خبراء صينيون: احتمال كبير تفويض الكونغرس أوباما لضرب سوريا
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
عقب إعلان الرئيس الامريكي باراك أوباما ليل السبت الماضي قراره شن ضربة عسكرية محدودة على سوريا وطلبه موافقة الكونغرس على ذلك، خفت قليلا حدة الوضع الخطير المتصاعد بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيمائية في سوريا, ولكن شبح الحرب مازال يخيم على البلد الشرق أوسطي .
ويعتقد محللون صينيون أن احتمال نجاح أوباما في الحصول على دعم الكونغرس أكبر من فشله ومستقبل حكومة بشار الأسد لا يبعث على التفاؤل.
وقال لي شاو شيان، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة, في مقابلة هاتفية أجرتها وكالة ((شينخوا)) معه يوم الاثنين, إن هناك احتمال كبير أن يوافق الكونغرس الأمريكي على توجيه الضربة ضد سوريا بعد انتهاء العطلة الصيفية في 9 سبتمبر الجاري، ” لأن السياسيين الأمريكيين يتجلي لديهم دائما الاحساس بأنهم ” منقذو العالم”، مثلما وصف أوباما في خطابه يوم السبت العملية العسكرية ضد سوريا بأنها من أجل حماية العدالة والسلام الدولى”.
في الوقت نفسه, لم يستبعد لي شاو شيان إمكانية رفض الكونغرس الأمريكى لمشروع قرار الضربة العسكرية, معتبرا وجود عنصر تحول في إصرار أوباما على ضرب سوريا رغم تصريحات وزير الخارجية الامريكى جون كيري .
وكان كيرى قال يوم الأحد الماضي لشبكة ((إن بي سي)) إن الرئيس أوباما سيكون له الحق في إصدار الأمر بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا حتى إذا لم يوافق الكونغرس على التفويض.
وقال لي شاو شيان انه إذا رفض الكونغرس منح الإدارة الامريكية تفويض استخدام القوة ضد دمشق ” فسينتهز أوباما هذه الفرصة لنزول السلالم ولن يتمسك بالضربة العسكرية ضد سوريا، وإنما سيلجأ الى أساليب أخرى مثل تسليح المعارضة السورية لفرض المزيد من الضغوط على نظام الأسد” .
واختتم حديثه قائلا : ” على كل حال, لن تغير الولايات المتحدة هدفها بإسقاط نظام الأسد سواء ضربت سوريا عسكريا أم لا .”
وكان البيت الأبيض ارسل إلى الكونغرس مشروع قرار يوم السبت للحصول على تفويض بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحكومة السورية من أجل “ردع وعرقلة ومنع وخفض إمكانية” الاستخدامات المستقبلية للأسلحة الكيميائية أو أية أسلحة دمار شامل أخرى. كما تعهد البيت الأبيض بأن يكون العمل العسكري “محدودا” وألا يتضمن نشر قوات برية على الأرض.
وتقول واشنطن انها تمتلك أدلة على استخدام قوات الحكومة السورية للأسلحة الكيمائية في هجوم وقع يوم 21 أغسطس الماضي في ضواحي العاصمة السورية دمشق، أودى بحياة ما لا يقل عن 1429 شخصا، بينها 426 طفلا. لكن الحكومة السورية نفت هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.
ومن جهة أخرى , نقلت صحيفة ((جيش التحرير)) الصينية الرسمية يوم الاثنين عن الأستاذ جين تشان رون , نائب رئيس معهد العلاقات الدولية التابع لجامعة الشعب الصينية، قوله إن إحالة مشروع الضربة العسكرية ضد سوريا الى الكونغرس يستهدف الى حد كبير تجنب الضغوط السياسية محليا ودوليا، لكن شن الإدارة الأمريكية للهجوم على سوريا هو أمر حتمي ولا يمكن منعه .
وأضاف ” ستظهر الولايات المتحدة فكرة الهيمنة وسياسة القوة مرة أخرى من خلال القيام بعمليات عسكرية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي , الأمر الذى يدخل الوضع السورى الى حلقة أسوأ واضطرابات أشد يمتد تأثيرها الى منطقة الشرق الأوسط بأكملها.”
ومن جانبه, قال الخبير الصينى بشؤون الشرق الأوسط السفير السابق لدى إيران هوا لي مينغ في تصريحات لوسائل الإعلام الصينية يوم الاثنين انه “في الحقيقة الأزمة السورية ستتم تسويتها على طاولة المفاوضات من خلال السبل السياسية، سواء شنت الولايات المتحدة الهجوم العسكري على سوريا أم لا”.
وأضاف “ربما تحتفظ الولايات المتحدة بأوراق أكثر في يديها بعد الضربة العسكرية المتوقعة على سوريا، وتستطيع الحصول على مصالح أكبر على طاولة التفاوض، الأمر الذي قد يدفع إجراء المفاوضات السياسية في المرحلة المقبلة”.
وأكد هوا لي منيغ مجددا أن” القضية السورية لا يمكن حلها في ساحة المعارك بل على طاولة التفاوض”، مؤكدا ضرورة وقف التدخل الخارجى في الشؤون السورية وجعل السوريين يحلون مشاكلهم بأنفسهم .