خبراء أمريكيون يعلقون على تصريحات بن سلمان حول اليمن
اعترف ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أن الحرب التي تقودها بلاده مع مجموعة دول على اليمن لا علاقة لها بكل الذرائع التي تم تسويقها كمبرر للعدوان، مؤكداً أنها حرب سعودية ولأهداف سعودية بحتة.
وقال بن سلمان في حوار أجرته معه الخميس وكالة (رويترز) الدولية: “حرب المملكة في اليمن ستستمر لمنع حركة الحوثي المسلحة من التحول إلى جماعة حزب الله أخرى على الحدود الجنوبية للسعودية”، دون أن يشير إلى ما يسمونها (دعم إعادة الشرعية).
وأضاف في رد على سؤال حول نهاية الحرب، أم أنها حرب مفتوحة: “سنستمر إلى أن نتأكد أنه لن يتكرر هناك حزب الله في جنوب المملكة، لأن اليمن أشد خطورة من لبنان، كون اليمن تطل على مضيق باب المندب”.
إلى ذلك، كشف خبراء أمريكيون المغزى من وراء ربط بن سلمان للحرب واستمرارها بمزاعم “النفوذ الإيراني في حدود بلاده الجنوبية”، وكذلك “تضخيم المخاوف لدى الغربيين من الخطر على الشحن التجاري” وذلك باستدعائه “مضيق باب المندب” ودفعهم للتفكير بأن هناك سبباً مشروعاً للحرب التي تشن على اليمن.
مؤكدين أنها “كذبة” لكن نظام بن سلمان يميل إليها الآن بشكل أكبر لأن هناك رقابة دولية متزايدة على سير الحرب ومعارضة متزايدة لها في الكونغرس الأمريكي.
وقال مايكل هورتن، كبير خبراء مؤسسة (جيمس تاون) الاستخباراتية الأمريكية: المقارنة بين حزب الله والحوثيين أمر سياسي ولكنه خالٍ من الواقع.
وأضاف في تصريح لصحيفة “اليمن اليوم” عبر البريد الإلكتروني: “من المفارقات بهذا الخصوص أن الحرب السعودية في اليمن وسياسة الرياض قد تدفع الحوثيين فعلاً إلى أن يصبحوا أشبه بحزب الله”.
وفي السياق قال بروس ريدل، مستشار سابق لأربعة رؤساء أمريكيين ومدير معهد (بروكينغز) الاستخباراتي الأمريكي: من المؤسف أن يتعهد الأمير محمد بن سلمان بمواصلة الحرب في اليمن، ولا يبحث عن مخرج سياسي.
وأضاف في تصريح لـ”اليمن اليوم” عبر البريد الإلكتروني: واضح أن هذه المأساة ليس لها نهاية في الأفق.
الدكتور كريستيان اولريكسن، الخبير الأمريكي في الشؤون الخليجية، وأكاديمي في معهد بيكر وزميل مشارك في معهد تشاثام هاوس الأمريكي قال في تصريح لوكالة “خبر”، إن محمد بن سلمان خلال الاسبوع الماضي لعب على اوتار الجمهور الدولي، في وصف الصراع في اليمن، لضمان استمرار دعم ادارة ترامب، وضمان استمرار الدعم الامريكي لحربه في اليمن.
واضاف الدكتور كريستيان ان بن سلمان اختار تلك المصطلحات في وصف الحرب في اليمن لضمان ان الرئيس ترامب سوف يستمع اليه.
كريستيان اولريكسن
دانيال لاريسون، كبير محرري صحيفة (أميركان كونزرفيتف) من جهته قال في رده على محرر “اليمن اليوم” عبر البريد الإلكتروني: أشكرك كل الشكر أخي فارس سعيد، على سؤالك، وسأسمح لك الاقتباس من مقال لي كتبته بهذا الخصوص وسينشر في صحيفة (أميركان كونززفيتف) بعنوان (وهم بن سلمان والحرب على اليمن) وجاء فيه:
“إن سخافة ولي العهد محمد بن سلمان وموقفه من الحرب على اليمن هو أنه كلما طال قيام السعوديين وحلفائهم بتدمير وتجويع وقتل اليمنيين، فمن الأرجح أن يتحول الحوثيون إلى وكلاء إيرانيين تدّعي الرياض خوفها منهم. وهي لا تمانع بالاستمرار في حرب شنيعة لا يمكن أن تنتصر فيها”.
وأضاف: إلى جانب ذلك، لم يكن هناك أي خطر على الشحن التجاري، لذلك فمن السخافة أن يقول الأمير إن الحرب لها علاقة بحماية التجارة الدولية. بن سلمان يصرح بذلك لتخويف الغربيين ودفعهم للتفكير في أن هناك سببا مشروعا للحرب التي تشن على اليمن، ولكن هذا ليس صحيحا. إن سمعة بن سلمان متعلقة بالحرب لذلك عليه أن يواصل التظاهر بأن الحرب تستحق الاستمرار أو الاعتراف بأنه ووالده ارتكبا أسوأ خطأ في حياتهما، ولكي نكون واضحين، فإن الحوثيين لم يكونوا وكلاء لإيران قبل التدخل، ولا حتى الآن.
وتابع: الادعاء الواهم بأن الهجوم على اليمن كان يهدف إلى معارضة النفوذ الإيراني كذبة لتوفير غطاء سياسي لحرب يتعذر الدفاع عنها. ويميل نظام بن سلمان بشكل أكبر إلى هذه الكذبة الآن لأن هناك رقابة دولية متزايدة على سير الحرب ومعارضة متزايدة لها في الكونغرس. ومن المهم أن يدرك أعضاء الكونغرس هذه الادعاءات الكاذبة ويدركوا أنه ليس هناك سبب وجيه لمواصلة دعم الحرب التي تقودها السعودية بدعم أمريكي كبير.
دانيال لاريسون
واختتم مقاله قائلاً: للأسف، تنتهي المقابلة مع السؤالين الأخيرين المذكورين أعلاه، لذلك لا توجد أسئلة للمتابعة من شأنها أن تجبر بن سلمان على مناقشة الآثار الإنسانية المدمرة للحصار الذي تقوده السعودية. وكان من الأحسن لرويترز مواجهة بن سلمان بالتكاليف البشرية المذهلة للحرب التي شنها منذ عامين ونصف العام ومسؤولية التحالف عن التسبب بالجوع والمرض على نطاق واسع. ومهما كانت المبررات الزائفة للحرب التي قد يقدمها، فلا يوجد ما يقوله من شأنه أن يبرر ما تم القيام به للسكان المدنيين في اليمن من قتل وتجويع وتدمير.
من جهته أكد العميد يحيى محمد عبدالله صالح عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام “المكتب السياسي”، رئيس جمعية كنعان لفلسطين وملتقى الرقي والتقدم، أن السعودية غالطت العالم بحربها على اليمن حول إعادة الشرعية لها، بينما فضح تصريح بن سلمان أطماع السعودية تجاه اليمن للسيطرة على باب المندب وممرات التجارة العالمية.
وأكد أن العدوان ليس على “أنصار الله” بل على الشعب اليمني وعلى المنشآت والبنية التحتية اليمنية التي لا يملكها “أنصار الله”، بل يمتلكها الشعب اليمني.
وأوضح يحيى صالح أن العنوان الرئيسي للحرب على اليمن شبيه تماماً بعنوان حرب إسرائيل على لبنان وهو من أجل الهيمنة، وأشار إلى أن باب المندب لا يمكن أن يتم إغلاقه من أي طرف لارتباطه بالتجارة العالمية.
من جانبها، قالت الصحفية اليمنية والحائزة على جائزة حرية الصحافة الدولية من قبل منظمة لجنة حماية الصحافيين في نيويورك، أفراح ناصر، في تصريح لوكالة “خبر”، “يبدو أن ولي العهد يستقي معلوماته من مصادر تكون بعيدة عن الواقع اليمني، بل أفظع من ذلك هو أن القيادة السعودية لاترى أنها من خلال هذا الخطاب تعمل على تعزيز سمعة إيران بأن لها الغلبة في المنطقة على حساب مصلحة القيادة السعودية نفسها بأن تثبت أن لها الهيمنة في المنطقة”.
وأضافت ان ترديد مفردات كـ”حزب الله” و “إيران” في اليمن مثال حي بأن ولي العهد يستخف بمن هم أهم أطراف النزاع المحليين (تحالف الرئيس السابق صالح وجماعة الحوثيين). مشيرة في الوقت ذاته بأن على ولي العهد العمل على الإعتراف بمن له القوة على الأرض وأن لا يختبئ خلف أسماء، ترديدها يمثل دعاية قوية وغير مكلفة لخصم قيادته.
وكانت الصحافة السعودية الرسمية أماطت اللثام مؤخراً ولأول مرة عن الهدف الحقيقي من الحرب على اليمن، حيث نشرت صحيفة (عكاظ) تقريراً بعنوان “مشروع القرن السعودي.. قناة تربط الخليج ببحر العرب.. بديلاً عن (هرمز)”، وهذا ما تسعى المملكة لتحقيقه، قناة نفطية عبر بحر العرب وخليج عدن، دون المرور بمضيق هرمز الذي يجعلها تحت السيطرة الإيرانية.