خواطر “أبو المجد” (الحلقة السابعة والتسعون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
الحلقة السابعة والتسعون:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ يا حافِظَ العَهْدِ، يا طَلَّاعَ أَلْوِيَةٍ
تَنَاهَبَتْ حَلَبَاتِ العِزِّ، مُسْتَبَقَا ]
-1-
[ سأل صحفيٌ روسيّ، القائدَ الخالد “حافظ الأسد” ]
– ما هو أقوى عنصرٍ، يُمَيّزُ النّظامَ الفولاذيَّ الذي بَنَيْتَهُ في سوريّة، عن جميع أنظمة العالم؟؟
فأجابَهُ القائدُ الخالد:
· إنّ هذه المنظومَةَ التي تُدِيرُ الحياةَ في سورية، قائِمَةٌ على البطولات الفردية والمبادرات الذاتية، لِجُنُودٍ مَجْهُولين، مُوَزّعِينَ في جميع أرجاء هذا الوطن.
فسَألَهُ الصّحفيُّ:
– ولماذا تَثِقُ بِأنّهُمْ سَيُكْمِلُونَ المسيرةَ، بَعْدَ رَحِيلِكَ؟؟.
فأجابه القائد الخالد:
· ما دامت الشّمسُ تُشْرِقُ كُلَّ صَباحٍ، فأنا أثِقُ بِأنّهُمْ سَيُكْمِلُونَ المسيرة.
-2-
[ هلْ عَرَفَ الجهَلَةُ والمُغْرِضُون، أنّ اللهَ، حَقّ؟؟!! ]
· لِكَيْ يعرف مَنْ كانوا سَادِرِينَ في الثرثرة الفارغة، عن “النّظام السوري” وعن “اختزال النظام بِشخْصٍ واحِد”، بأنّ الشعب السوريّ العظيم، يمتلك “منظومةً سياسيةً وثقافيةً وعسكريةً ودبلوماسيةً، عميقةً وراسخةً وعصريّةً ومتكاملةً” استطاعت أنْ تَهْزِمَ أعْتَى المخطّطاتِ الاستعمارية الجديدة، في هذا العصر.
· وأنّ “الشخص الواحد” الذي كانوا يختزلون المسـألة، فيه، هو قائِدٌ استثنائيٌ، ورَمْزٌ نِضاليٌ، أنْجَبَهُ الشعب السوريّ، وحَمَلَهُ إلى سُدَّةِ القيادة، وكلّفَهُ بقيادة الأمّة العربية – وليس سورية فقط – إلى بَرّ الأمان، وبإعَادَةِ مَجْدِ بلاد الشّامِ، إلى ما كانَ عَلَيْهِ، في أوْجِ عظَمَتِهْ…. إنّه “أسد بلاد الشام: الرئيس بشّار الأسد”.
-3-
[ سوف ينقلبُ السِّحْرُ على السّاحِر ]
اﻹعلان عن استئناف واشنطن لِتزويد الإرهابيين في سورية، بالسلاح، أثناء انعقاد جنيف2، يعني:
– أوّلاً، أنّ واشنطن أيْقَنَتْ، أنّ ما كانت تأمله من مؤتمرات جنيف، لم يَكُنْ إلّا سَرَاباً ووَهْماً.
– وثانياً، هذا يؤكّد أنّ واشنطن وزبانيتَهَا وبيادِقهَا، يراهنون على تحقيق “إنجازٍ” ما، بالقوّة، من اﻵن حتى موعد اﻻنتخابات الرئاسية السورية، في منتصف العام الحالي، يكون ظهيراً وعوناً لهم، في تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه خلال السنوات الثلاث الماضية، سواءٌ على الصّعيد العسكري أو على الصّعيد السياسي.
– وثالِثاً، سَوْفَ يرى هؤلاء، بأنّ السِّحـْرَ، سَينقلبُ على السّاحِر، وأنّ “بِغَالَ طروادة” التي يُرَاهِنُونَ على اختراق الدولة الوطنية السورية، بها، لن يكونَ مصيرُها، إلّا في مزابلِ التاريخ.
-4-
[ الدبلوماسية، استمرارٌ للحرب، بِوَسَائِلَ أُخْرَى ]
· لقد بَرْهْنَ شيخ مشايخ الأعراب المتأمركين المتصهينين (جون كيري) ومعه النّاطقون باسـْمِ مَحْمِيّاتِهِ، وفي طليعتهم: هزّاز آل سعود، وصاحب نظرية “المشاكل صفر” الذي جعل مِنْ دولة مرموقة كَتركيا “صِفْر” فِعـلاً، والصهيوني الفرنسي الليكودي، ناظر الخارجية الفرنسية، وباقي جوقة “حَسَب الله”.
· بَرْهَنُوا في جنيف2، أنّهم يريدون صبّ الزيت على النار التي أشْعلوها في سورية، بَدَلاً مِنْ صَبّ الماء، وأنَّهُمْ يريدون استمرار الحرب التي أشعلوها وغَذَّوها بكلّ الوسائل المطلوبة لِتأجيجِها، وهم الآن، يعملون لتطبيق نظرية “كلاوزفيتز” الشهيرة، ولكن، بِشَكْلٍ مقلوب، بحيث تصبح: (الدبلوماسية هي استمرار للحرب، ولكن بوسائل أخرى).
· و”سَنَلْحَقْ الكذّاب إلى باب الدّار” وقَدْ بَدَأ انكشافُهُم وانفضاحُهُم وتعريَتُهُم وظُهورُهم على حقيقتهم – للجميع – كَجلاّدِين استعماريين جُدُدْ.. ولكن – هذه المُرّة – بالاعتماد الكامل على وسائل وأدوات أعرابية ومحلية.
· ولَسَوْفَ نُرِيهِمْ جَميعاً، كيف أنّ الشعوبَ العظيمة، صاحبةَ الحقّ الساطع، والإيمانَ الواسع بهذا الحقّ، هي التي تنتصر في النهاية، مهما كانت الصعوباتُ والتّحدّيات والتضحيات.
– ملاحظة: لم يعرفْ التّاريخُ، أهْزلَ ولا أتْعسَ ولا أحْمَقَ ولا أرْخصَ مِنَ مُعْظَم هؤلاء الذين يُسَمُّونَ أنْفُسَهُم “معارضة سورية”، ولا أنْذَلَ ولا أوْضَعَ ولا أوْطَى ولا أكـْذَبَ من “مثقّفِيها ومُفَكّرِيها وإعلاميّيها وفَنّانِيها!!!!!”، الذين باعُوا أنْفُسَهُمْ لِكُلّ مَنْ يَدْفَعْ، وأسْكَرَهُمْ رَنِينُ الأصْفَرْ، واجْتَذَبَتْهُمْ رائحة الرّيال والدّينار واليورو والدّولار.
-5-
[ إذا كان هناك إصْرارٌ لدى البعض، بِوُجُودِ طَرَفَيْنِ أَوْ وَفْدَيْنِ، في جنيف ]
– فَالوفْد الأوّل، هو وَفْدُ الدّولة الوطنية السورية، و
– “الوَفْدُ الثاني” هو: روبرت فورد، وجيفري فيلتمان، والأخضر الإبراهيمي..
وأمّا كلّ ما تَبَقَّى، فَلَيْسُوا أكْثرَ مِنْ “كومْبارْسْ”، وأقْنِعَة مُزَيّفَة مفضوحة مُتَخَلّعَة ومُتَهَتّكة.
-6-
[ سواء “نجح” جنيف2، جزئياً، أم فشل، فإنّ الدولة الوطنية السورية – بشعبها وجيشها وقيادتها – هي الرابحة ]
لماذا؟
ﻷنّ ما جرى في جنيف2، حتى اﻵن، أدى إلى:
(1): إزالة اﻷقنعة عن وجوه الكومبارس، المُسَمَّى “معارضة” في الخارج.
(2): تعرية الوجوه الحقيقية، لأسياد ومفبركي هذه المعارضة، من اﻷمريكي، إلى التركي، إلى السعودي.
(3): كشف النوايا الحقيقية – ليس للسوريين، فالسوريون يعرفون الحقيقة – بل كشف الحقائق كاملة، لجميع مَن يرفضون أو كانوا عاجزين عن رؤية حقيقة الحرب الاستعمارية الصهيو – أمريكية، على بلاد الشام والرافدين، عبر أدواتها اﻷعرابية الوهّابية اﻹخونجية.
– وطبعاً، مع ضرورة التذكير، بأنّ الحسم الحقيقي لهذه الحرب، سوف يكون على الأرض وفي الميدان، داخل سورية وليس خارجها.. وهذا ما سيتكفّل به، الجيش السوري اﻷسطوري.
-7-
[ تموت الحُرّة، ولا تأكل بِثدْيَيـْها ]
· عندما يتوهَّم “روبرت فورد” وبَعْضُ تابِعِيهِ من الأعراب وغير الأعراب، أنّ حَفْنةً من اللّصوص والنّصّابين والمحتالين والمهرّبِين وأصحاب السوابق والمرتزقة، مِمَّنْ يحملون الجنسية السورية، وترَبّعوا في أحضان السعودي والتركي والقطري، وأصبحوا عُملاءَ ومُخـْبِرِينَ وجواسِيسَ، ضدّ الشعب السوري والجيش السوري، وتُدِيرُهُمْ المخابرات الأمريكية والتّركية والإسرائيلية وتوابِعُها الأعرابية النفطية والغازية.
· عندما يتوهّمُون أنّهم قَدْ ظفروا بِـ “صَيْدٍ ثَمِين”، يستطيعونَ بِواسِطَتِهِ، اختراقَ النسيج السياسي والعسكري والأمني السوري، الفولاذي، عَبـْرَ تمكينِهِم من تكوين “14” آذار صهيو – وهّابي آخَر في سورية، يكون حصان طروادة دائم، لهم، داخل سورية – كما هو الحال في لبنان – ويستطيعون استخدامَهُ لِتوجيه السياسة السورية، بما يُنَاسِبُ المحور الصهيو- أميركي.. وفي حال عدم تمكّنِهِمْ من ذلك – أي من توجيه السياسة السورية، كما يريدون – فإنّهم سيكونون قادِرِين، بواسطة حِصَانِهِم الأجْرَبْ هذا، على عرقلة سَيْرِ العملية السياسية وعلى تَجْميدِها وتلغيمها، وصولاً إلى تفجيرِها، عندما تدعو إلى ذلك، المصالح الاستعمارية الجديدة.
· هذا هو جوهر الصراع القائم الآن، والذي يجري العمل على تظهيرِهِ، في جنيف2، أو ما بَعْدَهُ.
· ولكنّهم خسئوا، لِأنّ الحُرّةَ تموت، ولا تأكل بِثَدْيَيْها… وسورية، هي سيدّة الحرائر وسيّدة الأحرار، على وجه الأرض.
-8-
[ سورية الأسد: قُطْبُ الرّْحى ومركز الكون ]
· ضخامةُ التّضْحياتِ الأسطوريّة، والخسائر الهائلة، التي تكّبَدَتْها وتَتَكَبّدُها، الجمهورية العربية السورية، نتيجةَ الحرب الكونية العدوانية الإرهابية، الصهيو- أمريكية – الوهّابية – الإخونجية، على شَعْبِها وعلى أرْضِها وعلى جيـشِها، وعلى كُلّ ما هو حيٌ وجميلٌ فيها.. ليستْ دليلاً على ضَعْفِ سورية وعلى خُرُوجِها من المعادلة الإقليمية والدولية – كما يقول ويأمل ويُرْجِفُ أعداؤها -..
بل هي بُرْهانٌ ساطِعٌ على قوة سورية الأسد، وعلى صلابَتِها وعنفوانها، ودلِيلٌ دامِغٌ على أنّها، ستكونُ قطْبَ الرَّحَى ومَركَزَ صناعة القرار، في المنطقة والعالم، خلال السنوات القادمة.
· فالمنتصِرون، دائماً، هُمُ الذين يَصْنعون التاريخَ والمستقبلَ… وقد يتساءل الخُبثاء: وأين هو هذا الانتصار الذي دَمّرَ سورية؟ والجواب: لقدْ دُمِّرَتْ ألافُ المدن والبلدات الروسية والبريطانية، في الحرب العالمية الثانية، ودفعوا ملايين الضحايا، ومع ذلك حصدوا النّصـرَ المُؤَزَّر…
· والنّصْرُ في المعركة الدفاعية المقدّسة، التي خاضَتْها وتخوضُها سورية الأسد، في مواجهة الحرب الهجومية العدوانية الدولية الإقليمية الأعرابية عليها:
– يتجسّدُ بِالصّمودِ الأسطوري، أوّلاً.
– وبِإسْقاطِ المخطّط المرسوم لها، ثانياً.
– وبِالحفاظ على بنية الدولة الوطنية وعلى نهجها المبدئي والقومي والنضالي المقاوِم والمُمَانِع، ثالثاً.
– وبِأخْذِ الدّروسِ المستفادَة، من أخطاءِ وعثراتِ وفجواتِ الماضي، رابعاً.
– وأخيراً، لا آخِراً: بالإصْرارِ على صناعة مُسْتِقْبَلٍ مُشَرِّفٍ، يصنعه ملايين الشرفاء من السوريين، بِكامِلِ حريتهم وكرامتهم واستقلالهم، دون وصايةٍ مِنْ أحَدٍ في هذا الكون، قريباً كان أمْ بعيداً.
-9-
[ غَيْضٌ مِنْ فَيْضِ “إنجازات: أصدقاء الشعب السوري”!!!! ]
(1): حصار الشعب السوري، اقتصادياً ومالياً ودبلوماسياً، والعمل على تجويعه وخَنْقِهِ، من خلال سلسلة مسمومة من العقوبات التي تُريد تجويعه وخَنْقه وتركيعَهُ وتطْويعَهُ..
(2): شنّ حربٍ إعلامية، تضليلية، ضدّ الشعب السوري، وضدّ قيادته الوطنية، غير مسبوقة في التّاريخ.
(3): تعبئةُ عشراتِ آلاف الإرهابيين وشحنُهُمْ وتصديرُهُمْ لِـ”تقديم العون الإنساني!!!!” للشعب السوري.
(4): تصدير آلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر والأعتدة لِـ “استخدامها مَرَاهِم وبطّانيات وحليب!!!!” لِبَلْسَمَةِ جِرَاحِ صدِيقِهِمْ: الشعب السوري!!!!”
(5): تحويلُ جميعِ مؤسّسات: هيئة الأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة الدول الإسلامية، إلى وسائل ضغط وأدوات ابتزاز وسيوف مُصْلَتَة، على رأس الشعب السوري، لتصديعِهِ وترويضه وترويعه وتركيعه.
(6): تبرير وتمرير وتغطية و”شرعنة” قيام قطعان الإرهاب والإجرام، بِقَتْلِ وذَبْحِ عشراتِ الآلاف من أبناء الشعب السوري، وبإحراق وتدمير كلّ ما أمكنهم تدميره، من البنية التحتية السورية، التي جرى بناؤها، خلال العقود الماضية.
(7): ومن أهمّ إنجازات “أصدقاء الشعب السوري، هؤلاء”، التّسَبُّبُ الأوّل والأخير، بِتهجير ملايين السوريين من أبْناءِ “صَدِيقِهِمْ الشّعبَ السوري!!!” مِنْ بيوتِهِمْ ومِنْ أْحْيَائِهِمْ ومِنْ مُدُنِهِمْ.. وابتزازُ واستغْلالُ وتشْغِيلُ وتَحـْرِيكُ مَنْ جرى استِجْلابُهُمْ إلى خارج سورية، مِنْ هؤلاء المُهَجّرين، لاستِخْدامِهِمْ عَوَامِلَ ضَغْطٍ، على الشعب السوري في الداخل وعلى القيادة السوريّة.
(8): احتضان وتبنّي المئات من مرتزقة السياسة ومن الفارّين واللّقَطَاءِ والمُعاقين وأصحابِ السوابق واللصوص والنصَّابين والمهرّبين والفاشلين، ممّن يحملون الجنسية السورية، والاستماتة لِفَرْضِهِمْ على الشعب السوري، مُمَثّلِينَ له وقَيّمِينَ على أمورِه.
– الحقيقة: ( ياهيك الصّداقة، وهيك الأصدقاء، يا بلاها ) –
-10-
[ فَلْيضْحَكْ مرتزقةُ الأعراب الأذناب، على أنْفُسِهِم، كما يشاؤونْ ]
· المادّة الإعلاميّة، الأكثر تفاهةً وغباءً ووضاعةً وضَغائِنِيّةً وسُقوطاً، وتعبيراً عن العَجْزِ والفشلِ والإفلاس، هي المادّة التي تُحَاوِلُ زواحِفُ ورخويّاتُ وطحَالِبُ وقوَارِضُ (الإعلام والدبلوماسية وأدعياء الثقافة والفكر والبحث والسياسة) مِمَّنْ يَرْتعون في أحْضان نواطير الغاز والكاز، أو ممّن يتمسّحون بِأقْدامِ مَخاتِيرِ المحميّات الأمريكية في المنطقة، أو ممّن يتسَكّعون على أبواب مواخير المخابرات الأطلسية:
· المادّة الإعلاميّة هي، عندما يحاولون تَسـوِيقَ فِرْية (أنّ عدمَ سقوطِ “النظام السوري”، كانَ بِسَبَبِ عدم رغبة واشنطن، في سُقُوطِه أو إسـقاطِهِ!!!!!) …. وليس في فشل المحور الصهيو – أميركي – الوهّابي – الإخونجي، ومعه الأعرابُ الأذناب، في إسْقاطِه.
· وعندما يضْحكون على أنفسهم، ويسخرون مِنْ ذَوَاتِهِم، حِينما يتوهّمون، بِأنّهم قادرون على الاستخفاف بِعقول الآخرين، عَبـْرَ الحديث عن أنّ (“إسرائيل” أيضاً، لا تريد سقوطَ أو إسْقاطَ “النظام السوري”، لِإنّه يُحَقّقُ لها أمْنَها ومصالِحَها!!!!!)…. وكأنّ “الْعَلَمْ الإسرائيلي” يُرَفْرف في سماء دمشق، وليس في العواصم الأخرى.. وكأنّ الزيارات واللقاءات الإسرائيلية المكّوكيّة، تجري مع المسؤولين السوريين، وليس مع مسؤولي تلك الدول، وكأنّ مكاتبَ رعايةِ المصالح، والحفاظ على المصالح الإسرائيلية، قائمٌ بين سورية و”إسرائيل” وليس ببن “إسرائيل” والمشْيَخات والمحْمِيّات الأمريكية – الأعرابية… وكأنّ التّنسيق والتعاون الأمني، ضدّ “سورية وإيران وحزب الله” والّذي لم ينقطعْ يَوْماً، يجري بين المسؤولين الإسرائيليين، وبين مثلّث المقاومة والممانعة، وليس بين أسياد ومُشَغِّلِي ومُمَوِّلِي ومُحَركي، هذه الإمّعات وهؤلاء اللُّقَطاء والدُّخلاء على عالم الإعلام والبحث والثقافة والفكر… وكاّنّ العدوان الإسرائيلي، العسكري والأمني، اسْتَهَدَفَ ويستهدف، أحداً، إلا ّمُثَلّثَ المقاومة والممانعة، منذ سنوات طويلة، وحتّى اليوم.
· والمفارَقَةُ الفارِقَة، أنّ جميعَ هؤلاء المتطاولين على “سورية اﻷسد” هم اﻵن من صِيْانِ ومرتزقة نواطير الغاز والكاز، التابعين، بدورهم – أي النواطير – قلباً وقالباً، للمحور الصهيو- أمريكي.. لا بل إنّ الكثيرَ من هذه المخلوقات، هم من اليساريين السابقين ومن القوميين المارقين، الذين لا زالوا يكابرون في ادّعاءِ الانتساب للقومية أو لِلْيَسَار، رغم أنّهم غارقون في براميل الغاز والكاز، من قمة رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم!!!.. وخاصّة أمـثَال مرتزقة الثقافة منهم، الذين انتقلوا، بكلّ سلاسة، مِنْ مهنة “مفكّر عربي قومي، ناصري”، إلى خدمة وَكْرِ الجاسوسية القَطَرِيّ الصهيوني، مع الإصرار على الاحتفاظ، بِمهنة “مفكّر عربي قومي!!!!!”، أو أمْثال ذلك الشيوعي الماركسي، الذي انتقل، بالرّتْبَة والرّاتِبْ، وبِكُلِّ سلاسة، من أحضان “المكتب السياسي لِحزب “رياض التُّرْكَ” الشيوعي “جداً جداً”، إلى حُضْنِ لَقِيط آل سعود “بندر بن أبيه” دون أنْ يرى في ذلك، أيّ غضاضة!!!!.
· مَعَ أنّه، حتّى أعمى البصر، لا أعمى البصيرة، يعرف أنّ كُلّ ما عانت منه سورية وتعاني منه، من حروبٍ وتحدّياتٍ وحِصاراتٍ ومُضايقاتٍ ومؤامراتٍ، كانت “إسرائيل” و”الإدارات الأمريكية المتعاقبة” وراءه، وهُما اللّتان، كانتا وراء كلّ المصائب والرزايا التي نَزَلَتْ على الشعب السوري، منذ اغتصاب “إسرائيل” لِفلسطين، حتّى هذا اليوم.. وأنّ نواطيرَ الغاز والكاز، ومخاتيرَ المحميّات الصهيو- أمريكية في المنطقة، كانوا هم الأدوات التنفيذية الأساسية، في التّآمر على الجمهورية العربية السورية، منذ الاستقلال حتى الآن.
-11-
[ “الناصريون – القُدَامَى – الجُدُدْ”… كاللّيبراليّين الجُدُدْ ]
· أَلاَ يشعر بالخزي والعار والفضيحة والشنار، مَنْ يُسَمِّي نَفْسَهُ “ناصِرِياً” أو “قومياً عربياً”، بينما هو يَرْتَعُ في أحضان الأعداء التاريخيين للقائد التاريخي “جمال عبد الناصر” من نواطير الغاز والكاز.. وهو يتعيّش على دولاراتِهِم النفطيّة.. وهو – أو: وَهُمْ، يُرَاهِنون على دَعْمِهِمْ لهم، وعلى ضغوطاتِهِم على الدولة الوطنية السورية، لَعَلّهُمْ يَحْظَوْنَ بِمَا لا تسمح لهم، به، أحجامُهُمْ المتواضِعة جداً، بين صفوف الشعب السوري.. وَهُمْ يستميتُون لكي يمنحهم نواطير الغاز والكاز “شَرَفَ!!!” الدرجة نفسها، من التعامل، التي مَنحوها لِـ”إتلاف حمد القطري” و”إتلاف اللقيط السعودي بندر بن أبيه”؟؟!!!.
· ثمّ يتربّعون في أحضان أحفاد سايكس بيكو وبلفور.. وينتظرون الضغوطات والابتزازات، التي يقوم وسيقوم بها هؤلاء المستعْمِرون الجُدُدْ، على الدولة الوطنية السورية، مِنْ أجْلِ إيجادِ موطِئِ قَدَمِ لهم، في البنية السياسية السورية المأمولة.
· والأهمّ من كلّ ذلك، أنّ ألِف باء النّاصرية والقومية العربية، هو الاستقلال والتحرّر.. وليس التبعية والعبودية، لِقوى الاستعمار الجديد، ولِمحميّاتها ومشيخاتِها الغازيّة والكازيّة..
· وأمّا هؤلاء “النّاصريّون – القُدَامَى – الجُدُدْ”، و أدْعِياءُ “القومية العربية”، فَيُعْطُونَ، صَبِيحَة َكُلَّ يَوْمٍ، بُرْهاناً جديداً، بِأنّهم أعْدَى أعداءِ القومية العربية، وأعْدَى أعداءِ “جمال عبد الناصر”، عندما جعلوا من أنْفُسِهِم، نِعَالاً، يَنْتَعِلُهَا الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي والسلجوقيّ والسعودي والقطَرِي.
-12-
[ أَقْذَرُ أنواعِ الجواسيس، وأحَطُّ أنواعِ العملاء ]
· الكثيرُ من جواسيس “إسرائيل” الحاليّين، من “بَنِي يَعْرُبْ”، والكثيرُ من عملاءِ وبيادق مهلكة النفط السعودية ومشيخات الكاز والغاز، من “النُّخْبَة!!!!” الفكرية والثقافية والأكاديمية… لم يكونوا، في بداياتِهِمْ، جواسيسَ وعملاءَ….
· ولكنّ نَرْجِسِيّتَهُمْ المتورّمة، وانتهازيّتَهُمْ المتكتّمة، التي يَحـرِصُونَ على تغْلِيفِها بِغِلافٍ مُزَيّفٍ من “المبدئيّة والموضوعيّة والحِرْ ص على الصّالِح العامّ!!!”، أدّتْ بِهِمْ إلى أن يُصْبِحوا عبيداً وأقناناً، لدى هذه المهالِك والمحميّات، ولدى دولِ اﻷطلسي، الوصيّة والحامية لهذه المهالِك والمحميٌات، سواءٌ في “مدن الملح” الرملية، أو في بلاد “العم سام” وباقي الحواضر اﻷوربية، أو في مستعمرة “شعب الله المختار” في فلسطين المحتلة… بحيث انتهوا إلى أن يَكونوا، أقذر أنواع الجواسيس، وأسقط أنواع العملاء.
-13-
[ بين إلْغاءِ العقـلِ… وتنفيذِ الإمـلاءات ]
كُلّ مَنْ يُسَمِّي (ثورة النّاتو الصهيو-وهّابية اﻹرهابية، في سورية) أينما كان في أرجاء اﻷرض، بأنّها: (ثورة سورية، أو انتفاضة، أو ربيع)، يضع نفسه – شاء أم أبى – في خندق المعسكر اﻷطلسي الصهيو-وهّابي، سواءٌ كانَ (عالِماً أمْ أدِيِباً أمْ شاعراً أمْ بروفيسوراً أمْ طبيباً أمْ محامياً أمْ مهندساً، أمْ كان يَمْتَهِنُ أيّ مِهْنَة ذِهْنِيّة أخرى).
لماذا؟
ﻷنه، حينئذ، إمّا أنّه يُلـْغِي عَقـلَهُ ويعتمد غريزَتَهُ.. أو أنّهُ مُلـتَزِمٌ باﻹملاءاتِ التي يفرضها عليه، مُشَغِّلُوهُ ومُمَوِّلوهُ ومُدِيروهُ وأسيادُه.. وليس هناك احتمالٌ ثالثٌ ﻷمثالِ هؤلاء، ﻷنّهم ليسوا جاهِلِينَ بالحقيقة ولا غافِلِينَ عنها.
-14-
[ يقف البعض في خندق اﻷعداء، ثم يتهمون سورية بأنّها تتحداهم؟؟!! ]
· سورية اﻷسد، لا تتحدى اﻷشقاء ولا اﻷصدقاء ولا الحلفاء، وتتشاور معهم وتسمع نصائحهم وآراءهم وما لديهم، وتحافظ على أمنهم وعلى مصالحهم، وتتفهم ظروفهم، ولكن أهل الشام، أدرى بشعاب وطنهم.. ولذلك فإنّ سورية اﻷسد، لا تسمح ﻷحد في هذا الكون، كائناً مَن كان، أنْ يملي عليها، ماذا يجب أن تفعل وماذا يجب أن لا تفعل..
· والدولة الوطنية السورية، هي التي تتخذ قرارها، بما يعبّر عن مصالح شعبها وعن طموحات أمتها.
· ولكن المستغرب، هو إصرار البعض من “اﻷشقّاء” على أن يضعوا أنفسهم في خندق اﻷعداء، ثم يتّهمون سورية، بأنّها تتحداهم!!!.
· مع أنّ سورية قالت مئات المرّات، بأنّ حربها المصيرية ومعركتها الكونية، هي، حصراً، مع المحور الصهيو- أميركي – الوهّابي – اﻹخونجي… فلماذا يصرّ البعض على توريط بلدانهم وشعوبهم ودولهم، في خندق أعداء اﻷمة العربية، وأعداء بلاد الشام، وأعداء اﻹسلام المحمّدي المتنوّر، وأعداء المسيحية المشرقية؟؟!!.
-15-
[ كما يُوَرَّثُ الحُبُّ.. تُوَرَّثُ الكراهية، بل أكثر ]
كما أن الحُبَّ والشَّهَامَةَ والتَّسَامُحَ، تُوَرَّثُ من الآباء إلى الأبـنَاءِ، جِيلاً بَعْدَ جِيل…
كذلك الكراهِيَةُ والضّغِينَةُ والحِقْدُ، يَجـْرِي تَوْرِيثُها، جيلاً بَعْدَ جِيل، ولكِنْ بِشَكـْلٍ أكْثَرَ اتّساعاً وعُمْقاً وامْتِداداً… ولا يقضي على هذه الظاهرة الأخيرة، إلا ّ ثوراتٌ ثقافيّةٌ وتربويّةٌ واجتماعيّةٌ متلاحقة.
-16-
[ ما بين: السياسة.. والتياسة.. والنخاسة.. ]
سورية هي التي تمارس السياسة… ونواطير الغاز والكاز ومعهم مخاتير المحميات اﻷمريكية، يمارسون التياسة… وأمّا أسياد هؤلاء النواطير والمخاتير، في المحور الصهيو- أمريكي، فيمارسون عليهم، تجارة النخاسة.
-17-
[ العنزة الشاردة ]
العَنْزَةْ الشّارِدَةْ، لَيْسَتْ خَارِجَةً عن عقليّةِ القَطِيع، ولكنّها ضيّعت الهدفَ، وضيّعت الاتّجاهَ، وضيّعت الطريقَ، وضاعت وضيّعت نَفْسَهَا.
-18-
– من دواعي الفخر والاعتزاز، أنّ صفحة:
( خاطرة أبو المجد )
(1): تحوَّلَتْ إلى ما يُشْبِهُ “منتدى ثقافي” لِكَوْكَبَةٍ عريضةٍ من المثقفين العرب الشرفاء….
(2): كما تحوَّلَتْ إلى إحدى أهمّ وسائل الإعلام، المقروءة والمتَابَعَة، وخاصّةً في المملكة الأردنية الهاشمية.
وأضاف المناضل والمثقّف الموسوعي العربي الفلسطيني (محمد أبو زرد) بأنّ هذه الصفحة، هي:
(3): مِنْ أهمّ أبواب المدرسة السياسيّة السورية، و
(4): تُشَكِّلُ مَنَارَةً للفِكْرِ العربيّ المستقلّ.