقطت أكذوبَةُ “الرّبيع العربي”، كَسُقُوطِ أصْحابِها ]
– أولئكَ المتشدّقونَ حتّى اليوم بِـ “الرّبيع العربي”.. إمّا أنّهُمْ بُلَهَاءُ وأغبياءُ في السّياسة، أو مأمورون مأجورونَ، أو خونةٌ مارِقون:
– فَفِيما يَخُصُّ الجمهوريةَ العربية السورية، بَدَأ المُخَطّطُ الدّوليّ لِإسقاطِها – ضِمْنَ خُطّة إسقاط نهج وقوى المقاومة والممانعة – منذ عام “1999”، أي منذ خمسة عشر عاماً، وَكَانَ “الأمريكي الصهيوني: إليوت أبراهامز “هو عَرّابُ هذه الخُطّة”، وجِيءَ به مسؤولاً عن الشّرقِ الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، وقَرّرَ المطبخُ السّياسيُّ الأمريكي، المجيءَ بِـ “جورج دبليو بوش” رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وجرى تعيينُ “المحافظين الجُدُدْ” في مفاصِلِ الإدارة الأمريكية الجديدة، حينئذٍ.
– وبدأ تنفيذُ الخطّة، باحتلالِ العراق عام “2003” ، والقيامُ بِـ :
(1): “تهديدُ سوريّة بالغزو”، عَبْرَ الرسالة التي نقلها وزيرِ الخارجية الأمريكي “كولن باول”، إلى الرّئيس بشّار الأسد، في حالِ عدمِ انضوائها، في طابورِ المحورِ التّابع للمحور الصهيو – أميركي، كَباقي الأعراب.. ثمّ انتقل الصهيو – أمريكي إلى:
(2): “الابتزاز”، عَبْرَ القرارات الصهيو- أمريكية، بِغلافٍ دوليٍ، وقاموا بِقَتْلِ “رفيق الحريري” وحَوَّلوا دَمَهُ إلى “قميص عثمان” جديد، يُرْمَى بِوَجْهِ سورية، وصَنَّعوا “محكمة دولية” لِمحاكمة سورية و”حزب الله”، أملاً مِنْهُمْ بِأنْ يؤدّي ذلك، إلى إسْقاطِ سورية، كَثمرةٍ ناضجةٍ في أحضانِهِمْ.. وعندما فشلوا، انتقلوا إلى مرحلة:
(3): “الغزو المباشر”، لِلبنان، بِغَرَضِ استئصالِ “حزب الله” طريقاً لِإكْمالِ الغزو باتّجاه سورية، ولمّا فشلوا، قَرّروا القيام بالعمل على:
(4): “احتواءُ سورية”، وتكليفِ “الأتراك” و”القطريين” و”الفرنسيين” بالتقّرُّبِ من الرّئيس بشّار الأسد، والعمل على إغرائهِ وإغوائهِ بِوعودٍ خلاّبة، في جَعْلِ سورية “هون كونغ” جديدة، مُقابِلَ التخلّي عن السيادة والقرار، لِلمحور الصهيو – أمريكي، والالتحاق بالقاطرة الإسرائيليّة – كَباقي الأعراب -…. واستمرّت هذه المحاولاتُ، سنواتٍ عديدةً، دونَ جدوى، عندما وجَدُوا أسَدَ بلادِ الشّامِ، أصْلَبَ مِنْ “جبل قاسيون” طالما يتعلّقُ الأمْرُ بالمبادىء والقضايا الكُبْرَى، رُغْمَ لُيُونَتِهِ بالمسائلِ البروتوكولية والشّكليّة والعلاقاتِ العامَّة.
حينئذٍ، وفي نهايَةِ عام “2010” قَرّرَ المحورُ الصهيو – أمريكي، أخْذَ سوريّة مِنَ الدّاخل، وأخْرَجوا خُطّة الاستيلاء على سورية، مِنَ الأدْراج، وحَرّكوا عِصابَاتِهِم المسلّحة، التي كانوا يُجَهّزونَها منذ سنواتٍ عديدة، لِتَفْجيرِ سوريّة من الدّاخل.. وهذا ما جرى تسميَتُهُ بِـ:
(5): “الرّبيع العربي” و”الثورة” و”الانتفاضة” التي يتغَنَّى بها، المستعمِرونَ وأزْلامُهُمْ وبيادِقُهُمْ ومُرْتَزِقَتُهُمْ.
ولا زال هذا “الرّبيع الصهيو – وهّابي” مُشْتعلاً حتّى هذا اليوم، وأحْرَقَ كُلّ ما يستطيعُ إحراقَهُ مِنْ قَلْبِ العروبةِ النّابض.
وللتّذكيرِ فقط، لم يَظْهَرْ هذا “الرّبيع العربي” في مشْيخاتِ ومَحْمِيّاتِ الخليج، لِأنَّ القرارَ الأمريكي الصهيونيّ، لم يُتَّخَذْ بذلك، رُغْمَ أنَّ هذه المحميّات، تحتاجِ إلى سلسلةٍ متلاحقةٍ من الثورات والانتفاضات، حتى تستطيعَ الانتقالَ من عصورِ الانحطاط، إلى العصْرِ الحديث، رُغْمَ الثروات الأسطورية التي تقوم بِتَبْدِيدِها.
-17-
[ يا أبْنَاءَ الأفاعي ]
إذا كان في (لبنان): (حزب الله) يُجْبِرُ السورييّنَ على الإدلاءِ بِأصْواتِهِم الانتخابيّة.. فَهَلْ يوجد في (الأردن): (حزب الله)؟؟؟؟؟!!!!!.