خطاب السيد نصرالله.. استراتيجية للانتصار على الارهاب
موقع قناة المنار:
كعادته أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفي جعبته الكثير من الرؤى السياسية والإستراتيجية سواء على صعيد اعادة تشكيل المنطقة والخطر الصهيوني او خطر الجماعات التكفيرية عليها وعلى العالم.
فمن موقعه كقائد سياسي وميداني لاعظم مقاومة في التاريخ استشرف السيد نصر الله الخطر التكفيري ليس فقط على المقاومة او لبنان فحسب بل على الامة والدين والدول العربية كافة وصولا الى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وبوضوح تام لفت السيد نصرالله الى خطر الإرهاب على العالم ككل، مؤكداً في الوقت ذاته ان الإنتصار على هذه التنظيمات التكفيرية ممكن، وان قتالها هو دفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل.
وان كان خطاب الأمين العام في احتفال القادة الشهداء متصل بخطابه الأخير خلال احتفال تكريم “شهداء القنيطرة”، الا ان ميزة الخطاب الاخير وفق رئيس الصفحة الدولية في صحيفة الأهرام المصرية أسامة الدليل “يعتبر خارطة طريق تؤسس للمرحلة القادمة للمنطقة والعالم، وفيه تحديد لمعالم المواجهة، وقواعد اشتباكها في اطار رؤية استراتيجية تعجز الدول عن وضعها”.
فالسيد نصرالله، يتابع الدليل، “لا يرى الارهاب التكفيري بمعزل عن الأهداف الصهيونية، فهو اعتبر ان هذه التنظيمات لا تعدو كونها سوى وكيل للعدو الاسرائيلي”.
ويشير الدليل في معرض تحليله لخطاب السيد نصرالله الى ان “سماحته ينظر الى عدو (الصهيوني) له أذرعه وله من ينفذ تكتيكاته على الارض، ويفهم من ذلك ان المقاومة الواعية التي لم تفقد بوصلتها ليوم واحد ستتحمل مسؤولياتها القومية في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب”. ويؤكد ان “حزب الله كحركة مقاومة لم تعد ترى ان اسرائيل هي هذا الكيان المحتل للاراضي الفلسطينية لا بل أصبحت إسرائيل موجودة وتتمدد في صورة داعش او النصرة أو انصار الشريعة او غيرها من التنظيمات التكفيرية في المنطقة”.
تحدث السيد نصرالله عن خطر داعش واكد امكانية تحقيق الانتصار على هذه الجماعة والقضاء عليها من منطق القائد السياسي والعسكري صاحب الإنجازات والتجارب وكقائد مقاومة هزمت “إسرائيل”، ودُرست تكتيكاتها وعملياتها في المعاهد العسكرية الغربية لاسيما بعد انتصار تموز 2006، واضعا استراتيجية فائقة الوضوح لكيفية مواجهة هذا المشروع وهزيمته، إنطلاقاً من تجاربه السابقة وانتصاراته.
بنى السيد نصرالله أسس مواجهة الخطر التكفيري انطلاقاً من:
التجربة والخبرة في هذا النوع من الحروب التي تفتقدها بعض الدول التي تدعي محاربة “داعش”.
خوضه الحرب ضد التكفيريين في الميدان وليس من وراء البحار.
الخبرة بالأرض والميدان.
البراعة في الحرب النفسية.
الرؤية الإستراتيجية والثاقبة لخطر داعش وعينها على مكة المكرمة والمدينة المنورة.
نقض استراتيجية التحالف الدولي ضد داعش واعتبارها قاصرة.
العلاقة الوطيدة بين التنظيمات التكفيرية والعدو الاسرائيلي .
وبالرغم من ان حزب الله يواجه الكثير من التحديات والاعباء الداخلية والخارجية التي تستهدف قدراته واهدافه الى ان هذا الخطاب يحمل إصرارا على مواصلة الدور المقاوم بصرف النظر عن ترهات الآخرين، حسبما يؤكد الدليل، الذي يشير الى ان “تعريف الارهاب أصبح مربوطا بمصالح أمريكا والغرب”.
انطلاقا من الخطر التي تشكله هذه الجماعات التكفيرية الإرهابية على المنطقة والعالم والإسلام كدين ورسالة، ولان الإرهاب يعمل لمصلحة الأميركي والصهيوني وهدفه مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل بيت المقدس ويعمل لتفتيت المنطقة، كانت دعوة الأمين العام الى التكاتف والتعاون، محددا سبل المواجهة، من خلال:
اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والاعلامية والميدانية مع هذا الإرهاب دفاعا عن إسلام النبي محمد(ص) وليس دفاعاً عن محور أو طائفة أو مذهب أو نظام أو أقلية.
وقف الدعم الإعلامي والمادي للتنظيمات الإرهابية من قبل الدول والجماعات.
عدم التفريق بين داعش واخواتها من النصرة وغيرها.
المصلحة الإسرائيلية والاميركية من وجود داعش .
تجميد الصراعات بين دول المنطقة والتعاون فيما بينها.
ترك الأحقاد جانباً والاعتراف بالخطر التكفيري.
عدم انتظار اي استراتيجية امريكية او أطلسية.
المبادرة من الشعوب والحكومات الى مواجهة هذا الخطر.
التعاون في حل أزمات المنطقة من سوريا والعراق واليمن والبحرين.
دعوة المنادين بخروج حزب الله من سوريا الى الذهاب معه الى سوريا والعراق.
إنطلاقاً مما سبق ذكره، فان الحروب المتفرقة لا يمكن ان تنتج حلا لاجرام داعش فلا الاردن باستطاعته قتال داعش في العراق ودعم النصرة في سوريا ولا مصر ولا غيرها من الدول تستطيع بهذه الجهود وردة الفعل القضاء على داعش، ويشدد الدليل “على ضرورة ان يكون للعرب والمسلمين معيار واحد للارهاب وفق معيار اسلامي عربي يتصل بمصالح الشعوب وليس وفق ما تراه اميركا”. وبالتالي لا بد من استراتيجية مشتركة وواضحة وصادقة تشارك فيها الشعوب والحكومات والنخب والاعلام.
وبما ان “اللعبة إنتهت، شعوب المنطقة، حكومات المنطقة لن تعود قادرة على احتمال هذا المستوى من الإجرام والوحشية الذي يتم باسم الإسلام وعلى حساب كل شعوب المنطقة”، كما قال السيد نصرالله، فان دعوته ايضا كانت بمستوى هذه الاخطار وعلى قدر التحديات، فبوضوحه وصراحته دعا “الجميع، كل المسلمين إلى أن يدافعوا عن دينهم، العلماء، المراجع، الإعلام، الكتّاب، ليس شرطاً بالسلاح”.
وفي الفهم الإستراتيجي لكلام السيد نصرالله فالمساحة الاستراتيجية للمواجهة مع العدو لم تعد فحسب مزارع شبعا والجولان او الجليل الموضوع اليوم أخذ بعدا جغرافيا اوسع يمتد من السلسلة الشرقية في لبنان الى سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وحيث يمكن أن نواجه هذا الخطر على أمتنا وديننا والعالم بشكل عام.
والدعوة لم تقتصر على فئة دون اخرى فالجميع مدعو للدفاع ولتحمل المسؤولية والخروج من الزواريب الى نادي الكبار.