خطأ إملائي يُكلف بريطانيا 13 مليون دولار ويُدمر شركة عمرها 124 عاما
تسبب خطأ إملائي، بكتابة حرف واحد زائد، في تكبيد الحكومة البريطانية نحو 13 مليون دولار، وفي تدمير شركة ناجحة عٌمرها 124 عاما، تديرها عائلة على مدار خمسة أجيال.
وقضت المحكمة العليا في بريطانيا يوم الأربعاء 28 يناير/كانون الثاني بإن وكالة Companies House الحكومية لتسجيل الشركات، تسببت في انهيار الشركة الهندسية الويلزية الناجحة Taylor & Sons، بعد أن سجلتها بطريق الخطأ، على أنها يجري تصفيتها.
Companies House هي وكالة تعود للحكومة البريطانية، منوط بها تسجيل أو دمج أو تصفية الشركات البريطانية، وتنشر هذه الوكالة البيانات، التي تعد الشركات ملزمة قانونا بالكشف عنها.
وفي هذه الحالة، أضافت الوكالة الحكومية حرف “S” بالخطأ لشركة تجارية تسمى “Taylor and Son”، تمت تصفيتها في عام 2009، ونشرت الوكالة الحكومية الاسم على موقعها بحرف الـ S الزائد ليتحول اسم الشركة إلى Taylor & Sons، كشركة تمت تصفيتها.
وبالطبع تسبب هذا الخطأ البسيط في خسائر حادة للشركة الويلزية Taylor and Sons التي تزاول اعمالها منذ 124 عاما، وحاولت الوكالة جاهدة الإسراع في تصحيح الخطأ بعد بضعة أيام، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، وأعقب نشر هذا الخبر عاصفة قانونية هائلة من القضايا.
وبالطبع رفع “فيليب ديفيدسون”، العضو المنتدب السابق لشركة Taylor and Sons، دعوى قضائية ضد وكالة Companies House لـ “نشر أخبار كاذبة”، اضطرّت الشركة لتسريح 250 فردا من موظفيها.
الغريب أن Companies House رفضت أن تعترف بأية مسؤولية عن الخطأ، وقال محامو Taylor and Sons للمحكمة العليا إن الشركة الويلزية عانت من عواقب مالية “مدمرة” نتيجة لهذا الخطأ الإملائي الكارثي.
وقضت المحكمة العليا إن الوكالة الحكومية هي المسؤولة عن “انهيار” الشركة الويلزية، وطالب ديفيدسون بـ 13 مليون دولار على سبيل التعويض من الحكومة.
هذا ولم تقرر المحكمة بعد القيمة التي سيتم تعويض الشركة بها، إلا أنها أشارت خلال المداولات إن هذا الخطأ الإملائي الكارثي هو الخطأ الوحيد من هذا النوع في تاريخ وكالة Companies House.