خواطر “أبو المجد” (الحلقة الثامنة والتسعون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
الحلقة الثامنة والتسعون
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
لِـ (الجيش العربي السوري الأسطوريّ) نقول :
ما شئْتَ، لا ما شاءَتِ الأقْدَارُ فاضْرِبْ، فَأنْتَ الصّارِمُ الْبَتّارُ
فَكَأنّمَا أنْتَ السُّـــيُوفُ نَوَاهِلٌ وَكَأنَّمَا أنْتَ الْقَضَـــا الْقَهّارُ
-1-
[ وبقيت روسيا ]
· عندما وصل نابليون، بجيشه الجرّار، إلى أبواب موسكو، في بدايات القرن التاسع عشر، قرّر قائد حامية موسكو، أنْ يقوم بالانسحاب من موسكو، وإحـراقِها قَبْلَ الانسحاب… فاستغْرب القادة العسكريون من هذا القرار، فأجابهم قائد الحامية: بخروجِنا من موسكو، نحمي القيصر، وإذا حَمَيْنا القيصر، نَحْمِي الجيش، وإذا حَمَيْنَا الجيش، نحمي روسيا…
· وأما إحـراق موسكو، فلكيلا يستفيد منها نابليون وجيشُهُ بِشيء… وفِعـْلاً، هذا ما حصل، حيث دخل نابليون واضطرّ للخروج خائباً ذليلاً.. ولم يكن الجنرال “ثلج” إلّا عامِلاً مُساعِداً في انسحاب نابليون الكامل… وعاد القيصرُ والجيشُ والدولةُ، إلى موسكو، وأعادوا بناءها بِأجْمَلَ مما كانتْ.
-2-
[ الإمْعَانُ في الخطأ….. خطيئة ]
· ونحن هنا لا نتكلّم عمّن باعوا أنْفُسَهُمْ للشّيطان، من أعداء الشعب السوري، في المحور الصهيو – وهّابي، وتحوّلوا إلى مَمَاسِح أحْذية، سوف يَقُومُ أصْحابُها، بِرَمْيِها في مكَبّ القاذورات، بَعْدَ أن تنتهي وظيفتُها، قريباً.
· ولكنّنا نتكلّم عن أولئك الذين ضيّعُوا السّمْتَ، في البداية، وأضاعوا الاتّجاه، وأخـطؤوا الهدف، فانطبَقَ عليهم، قَوْلُ رَابِعِ الخلفاء الرّاشدين: “ليْسَ مَنْ طلَبَ الحقَّ، فَأخْطَأهُ، كَمَنْ طلَبَ الباطِلَ، فَأصَابَهُ”..
والعناد والمكابَرَةُ، المبْنِيّانِ على التشبّث بالخطأ، يقودانِ أصْحَابَهُما إلى الهاوية، لِأنَّ ذلك يُحَوّلُ الخَطأ إلى خطيئة.. وأمّا الصّلابَةُ والصّمودُ، المبْنِيّانِ على التّمسّك بالحقّ، فيقودانِ أصْحابَهُما إلى شاطئ السّلامة.
· كَمْ هي مساحةُ البلاهَةِ، عميقةً ووَاسِعةً، لدَى مَنْ يتوهّمُونَ أنّ الأمريكان والأوربّيين، يريدون “الديمقراطيّة” للبلدان العربية… وَهُمْ مَنْ استعمروا فلسطين، وسَلّمُوها لليهود، وأقاموا فيها “إسرائيل” ودَعَمُوها في عُدْوَاناتِها على باقي الأقطار العربية.
· وَهُمْ أوّلُ العارِفِين، بأنّه لوْ كانتْ هناك ديمقراطيّة في البلدان العربية، لَكَانَ الحالُ غَيْرَ الحال، ولَكَانَ القرارُ سِيادياً مستقلاً، ولَكَانَتْ “إسرائيل” غَيْرَ ما هي عليه، ولَكَانَتْ اليَدُ العربية، هي العُلْيَا.
والسّؤال: هلْ يُمْكِنُ لِمَنْ نَذَرَ نَفْسَهُ، لِبَقَاءِ ستّة ملايين يهودي، احتلّوا فلسطين وحَوّلُوها إلى “إسرائيل”، وإبْقائِهِمْ في حالة تفوّقٍ نوعيٍ على أكثر من ثلاثمئة مليون عربي… هل يمكن لهؤلاء الأوربيين والأمريكان، أنْ يتّخذوا موقفاً يَنَالُ من التفوّق الإسرائيلي ومن المشروع الصهيوني في الهيمنة على المنطقة؟!.
· أدْعِياءُ الديمقراطية هؤلاء، يريدون استمرارَ الفساد، وتوسيعَهُ، ويريدون استمرارَ الاستبداد وتعميقَهُ، لِأنّ “الفساد” و”الاستبداد” هُمَا الكفيلان بِشَقّ الطريق لِتحقيق وتأمين، استمرار “تبَعيّة” هذه البلدان، لِدُوَلِ الاستعمار القديم والجديد… وأدْعِياءُ الديمقراطية هؤلاء، يريدونَ اسـتِتْبَاعَ واسْتِلْحَاقَ مَنْ لا زالَ مُحْتَفِظاً بِقَرَارِهِ المستقلّ، وكُلُّ ذلك تحت لافتة العمل على تحقيق “الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان”!!!!!!.
· وهلْ بَقِيَ ذرّةُ شكّ، إلاّ لِأعْمَى البَصَر والبصيرة، ولِبيادق المحور الصهيو- وهّابي، بأنّ عسْكرةَ الواقع في سورية، كان مُخَطّطاً له، قَبـْلَ آذار “2011” بكثير، لاستخْدامِهِ وتنفيذِهِ، في الوقت المناسب، وهذا ما جرى فِعْلاً، عندما سقَطَ خِيارُهُمْ في إسقاط الدولة الوطنية السورية (بالهرْج والمَرْج والبروباغندا والهَمْبَكة واللّخم والألَبَنْدَة، الخ الخ)، وهذا ما جرى تَسـمِيَتُهُ (ربيع – ثورة – انتفاضة).
· وهلْ هناك بُرْهانٌ على ذلك، أقـوى ممّا قامتْ وتقوم به دولُ الأطلسي ومحميّاتُ الغاز والكاز، وخاصّةً مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية، في تسليح ودعم عصابات الإرهاب والإجرام في سورية، وإصْرَارَها على تفكيك بنيان الدولة السورية، والعمل لتحطيم جميع مرتكزاتها؟؟!!..
هل هناك بُرْهانٌ يُوَضّحُ مَنْ الذي أرادَ ويُرِيدُ عسكرةَ الواقع في سورية، أكْثَرَ ممّا جرى ويجري على الأرض السورية.. تمهيداً لتفكيك وتفتيت المنطقة، تنفيذاً لمخطّطات المحور الصهيو – أمريكي؟!!.
فهَلْ يَحِقُّ لِأحَدٍ في الدّنيا، أنْ يغطّي هذا المخطّط، أو يُساهم في تغطيته، باسـْمِ (البحث عن الحرية والديمقراطية)؟!!!!.
· وما عَلَيْنَا، إلاّ أنْ نتذكّرَ كِذْبة (اقتلاع أظافر أطفال درعا) التي “فَجّرت الثورة السورية!!!!!!!”، و(استئصال عورة حمزة الخطيب)، و( جثمان زينب الحصني) و(النظام السوري) الذي رفضَ الاستجابة لِـ (الثورة السلمية!!! ولمطالب الناس في الحرية) (ألاَ تتذكرون الشعار المفبرك: “غصْبنْ عنكن، حريّة” و”سلمية سلمية”)، واسـتدراج واستئجار مئات الشباب والأطفال المأجورين، للمناداة بهذه الشعارات دون أنْ يُدْرِكوا ماذا يقولون.. كلّ ذلك، من أجل التصويرً وإرسال الصور لِـ (الجزيرة) ولباقي وسائل الإعلام الصهيونية والمتصهينة؟؟!!!!، ثمّ القيام بإطلاق النار على قوى الأمن الداخلي، بعد انتهاء التصوير.
· وتصل المغالطات المسمومة إلى ذروتها، عندما يقولون بأنّ (النظام السوري، قام بعسكرة الثورة، لكي يتمكّنَ من القضاء عليها!!!!!!).
لو كان هناك “ثورة” فِعْلاً، لَكَانَ يمكن التعامل مع هذا الكلام… ولكن أين هي هذه “الثورة” التي أحـرَقَتْ مؤسّسات الدّولة في “درعا” منذ الأيّام الأولى، وقامت بالهجوم على مساكن عائلات العسكريين، لاختطاف “سَبَايا” وسرقة موجودات، والتي أقْسَمَتْ الأيْمَانَ الغِلاظ، منذ الأيّام الأولى في النصف الثاني من آذار عام “2011”، بأنّ “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني” هم الذين يطلقون النّار على المدنيّين العُزّل في “درعا”؟؟!!!!!!.
· إنّها (ثورة النّاتو الصهيو – وهّابية – الإخونجية) المُضادّة للشعب السوري، والمعادية للأمّة العربية، والحاقدة على الإسلام القرآني المحمّدي المتنوّر، وعلى المسيحية المشرقية الأصيلة.
· ملاحظة: قرَأْتُ وسَمِعْتُ عَنْ كَذّابِينَ كثيريِنَ، عَبـْرَ التّاريخ… ولكنّني لم أرَ ولمْ أسْمَعْ، مَنْ هُمْ بِدَرَجَة النّفاقَ والرِّياء والكَذِب والدَّجَل، التي بَلغَهَا كُلٌ مِنْ سُفَهاءِ آل سعود، وسَلاجِقَة خُوّان المسلمين الجُدُدْ في تركيا، عندما يتحدّثونَ عَمّا جرَى ويجـرِي في سورية، وكأنّ سورية، محميّة عندهم، حينما يسمحونَ لِأنْفُسِهِمْ، بالحديث عن الشعب السوري، أو كأنّ الشّعْبَ السّوريّ، يمكن أنْ يَنْسَى في يَوْمٍ من الأيّام، حَجْمَ الإرهاب والدّمار والموت والخَراب، الذي ألْحَقَتْهُ عائلةُ آل سعود، وسَلاجِقَةُ أردوغان – أوغلو، بِحَقّ سوريّة، وطناً وشَعْباً ودَوْلةً!!!!!.
-3-
[ نقول لِبَعْضِ المسؤولين السوريين: رَفْضُ الخيانَةِ، ليس مَدْعاةً للتّباهي ]
· هذا ما رفضه الإعلاميُّ العروبيّ الجزائريّ الوطنيّ، الذي يفتخر بِتَسْمِيَةِ نَفْسِهِ: “فلّاحّ جزائريٌ”، هو السيّد “إسماعيل القاسمي الحسني”، الذي يَبْعُدُ، جَسَدِياً، آلاف الكيلومترات عن “سورية”، ولكنّه أقـْرَبُ إليها من حَبـْلِ الوريد، روحياً ووجدانياً وأخلاقياً وعروبياً وإنسانياً.. وهو ليس موظّفاً رسمياً، ولا غَيْر رسمي، في سورية، بل وليس سورياً، إلّا بالانتماء العربي الجزائري النضالي، الذي تعلَّمْنَا جميعاً منه، كيف يكونُ النضالُ ضدّ المحتلّ وضدّ أدواتِهِ.
· ولذلك نرجو من أعماق القلب، من بعض المسؤولين السوريين، الذين جَرَتْ محاولاتٌ لإغـرائهم، لكي “ينشقّوا”، أنْ يتوقّفوا عن التحدّث عَنْ ذلك، مهما كانت تلك العروضُ كبيرةً، ومهما كانت متعدّدة ومتنوّعة، وأينما كانت وكيفما كانت، حتى لو كانت بمئات ملايين الدولارات.
لماذا؟
· لِأنّ “التّبَاهِي” بذلك، يشبه “تباهي” الجندي الرَابض على الحدود أو المُرَابِط على الثُّغور، بِأنّه رفضَ خيانةَ وطنِهِ، ورفَضَ الإغراءاتِ الكبرى للقيام بذلك، وكأنّ موضوعَ “الخيانة” أمْرٌ قابِلٌ للنقاش، وكأنّ رَفْضَ خيانةِ الوطن، أمـْرٌ يَدْعُو للتّفاخُر والاستعراض، أو يستحقّ الثناءَ والتّنويه!!!!!.
– هذا ما كتبه الفلاح الجزائري –
(كان يكفيني موقف واحد لأعرف موقع قدمي، نظام خليجي يعرض مبلغ 2.5 مليون دولار، لوقف انتقاد سياستهم حيال سورية، الأمر الذي لم يُعرض على “الفلّاح” من قبل القيادة السورية لا تلميحاً ولا تصريحاً ليكتب دعماً لها ولمواقفها، كلُّ عاقل هنا يدرك أنّه لا يشتري المواقف بالمال إلّا مَن يشعر بالفقر والحاجة إليها، نظراً لعجزه على كسبها بالحجّة والعقل.
لم أكتب هذه الفقرة يعلم الله للتباهي بمبادئ الكاتب ولا لكشف جانب من واقعه الشخصي الذي يفترض الخصوصية، إنّما للأصدقاء الذين يثقون بنا (تحديداً) ففي الحال التي قُدّم فيه العرض السخي، كان كلّ ما في رصيد الكاتب 20 دولاراً، نحن وغيرنا نتعرض لإغراء لا يقل خطراً على الإنسان من الإرهاب، فالأوّل يقتل الضمير والثاني يقتل الجسد، هذه عيّنة متواضعة من طراز الرجال الذين يقفون الى جانب سورية. )
– إسماعيل القاسمي الحسني.
-4-
[ ماذا تعني: استحالةُ الحَسْم أو الحلّ العسكري؟!! ]
· عندما ستنتصرُ سورّية، قريباً، على العدوان الدولي – الإقليمي – الصهيوني – اﻷعرابي: الإرهابي -الوهّابي – اﻹخونجي، عليها.. فهذا لا يعني، حينئذ: “الحسم العسكري”، بل يعني “الحسم الإستراتيجي”، ﻷنّ استخدامَ الجيش والقوات المسلحة، في مواجهة العدوان الخارجي، وفي مواجهة الإرهاب الداخلي، هو ألف باء القيام بواجب الدولة – أيّ دولة – في الدفاع عن وطنها ومواطنيها.
· ولذلك، فَشِلَ مصطلحُ “الحسم العسكري” – بعد استهلاك مقولة “عدم جواز الحل اﻷمني”!!! -، وبعد فَشَلِ “الحسم العسكري”، نَفْسِه…. وبَعْدَ فشل أطْروحة “وَقْفُ العنْف” التي كانت تهدف، ليس إلى وقـف العنف، بل إلى “انسحاب الجيش والقوى الأمنية، من المدن” لكي تتمكّن قوى الإرهاب والإجرام من السيطرة على هذه المُدُن وعلى الاستفراد بها..
· وأمّا لماذا فَشِلَ “الحَسْم العسكري”؟ فالجواب: ﻷنّ “الحسم العسكري”، كان يعني، لدى المُعـْتَدِين على سورية، أمْرَيْنِ:
أولاً: مَنْعُ الدولة الوطنية السورية، من مواجهة الإرهاب، بالقوة الكفيلة بردعه وهزيمته، تحت ذريعة: عدم جواز الحل العسكري أو استحالة الحل العسكري.
ثانياً: إفساحُ المجال، لمختلف قوى الإرهاب واﻹجرام، للسيطرة ووضع اليد على سورية… وفي حال الفشل في ذلك، يجري تسويق مقولة “استحالة الحسم العسكري”، وإظهارها بأنّها لا تقتصر على العصابات الإرهابية فقط، بل على أنّها تشمل الدولة أيضا.
· فَعلى مَنْ تقرأ مَزَامِيرَكَ يا داؤود؟؟!!!!.
-5-
[ هواء الأصولية، لا تمنعه الحدود ولا القيود ]
· نتمنّى من أولئك المُصُرِّينَ، على تحميل “النّظام السياسي” في سورية، مسؤوليةَ ظاهرة الظلامية التكفيرية التّدميريّة، أو مسؤوليّة ما يُسَمِّيهِ هؤلاء “خَلْقُ البيئة الحاضنة لِلْإرهاب” ، لِأنّ “النظام” – حسب قولهم – أفْسَحَ المجالَ، لِرِجالات ِ الدِّين الإسلاميّ، أنْ يأخذوا راحتهم، وقام ببناء آلاف الجوامع، وبافتتاح آلاف مدارس تحفيظ القرآن، وتسامَحَ مع النشاطات الدينية المتنوعة، عَبْرَ الأربعين عاماً الماضية، على حَدّ قَوْلِ هؤلاء.
· نتمنّى على هؤلاء، أنْ يُفَسّروا لنا، كيف استطاع “خُوّان المسلمين” في تونس، الوصول إلى السلطة، رُغْمَ أنّ كُلّ ما يأخذونه على سورية من مآخذ، في هذا الاتّجاه، لا يوجد شَيْءٌ منه في تونس، منذ أكْثَرَ من خمسين عاماً، حتّى أنّ “الحبيب بورقيبة”، مَنَعَ الصّيام، ومَنَعَ الزّواج بأكثر من واحدة، و”عَلْمَنَ” قانون الأحوال الشخصية.
· والسبب، طبعاً، الذي يجهله، أو يتجاهله، المُنْتَقِدُونَ لِـ “النظام السياسي” في سورية، وَمَنْ يُحَمّلُونَهُ المسؤولية…. هو أنّ المنطقةَ، بِكامِلِها، تُشَكِّلُ حَوْضاً جيوبولوتيكياً وثقافياً وروحياً واحداً، وأنّ أيّة إجراءات معاصِرة، في دولةٍ واحدة فقط، مهما كان نوعها، لن تُجْدِيَ نَفْعاً، لِأنّ الهواء، المتنوّع الألوان والأشكال، لا يستأذن أحداً، ولا يقف عند الحدود، عندما ينتقل من دولة إلى دولة، وأنّ ما هو مَوْجودٌ لدى الجِيران، سوف ينتقل إلى داخل الحدود، مهما كانت الإجراءات والاحتياطات والاحترازات.
-6-
[ بين “قابيل” و”هابيل” ]
· يُصَلّي المؤمن لِربِّهِ، خَمْسَ مَرّاتٍ في اليوم، أو يومياً، أو أسبوعياً، حسْبمَا يَفـْرِضُ عليه، دِينُهُ.. وقَدْ يَعْتَبِرُ أنّه أدّى قِسْطَهُ لِلْعُلَى، وكَفَى.
· ولكنّ المؤمنَ بِوَطَنِهِ والمنذورَ له، يُصَلِّي لِوطنهِ بِالقول والفعل، في كلّ دقيقة وساعةٍ ويوْمٍ وشَهـرٍ ودَهـرٍ، حتّى آخِرَ العُمْرِ، ويَنْذُرُ نَفـسَهُ للدّفاع عن الوطن، بالروح والنّفس، في كُلّ مكانٍ وزَمَان، ويستعدّ لتقديم الغالي والأغلى، ولا ينتظرُ جزاءً ولا شَكُورَا… بل يشكرُ الوطنَ، لِأنّه مَنَحَهُ فُرْصَةَ القيام بالواجب المقدّس في الدّفاع عنه.
· وأمّا تلك الزّواحف المسمومة المُقْرِفة، التي غَدَرَتْ بالوطن، واستمـرَأَتْ نَهْشَهُ والنَّيْلَ من شُرَفائِه، بَعَدَ أنْ باعَتْ نَفْسَها لِنواطيرِ الغاز والكاز، أو لِأسـيادِ هؤلاء النّواطير وراءَ البِحار، فهؤلاء نُسْخةٌ أُخْرَى من “قابيل”، الذي رُغْمَ أنّه – كما تقول الحكاية – قَتَلَ أخَاهُ “هابيل”… فإنّ الحياة استمرّت وأزْهَرَتْ وأيَنَعَتْ وأثـمَرَتْ.
-7-
[ نحن مَنْ يُدافِع عن الحضارة البشرية ]
نحن في سورية “شعباً وجيشاً وأسداً”.. ندافع عن الحياة وعن الحرية، ونقدّم أفواج الشهداء، دفاعاً عن الحياة وعن الحرية… عن حرية وحياة الشعب السوري، وعن حرية وحياة أبناء بلاد الشام، وعن حرية وحياة كلّ عربي من المحيط إلى الخليج، وعن حرية وحياة مئات الملايين من المسلمين القرآنيين المحمّديّين المتنوّرين، وعن حرية وحياة المسيحيين المشرقيّين المتجذّرين في هذه الأرض منذ آلاف السّنين.. ونحن مَنْ يدافع عن الحضارة البشرية ويُضَحّي بِأغـلىَ ما عِنْدَهُ في وجـهِ الهمجيّة الاستعمارية الجديدة وفي وَجْهِ أذنابها وأدواتها الظلامية التكفيرية التدميرية الإقصائية الإلغائية.
-8-
[ البراميل المتفجّرة!!! ]
· يبدو أنّ أعداءَ سورية، يريدون من الجيش العربي السوري، أنْ يرميَ براميلَ مليئةً بباقاتِ الورود والزهور، على قطعان الإرهابيين والمجرمين والمرتزقة.
· وهذا الإصرارُ على تسمية القذائف الصاروخية التي تستهدف الإرهابيين ومقرّاتِهِمْ في سورية، بأنّها (براميل متفجرات) أمرٌ لا يقدّمُ ولا يؤخّر..
· ﻷنّ تسميةَ القذيفة الحربية، بأنّها (برميل) يؤكّد بأنّ الناطقين باسـْمِ هؤلاء الإرهابيين وداعِمِيهِمْ ومُمَوّلِيهِمْ، عاجزون عن التفكير، إلاّ بعقلية (البراميل) النفطية، وبأنّهم مُصَابُون بحالة خاصة من الوهم، ومن عمى البصيرة، بحيث يتراءى لهم، معظمُ ما تراه عيونُهُمْ، بأنّه (برميل)، وذلك لكثرة ما يهجسون بـ(البترو-دولار).
-9-
[ بدايةُ النهايةِ لِـ “الوهّابيّة” ]
لن تنجحَ “الوهّابية السعودية التلمودية” في تنفيذ المخطط الصهيو-أميركي، في إشعالِ حربٍ دموية طاحنة، بين جناحَيْ اﻹسلام من “سنّة وشيعة”، غايتها “صَهْيَنَةُ اﻹسلام” عَبـْرَ وِرَاثةِ “الوهّابية” لِما سيتبقّى من المسلمين “سُنّةً وشيعةً”، بعد الاشتعال الطويل لِتِلْكَ الحَرْبِ التي كان مُخَطّطاً لها أنْ تَدُومَ لعشراتِ السنين.
وسوف تكونُ “الوهّابية السعودية التلمودية” هي الضحيّة اﻷولى لهذا الفشل، الذي دفعت السعوديةُ، عشراتِ مليارات الدولارات، لكي لا تقعَ فيه، ولكن بدون طائل.. وسوف يكونُ أغلبيةُ “المسلمين السنّة” في العالم، هم الذين سيدفعونَ بِـ “الوهابية” إلى مصيرِها المحتوم.
-10-
[ “محميّات إنسانية!!”.. أم محميّات أمنيّة!! ]
· أصحاب هذه المقولة، إذا كانوا حَسَنِي النيّة، فإنّنا ننصحهم بنِسْيانِها، وإضافَتِها إلى المحاولات الفاشلة السابقة لِمَا يسمّى (الممرّات الإنسانية)..
· وأمّا إذا كانوا سيّئي النيّة، فإنّنا نقول لهم: (أَعِيدُوا مَنْ يريد العودة من المهجّرين – وهم الأكثرية – إلى وطنهم السوري.. ولا علاقة لكم، ولا لغيركم، بعد دخولهم الحدود السورية).
· لم نسمحْ سابقاً ولن نسمحَ لاحقاً، بإيجاد أحصنة طروادة جديدة، داخل سورية، تحت أيّ مسمّى (إنساني) يجري تحويله إلى مركز تدريب وتأهيل عسكري بإشراف صهيو-أمريكي-وهّابي، كما هو عليه الحال، في الدّولِ المجاورة لِسوريّة، حالياً.
-11-
[ بين “الكمين” و”الإغارة” ]
· هناك في العِلْم العسكري، ما يُسَمَّى (الإغارة) وما يُسَمَّى (الكمين).
وَمَنْ يتعرّضُ لِـ (كمين) غالباً ما يكون في حالة (هجومية)، فَيَنْصِبُ له العدوّ (كميناً) لاصطياده.
وَمَنْ يتعرّضُ لِلْـ (إغارة) يكون في حالة دفاعيّة.
· ولِأنّ سوريّة، كانت ولا زالت في حالةٍ دفاعيّة مشروعة، فإنّها تعرّضَتْ لسلسلة لا متناهية من الإغارات الوحشية الإرهابية غير المسبوقة في تاريخها، ولكنها استطاعت تحقيقَ صمودٍ أسطوريٍ، غيرِ مَسْبوقٍ أيضاً، بِفَضْلِ تلاحُمِ مُكَوِّنَاتِها البنيويّة الثلاثة (شعب – جيش – أسَدْ)، ولو أنّ أحَدَ هذه المقوّمات الثلاثة، تهاوَى – لا سمح الله – ، أو ضَعُفَ، أو تخلخلَ، لَكَانَ الحالُ غَيْرَ الحال، ولَكَانَتْ كامِلُ بلاد الشام، قَدْ وُضِعَتْ على سكّة التّقْسيم، ولَكانت مخططاتُ المحور الصهيو- أميركي، قَدْ تُرْجِمَتْ على الأَرْضِ، لِيَخْرُجَ العربُ خارجَ التاريخ، إلى مئات السّنين القادمات، إنْ لم يَكُنْ إلى الأبَدْ.
-12-
[ دول أوربّا و”العم سام” انتقلَتْ من استيراد الإرهاب إلى تصديره ]
منذ سَنَواتٍ طويلة، والدولُ الاطلسية تتّهمُ الآخرين بأنّهم يقومون بتصدير “الإرهاب” إلى بلدانها في أوربا وأميركا، وجرى تسويقُ هذه التهمة وتكريسها، كَبديهية لا نقاشَ فيها.
حتى قامت الحربُ العدوانية الصهيو- أطلسية -الوهّابية- اﻹخونجية، على سورية، حينئذ ظهرَتْ مئاتُ البراهين التي أكّدَتْ بأنّ معظمَ الدول الأطلسية، وفي مقدّمتها فرنسا وبريطانيا وأمريكا وبلجيكا وتركيا، باتت مصانعَ لتفريخِ الإرهاب وتصديرِهِ إلى الخارج.
-13-
[ الحرب في سورية وعلى سورية، وكذلك المفاوضات، هي بين طرفين أصيلين ]
وهذان الطرفان الأصيلان هما:
– الدولة الوطنية السورية، و
– المحور الصهيو-أمريكي
– وحتى المحور الوكيل التابع: الوهّابي-اﻹخونجي، هو وأتباعه ومرتزقته ومجرموه ولقطاؤه ومعارضاته، ليسوا أكثر من زواحف رخيصة مسمومة، سوف
تذهب “فرق عملة” في النهاية.
-14-
[ الكيلو: ميشيل ]
· لقد تفوّق (السوري سابقاً، والسعودي حالياً: الكيلو ميشيل) في الانتماءات البهلوانية والمواقف البهلوانية، على أمْهَرِ الرّاقصين في السيرك – رغم بلوغه أرذل العمر – : فقد بدأ العمل مع المخابرات الألمانية، فَالفرنسية، لِيستقرّ – حتى الآن – في أحضان مخابرات اللقيط بندر بن أبيه، السعودية (باعْتبار – بندر – هو راعي الشيوعيين الليبراليين العرب الجُدُدْ!!!).
· وبدأ ولا زال يعتبر نَفْسَهُ، شيوعياً، وأمّا لونه السياسي والأيديولوجي الحالي، فَـ”جائزة” لِكُلّ مَنْ يستطيع معرفة هويّة هذا (الكيلو ميشيل) بعد أنْ طَلىَ نَفـسَهُ بمختلف أنواع الصّباغ والتّلوين.
-15-
[ الظاهرة الحضارية، تُسْتَكْمَلُ بِعدم التنكيل بالمخلصين ]
كَمْ هو أمْرٌ حَضَاريٌ جميلٌ، أن يكونَ هناك وَجْهٌ أُنْثَوِيٌ جميلٌ، وكلامٌ إعلاميٌ جميلٌ – ظهرَ جَلِياً في جنيف -، يُعَبِّرُ عن اﻹعلام السوري الرسمي… بِغَضّ النّظر عن الاختلاف مع المواقف التي تُنْسَبُ لهذه الجهة – إذا كانت صحيحةً – مِنْ حَيْثُ عَدَمُ جَوَازِ التّضْييق على الإعلاميّين، الذين أثْبَتوا عَبـْرَ السنواتِ الماضية، أنّهم سيوفٌ مسنونة، في الدفاع عن الدولة الوطنية السورية “بِشَعـبِها وجَيْشِها وأسَدِ بلاد الشام فيها”.
-16-
[ الحوار الإعلامي مع الزواحف.. عَبَثٌ بعبث ]
أيّ حوار مِنْ أيّ نوعٍ كان، مع بيادق النّاتو، أو مع الزّواحف التّابعة لِمحميّات الغاز والكاز.. ليس عَبَثاً بِعَبَثٍ فقط، بل هو مَضْيَعة للوقت والجهد.
وذلك لِأنَّ السلاح الأهمّ لدى هذه المخلوقات المتعفّنة، هو الدّجَل والرِّياء أوّلاً، والبذاءة وقلّة الأدب ثانياً.
-17-
[ عندما يقول (جون ماكين) ]:
(كلّ مَنْ يعتقد بقُرْبِ رَحِيلِ اﻷسد، سيكونُ مختلاً)
حينئذ، يصبح واضحاً، كم هو حجم المرارة والشعور بالخيبة والفشل، من الدّاعِمْ الأمريكي اﻷكبر، للإرهابيين والمرتزقة في سورية؟؟!!!!.
وتصبحُ هذه الشهادةُ مِنْ أعدى أعداءِ الشعبِ السوري، والذي هو المرشّح الأمريكي السابق للرئاسة (جون ماكين) برهاناً أكيداً، بأنّ كلّ مَنْ يقاتلُ الدولةَ الوطنيةَ السورية، هو مُخْتلُّ العقل.
-18-
[ منذ عدّة أشهر، سألَ دبلوماسيٌ رفيع، من دولة صديقة، أسَدَ بلادِ الشام: الرّئيسَ بشّار الأسد ]:
· ما هي توقّعاتُك من الصديق الرّوسي في جنيف، في حال انعقاده؟.
فأجابَهُ أسَدُ بلاد الشّام:
· نحن مَنْ نُحَدِّدْ نوعَ الموقف الذي سيتّخذه أيُّ صَدِيقٍ أو حليف.. ونحن بالذّات، مَنْ سَيُحَدّد سقفَ مفاوضات جنيف.. انطلاقاً من الميدان، ومن المعادلة النّاجمة عن الميدان، التي سَتَفْرِضُ نَفْسَها على الجميع.