خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الرابعة والأربعون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ جزى اللهُ الشدائدَ كُلَّ خَيْرٍ عَرَفْتُ بها، عَدُوِّي مِن صديقي ]
-1-
[ جــوهر ما يــجـري فـي ســـوريــة]
(1) إنها حرب ضروس بين (الإسلام المحمّــدي المتنوّر المنفتّـح المتمدّن المتحضّـر المستقلّ) والمُهَـيَّــأْ للدفاع عن المواطنين العرب في كلّ الأرض العربية، وعن أتباع الدين الإسلامي، بل وعن أتباع المسيحية المشرقية المتجذّرة في الربوع العربية… وبين (التأسلم الوهّــابي-الإخونجي– الإرهابي-الظلامي- الإستحواذي- الإقصائي- الإلغائي- الدموي) المنخرط في (أجندة أعداء العرب والإسلام) الهادفة لاستعبادهم….
(2) إنّه صراع محموم بين النهج العروبي العلماني المستقلّ المقاوِم التحرري التقدّمي… وبين النهج الأعرابي الغيبي التابع الخانع المستسلم الرجعي.
(3) وهو صراع سياسي ودبلوماسي دولي هائل، بين استماتة المحور الصهيو-أمريكي، لإبقاء عهد (القطبية الأمريكية الواحدة) الذي قام بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والمنظومة الشيوعية عام (1990).. وبين ترجمة موازين القوى العالمية الجديدة، لنفسها، في اصطفاف جديد، يعيد العالم من عهد (القطبية الأحادية) التي تعيث حروباً وفساداً في جَـنَـبات شعوب الكرة الأرضية، إلى عهد (القطبية المتعددة) بدلاً من العودة إلى (القطبية الثنائية) السابقة (الأمريكية – السوفياتية).. والقطبية المتعددة ترجمت نفسها، باصطفاف روسي-صيني-إيراني، فَـرَضَ نفسه على المحور الصهيو-أمريكي، وأجبره على التراجع عن استمراره في عسكرة العالم و فَـرْض هيمنته عليه بالحروب والجيوش، إلى ميدان آخر هو ميدان السياسة والدبلوماسية.
(4) ويبقى صمود – أو عدم صمود- الدولة الوطنية السورية (شعباً وجيشاً وقائداً) هو الذي سيقرّر من هي الجهة التي ستنتصر في هذه الحرب وفي هذا الصراع…
ولسوء حظّ المحور الصهيو- أمريكي وأذنابه الأعراب والمتأسلمين.. فإنّ سورية، وبالتضحيات الجُـلّـى التي قدّمها شعبها وجيشها، وبالحنكة والصلابة الأسطورية التي تحلَّـى بها قائدها (الرئيس بشّار الأسد) وضعت المشروع الاستعماري الجديد على طريق الهزيمة، وسوف يكون المستقبل هو مستقبل الشعوب، وليس مستقبل أعداء الشعوب.
-2-
[ التذاكي الغبي لـ: “إتلاف الدوحة” ]
معارضة “إتلاف الدوحة” فشلت فشلاً ذريعاً، في الحصول على شيء، عبر أذرعها الإرهابية الظلامية الدموية، اللهم إلّا المزيد من سفك دماء السوريين، والمزيد من دمار منشآتهم وخراب بيوتهم، والمزيد من إفقارهم، والمزيد من فقدان الأمن والأمان في ربوعهم، والمزيد من تشريدهم…. ومع ذلك، تركب “معارضة إتلاف حمد” رأسها، وتريد أن تحدد، سلفاً ومسبقاً، نتائج الحوار!!! بل وتريد أن تحدد، مَن سيفاوضها، ومَن لا يحق له، أن يفاوضها، من الدولة السورية!!!!! وهذا يعني، فشلاً آخر، لها، في “الحوار” . لم تكتف بفشلها الذريع، في تحقيق ما تريد، عبر التدمير والدمار – وبالأدق ما يُراد لها، أن تريده، عبر إملاءات مفبّركيها ومصنّعيها، في الخارج – بل تحكم على نفسها، بالفشل، سلفاً، في “الحوار” وهذه سابقة، لم يحدث مِثْلُها في التاريخ… والمفارقة العجيبة، عندما تتحدّث بيادق هذا الـ:”إتلاف” عن رفضها محاورة مَن تقول عنهم، أنّ “أياديهم تلطخت بالدماء” مع أنّ الحقيقة الساطعة، تؤكد أنّ هؤلاء، هم الذين تلطخت أياديهم بدماء السوريين، عندما راهنوا على إجبار الدولة السورية، بالقوة وبالنار، وعبر القتل والدمار، لتحقيق ما يريدون، ثم يتفاصحون بالتحدّث عن أنّ “الشعب السوري يريد ذلك” (١): متى فوّضكم، الشعب السوري، بالتحدث باسمه، أو بتمثيله؟.
(٢): هل صارت الحكومات الأمريكية والفرنسية والسلجوقية والغازية والنفطية، التي اخترعتكم ونصّبتكم، هي الممثلة للشعب السوري، وهي التي تحدد، مَن الذي يمثّل أو لا يمثّل الشعب السوري؟.
(٣): هل انخراطكم في مشروع تدمير سورية، عبر تأمين الواجهة السياسية، للعصابات الإرهابية المسلّحة، يمنحكم ذرّة واحدة، من الحق في الادّعاء، بتمثيل الشعب السوري؟.
(٤): هل تجهلون، أنّ الشعب السوري- بأغلبيته الساحقة – يعتبركم مجرمين وقتلة وعملاء ومرتزقة، بعد أن وضعتم أنفسكم، في خدمة أصدقاء إسرائيل وأعداء الشعب السوري”الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء الشعب السوري”؟.
(٥): هل تتوهمون أنّ فشلكم وفشل أسيادكم الذريع، على الأرض وفي ساحات الوغى، يمكن أن توظّفوه وتثمّروه، على طاولة الحوار، لفرض الشروط، أو يمكن أن يخوّلكم ويمنحكم، حق فرض الشروط، قبل الحوار؟.. إذا كنتم تتوهمون ذلك – ويبدو أنكم كذلك – فهذا يعني أنكم لا تتمتعون بالقدرة على إدراك ألف باء السياسة، ويعني أنكم، أنتم المنفصلون تماماً، عن الواقع، عندما تجعلون من أوهامكم ومن أطماعكم ومن فشلكم الذريع في كل الميادين – اللهم ما عدا تخريب الوطن، الذي تتهمون الدولة به – عندما تجعلون من ذلك، قاعدة انطلاق لكم، للوثوب إلى طاولة الحوار!!!!. والسؤال: هل هناك سابقة في التاريخ، يصرّ فيها المهزوم، على فرض شروطه؟؟!! وهل إنكاركم، لهزيمتكم، يمكن أن يجعل منها انتصارا لكم؟؟!!. إنكم مهزومون، مهزومون، مهزومون، بل المهزومون الذين باعوا أنفسهم للشيطان، وباعوا أنفسهم لجميع أعداء الشعب السوري، في مختلف أرجاء المعمورة؟؟!!. وبعد ذلك، لا تجدون غضاضة، في التحذلق بالحديث، عن “الشعب السوري” و”عمّن تلطخت أياديهم، بدماء الشعب السوري”؟؟!!. أنتم يا “إتلاف حمد” بالجملة، وبالمفرق، مَن تلطّخت أياديهم ورؤوسهم وقلوبهم وعقولهم وجيوبهم، بدماء عشرات آلاف السوريين، وأنتم، أنتم، مَن تراهنون على أعداء سورية، التاريخيين والجدد، لكي تحققوا ما فشلتم في تحقيقه، بالحديد والنار؟؟!!.كفاكم أوهاماً مريضة مسمومة ملغومة، حول القدرة، على أن تفرضوا بـ:”الابتزاز” أو بـ:”المكابرة” أو حتى عبر”الحوار”، ما فشل في تحقيقه، أسيادكم ومشغّلوكم ومموّلوكم، من دول الاستعمار القديم والجديد، عبر العامين الماضيين!!!!. إن كنتم تريدون، فرض شروط مسبقة، فهذا شأنكم… فقافلة الوطن، ستسير، رغماً عنكم، ولن ينتظركم الوطن، مهما طالت واتّسعت مراهناتكم وإصراركم، على الإمعان في تدمير وتهديم الوطن، وفي محاولات إعطاء أنفسكم، أحجاماً منفوخة ومتورمة، لا وجود لها، إلّا في أذهانكم المريضة والمتسرطنة، وفي “أجندات” أسيادكم ومموّليكم، من أعداء سورية وأصدقاء إسرائيل، ممن تعتبرونهم “أصدقاء الشعب السوري”!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
-3-
كم نحن بحاجة، في الدولة الوطنية السورية، من عضويين وبنيويين، ومن أنصار ومؤيدين، ومن متعاطفين ومتناغمين… بحاجة إلى مقاربة ذكية، في التعامل مع الآخرين، وفي تقييم مواقفهم، من الحرب الكونية الاستعمارية الإرهابية، على سورية… وبحاجة إلى تفهّم واستيعاب المختلفين معنا، في الرأي، وعدم مطالبتهم، بأن تكون مواقفهم، متطابقة مع مواقفنا، وعدم اتّهامهم، بأنّهم معادون لسورية، إذا لم تتطابق مواقفهم معنا… وبحاجة إلى التوقّف عن اعتبار أنفسنا، مسطرة، تُقاس عليها مواقف الآخرين، وعن قذفهم، بمختلف التّهم، إذا جاءت مقاييسهم، مخالفة لمسطرتنا… وبحاجة إلى التوقّف عن توزيع وقذف التّهم، يميناً وشمالاً، لمَن لا يكون على مزاجنا، أو على هوانا… وبحاجة إلى العمل على جذب الآخرين، أو مَن يمكن جذبه من الآخرين، وليس إلى استعدائهم و(تطفيشهم)… وبحاجة إلى التوقّف عن النبش و(البحبشة) في ماضي مَن يقفون، الآن، مع سورية، لأن الدخول من هذه البوّابة، يؤدّي إلى الانزلاق، إلى ما لا تحمد عقباه (لأن مَن كان منكم، بلا خطيئة، فليرمها بحجر: كما قال السيد المسيح) ولأن ماضي البعض، المؤيد للدولة الوطنية السورية، عندما كان جزءاً عضوياً منها، أو عندما كان يسيد ويميد، بفضلها، لم يحصّنه ولم يردعه، من الانخراط في طابور الخيانة الوطنية، وفي الإذعان للمخطط الاستعماري الجديد، ضد سورية… ونحن بحاجة إلى التوقف عن التشكيك بمواقف الآخرين، من المختلفين معنا، من جهة، ولكنهم واقفون، معنا، في الوقت ذاته، من جهة أخرى، بمعنى: هم من الواقفين معنا، استراتيجياً، والمختلفين معنا، تكتيكياً، مهما كانت أسبابهم ومهما كانت مقاصدهم، طالما أنّهم يرفضون الانخراط في المخططات المعادية السورية… ونحن بحاجة، أن نتوقف عن محاولات فرض الوصاية على الآخرين، عبر تحديد الصيغة المناسبة، أو القالب المناسب، الذي نرتئيه، لتحديد وتقييم مواقف الآخرين من سورية، وأن نصل إلى قناعة نهائية، بحق الآخرين، في تأييد الدولة الوطنية السورية، بطريقتهم، وليس بطريقتنا، وبالصيغة التي يرونها مناسبة لهم، وليس بالصيغة التي نراها، نحن، مناسبة لهم… ونحن بحاجة للتوقف عن توزيع شهادات حسن السلوك، أو سوء السلوك، للآخرين، وأن نستعيض عن ذلك، بتقويم أنفسنا وتصحيح أخطائنا، وبمضاعفة جهودنا وعملنا، كُلٌ في ساحة عمله وفي ميادين نشاطه… وبحاجة لأن تتكون لدينا قناعة، بأننا -ونحن في ساحة الحرب، الآن، كل من موقعه – ليس (المهمّ) هو ماضي الآخرين، إيجابياً كان أم سلبياً، بل المهم، الآن، هو حاضر الآخرين ومواقفهم الحالية، من الحرب العدوانية على سورية، لا بل وأضيف إلى ذلك، بأنه ليس المهم، ماذا ستكون، عليه، مواقف الآخرين في المستقبل، سلبية كانت أم إيجابية، بقدر ما أنّ المهم هو موقفهم الحالي……. وعندما نقوم بذلك، فإنني على ثقة، بأنّ الآلاف ممن ابتعدوا عن اتخاذ المواقف الصحيحة، في الأزمة السورية، سوف يعودون إلى جادة الصواب، بسرعة البرق.
-4-
منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، بخمس سنوات (في “٢٢” شباط عام “١٩٥٨”) عندما جرى توقيع ميثاق الوحدة السورية-المصرية، بين الرئيس الخالد “جمال عبد الناصر” والرئيس “شكري القوتلي” قال الرئيس القوتلي، للرئيس عبد الناصر: (مبروك عليك، خمسة ملايين سوري: نصفهم سياسيون، وربعهم يعتقدون، أنهم أنبياء، والربع الأخير، يظنون أنفسهم، آلهة) فأجابه عبد الناصر، ممازحاً: (لماذا لم تقل لي ذلك، قبل التوقيع؟).. إذا كان هذا هو واقع الشعب السوري، قبل أكثر من نصف قرن، فكيف سيكون حاله، الآن، ونحن في عصر، تحوّل فيه العالم، إلى قرية واحدة؟؟!!. إنّ ثلاثة أرباع الشعب السوري، لا زال على حاله، من حيث التشبيه الذي شبّهه به، الرئيس القوتلي، وأمّا الربع الأخير، ممّن توهّموا أنفسهم بأنهم آلهة، لا يقبلون أن يناقشهم أحد، وأنّ ما يقولوه، هو كلام منزل، لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه، فقد توزع هذا (الربع) بين تيارات إلغائية إقصائية، وتيارات ظلامية تكفيرية، وتيارات دموية إرهابية تدميرية، تشترك جميعها – رغم التنافس والصراع في ما بينها – في الانخراط، في مشاريع استعمارية جديدة، وفي استخدام الدين الإسلامي، جسراً للوصول إلى السلطة، وستارة لتغطية انحرافها عن النهج الوطني والقومي، وفي إذعانها، للمخططات الدولية والإقليمية. ولقد كانت، ولا زالت، هذه التيارات، تتبع النهج الالتحاقي التبعي الإذعاني، في مواجهة التيارات الوطنية والقومية، المستقلة والتحرّرية، وقاعدتها تتألف من (الوهابية) و(الإخوان المسلمون) وأُضِيف إليهم: (اللبراليون الجدد: أصحاب التمويل الأجنبي، المصرّون على التبرّقع، بشعارات: الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان)، وقد تآزرت، مختلف هذه التيارات، لتجعل من نفسها، الذراع التنفيذي، العسكري والسياسي، للحرب الدولية الصهيو- أمريكية، على سورية.. ورغم ذلك، استطاعت الدولة الوطنية السورية، كسر العمود الفقري، لهذا الذراع، والصمود الأسطوري في هذه الحرب، ووضع المخطط الصهيو- أمريكي للاستيلاء الكامل على الوطن العربي، على طريق الهزيمة.
-5-
[ بدلاً من استخدام تعبير أو مصطلح “التحوّل الديمقراطي” شاع مصطلح “برنار هنري ليفي” : “الانتقال السياسي” الذي يعزّز مناخات القتال وإدامة العنف ]
(المفكر والكاتب المبدع: د. موفق محادين)
هل ترون، كيف استطاع (المتفلسف الصهيوني اليهودي التلمودي الفرنسي: برنار هنري ليفي: المرشد الروحي لـ: “ثورات الناتو العربية”) أن يتحكم، حتى بالمفردات والصياغات المطلوبة، لتحديد الطريق والكيفية، التي يجب أن تكون عليها “ثورات الناتو العربية”؟؟!!.. أليس هذا برهاناً أكيداً، على أنها “ثورات مضادة” للشعوب العربية وللحقوق العربية؟؟!!. واستطاع أصحاب هذه الثورات المضادة، بكلمتين فقط، هما (انتقال السلطة) بدلاً من (الإصلاح والتعمير والديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية، والتطوير الاقتصادي) أن يأخذوا هذه (الثورات) المزيّفة والمزوّرة، إلى حيث يريدون، إلى درجة، جعلت منها، المعارضات السورية – أي من هاتين الكلمتين – إيقونة مقدّسة، بل وقرآناً وإنجيلاً، يكفّرون، كل من لا يأخذ بهما ويعمل عليهما ؟؟!.
كم يذكّرنا، هذا المصطلح الخبيث، بمصطلح آخر، ورد منذ أكثر من أربعين عاماً، في القرار(٢٤٢) عندما جرى حذف حرفين، فقط، من ذلك القرار، وهما: (الـ) بحيث أصبح القرار( الانسحاب من أراض محتلة) بدلاً من (الانسحاب من الأراضي المحتلة) ومنذ أكثر من أربعين عاماً، وحتى الآن، لا زالت تلك الإشكالية التي خلقها، شطب هذين الحرفين، قائمة، لا بل تزداد صعوبةً وتعقيداً…. ويبدو أنّ أصحاب مصطلح (الانتقال السياسي) أرادوا إدخال العرب – وخاصة سورية – في حرب داحس والغبراء، جديدة، تدوم أيضاً، أكثر من أربعين عاماً أخرى، يجري الاحتراب والخلاف فيها، حول مصطلح (انتقال السلطة)… لا بل قامت معظم المعارضات السورية الخارجية، وبعض الداخلية، وبحماسة شديدة، بتبنّي هذا المصطلح، بحيث جعلت من نفسها، الأداة المطلوبة، للمشروع الصهيو- أميركي، من أجل تحقيق أهدافه المنشودة، وتنفيذ أغراضه الملغومة.
-6-
خِرِّيجُو أقبية الـ:(mi6)، وأبنية الـ:( CIA)، ودهاليز وزارة الخارجية الأميركية، وسراديب البنتاغون، ودكاكين منظمات التمويل الأجنبي، الأمريكية والأوربية، صاروا، الآن، هم دعاة (الثورات والانتفاضات الربيعية)، بعد أن كانوا، دعاة (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان)!!!.. ألا يكفي، هذا، للتأكّد واليقين، بأنّ هذه (الثورات والانتفاضات والربيعات) الطارئة علينا، ملغومة ومسمومة، تماماً، كما كانت شعارات (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان) التي رفعتها، قوى الاستعمار الجديد، عبر أدواتها وأذنابها المذكورة، في ربوع العالم الثالث، من أجل سحق الباحثين الحقيقيين، عن الحرية والديمقراطية والكفاية والكرامة، والطامحين للحصول على حقوق الإنسان… مع أنّ قوى الاستعمار الجديد، لا تقبل بمنح، شعوب العالم الثالث، حتى (حقوق الحيوان)، إلّا إذا كان (حيواناً) مدجّناً ومروّضاً ومطواعاً، وقابلاً بالاستعباد والاستغلال، تحت رايات (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان)!!!!. والسؤال الجدير بالطرح: متى أصبحت مستحاثات (الوهّابية) وجاهليو (الإخوان المسلمين) داعمين للثورة والحرية وحقوق الشعوب والإنسان؟؟!!. ومتى أصبح عَبَدَةُ الدرهم والدينار واليورو والدولار، أبطالاً للثورات والانتفاضات؟؟!!. لقد أصبحوا -كذلك- بحكم تصنيعهم وفبركتهم، كأدوات صهيو- أميركية، لـ:(ثورات مضادة) اتفقوا على تسميتها (ربيعاً) تضع يدها، على الشعوب العربية والثروات العربية والحاضر العربي، لتصنيع مستقبل مظلم، للأمة العربية، تخرج فيه من التاريخ، وتعود فيه، ألف سنة، إلى الوراء، تحت شعارات (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان).
-7-
• يأتيك بَيْدَقٌ ليقول (الشعب السوري يُدَمَّر يومياً، والعالَم ساكت!!!) و حبّذا، لو سَكَتَ هذا البيدق أو قال، بأنّ العالَم الذي يقول عنه، بأنّــه ساكت، هو العالَم ذاته الذي يذبح الشعب السوري والدولة والجيش، عبر أدواته الإرهابية، وبدعم مباشر على مختلف الصعد.. وهذا العالَم هو العالَم الصهيو- أمريكي وأتباعه الأوربيون (الذين يسمّونهم: المجتمع الدولي) ومعهم أذنابهم النفطيون وبيادقهم الوهّابيون والإخونجيون.
• ماذا يُسَمّى مَن كرّسوا أنفسهم – من داخل سورية وخارجها- للتماهي مع (الأجندة الصهيو- أمريكية) عبر انخراطهم في مشروع تدمير سورية، من خلال دفاعهم عن كلّ، أو عن معظم، مَن مضى عليهم حوالي عامين، وهم يدمّرون سورية، مقدّراتٍ وبشراً، واستماتوا لإظهار تنفيذ المخطط الاستعماري على الأرض السورية، بأنه عملية داخلية فقط، تشكّل ثورة غير مسبوقة!!!.
لن أسمّيهم: فاسمهم معروف.
• هل تعلم، لماذا تكالبت (بيادق المارينز) و (مرتزقة بلاك ووتر) و (معارضات الناتو) على اتّهام الدولة السورية، بالطائفية والمذهبية؟.. لقد تكالبت على ذلك، لأنّ إشعال وتأجيج الغرائز الطائفية والمذهبية، هو السلاح الأهمّ لمعارضات الناتو ومرتزقتها، و هوعتادها وعُدّتُها الأقوى، وهو ماكانت تراهن عليه، من أجل إدخال سورية في حرب أهلية.. ولذلك استماتت من أجل إلصاق هذه التهمة، بالدولة السورية:
(1) لكي تصبّ الزيت على نار الفتنة، بعد محاولة إشعالها.
(2) لكي تبرّئ نفسها من تلك الجريمة الموصوفة.
(3) لكي تبخس وتقلّل من الحجم الهائل لتضحيات دماء الشعب السوري والجيش السوري، التي سالت من أجل منع الفتنة والحرب الأهلية..
(4) كما تهافتت تلك المعارضات، مرّة إثر مرّة، لاستدراج واستجرار ودَفْــع وجَــرّ سورية إلى تلك الفتنة، بمختلف السبل الممكنة لديها، لقناعتها أنها السبيل الوحيد أمامها، لإسقاط الدولة السورية، في حضن أسياد مشغلّيها في المشروع الصهيو- أمريكي.
وعندما فشلوا في ذلك، قررّوا رفع عقيرتهم بالمطالبة بــ(تغيير النظام) تغييراً كاملاً، عبر (المفاوضات!!) لإدراك هؤلاء- أو لجهلهم، لا فَرْق- بأنّ حجومهم الحقيقية، أكثر من متواضعة، وهم مفلسون شعبياً، وإن كانوا يطمعون بأن يحصلوا على شيءٍ ما (بِفَضْلِ الخراب والدمار الذي قام ويقوم به الإرهابيون والمرتزقة!!) ولذلك لا يرون غضَاضة في التحدّث باسم (الشعب) مع أن معظم هؤلاء المتحدّثين، لا يمثّل حتى زوجته أو ابنه، وبالكاد يمثّل نفسه، ومع ذلك تسمعه وهو يصرخ على الشاشات (الشعب لا يقبل، والشعب يريد، والشعب لايريد!!!) ثم يستكملون أسطوانتهم المشروخة تلك، بكيل التهم الباطلة والمسمّومة، للدولة الوطنية السورية (النظام، حسب مصطلحهم) من أجل إخفاء قَيْحِهم وقُبْحِهم وخُوائِهم واهترائهم.
• لقد جرى تعميم مقولة (الأمريكي الطيّب) و (الهندي الأحمر الشريّر) على الوضع في سورية، عبر شبكات الإعلام الدولية الهائلة، التي يقودها (العم سام)، من أجل قلب الحقائق، بحيث يصبح (المجرم) ضحيّةً، والضحيّة (مجرماً).. مع أنّ المجرم هو المحور الصهيو- أمريكي وأذنابه وأدواته الإرهابية والإجرامية، التي عاثت خراباً وقتلاً في سورية.. والضحية هي (الدولة السورية) بشعبها وجيشها وقيادتها.. ولكن أفّاقي الكرة الأرضية، لا يتوقفون عن تزوير الحقائق وتزييف الوقائع..
• وأخيراً، هل تعلم لماذا فَرّ معظم الساقطين والساقطات أخلاقياً من الوطن، وانضموّا إلى (معارضات الناتو)؟.. السبب الأهم: من أجل تبرير سقوطهم الأخلاقي، عبر إقناع أنفسهم وغيرهم، بأنّ العهر الأخلاقي، مسألة صغيرة (ما بينحكى فيها) أمام انخراطهم في (الثورة) غير المسبوقة!!!..
-8-
[لا يَخْدَعْنَك كلام البعض في الوطن
فالنّاس في السّر، غير الناس في العلن]
[ الوطنية هي القناعة، بأنّ هذا البلد، هو أعلى منزلةً، من جميع البلدان الأخرى، لمجرّد أنك وُلِدْتَ فيه]* برنارد شو
• إنها العصبية الوطنية الحميدة، لا العصبية الطائفية أو المذهبية أو العرقية، البغيضة.
• عندما تعضّ بَرْغَـشَةٌ، أَسَـداً، تتوهّم أنها صارت شيئاً مُهِماً، وكأنّها تجهل أنّ البرغشة، تبقى حشرةً، مهما تطاولت.. وأنّ الأسد يبقى سيّد الغاب، مهما تكالبت عليه الذئاب والأذناب.
• السياسة ليست الإيمان بالسحر والمعجزات، بل هي العمل المنظّم الدؤوب، لخلق المعجزات التي يفوق تأثيرُها، فِعْلَ السحر.
• إنّ مصير أعداءَ الدولة الوطنية السورية الذين يحاربون الآن (الشعب السوري، والجيش السوري، والرئيس الأسد) لن يكون أفضل من مصير (مونت كريستو) الذي واصَــلَ الليل بالنهار، لسنواتٍ عديدة، وهو يحفر في زنزانته للخروج منها.. فإذا به يجد نفسه في زنزانة أصغر وأضيق وأكثر برودة ورطوبةً وظلاماً.
إنهم يشبهون لاعب (البومرانغ) وهي (القوس) المتعدد الأضلاع، الذي يرتدّ على من يطلقه.. والذنب ذنبهم!!!
• الحقيقة ليس هناك (دول ربيع عربي) و(دول خريف عربي) كما قال أحد إخونجييّ مصر، بل هناك (دول ربيع إخونجي) لاعلاقة له بالعروبة إلاّ بالاسم.. و(دول خريف) هي معظم دول النظام الرسمي العربي المنخور (المقلقز) الذي توهّم أنّ هزيمة سورية، سوف يعزّز بقاء حُكّامِه، على عروشهم.. ولكنهم أفلسوا، بدليل استماتتهم للإيغال في دماء السوريين، وحالهم كحال المقامِر الذي يخسر ويخسر، فيضع كل ما تبقـّى لديه من رصيد (ضربة صولد) ظناً منه أنه سيربح، وإذا به يصبح (على الحديدة).
• الأسلوب الغوغائي، الغرائزي، الديماغوجي، التلفيقي.. هو ماركة مسجّلة باسم (المعارضات السورية) بمعظمها، وباسم داعِميها، وخاصةً باسم بيادق وأذناب داعِميها.
• المطلوب صهيو-أطلسياً، من أنظمة (ربيع الناتو العربي) أن تتنازل عن قرارها المستقل وعن سيادتها الوطنية، سياسياً واقتصادياً، مقابل تسلّمها السلطة.
• جوهر الصراع القائم في المنطقة، الآن، صراع بين الإسلام المحمّــدي المتنوّر المتحضّر المتسامح.. وبين التأسلم الظلامي المغلق العنصري (الوهّابي- الإخونجي).
• هم يريدون تغيير (النهج) قبل (الشخص).. ولأنّ الشخص، رفض تغيير النهج، صار المطلوب تغيير الشخص، تمهيداً لتغيير النهج.. أمـّا في الدول التابعة لهم، فقد اضطرّوا، أو قاموا، بتغيير الشخص، من أجل الحفاظ على النهج (التابع لهم).
• كل ّهذه الغزوة الاستعمارية الصهيو- وهّابية-الإخونجية، التدميرية لسورية، تجري تحت عنوان (تحرير الشعب السوري)!!!.
• هل يكفي أن يمارس البعض (الديمقراطية الشكلية، الفاسدة والمفسِدة) لكي يدّعي أنه ديمقراطي؟!
• من (برنارد لويس) إلى(برنارد هنري ليفي).. الأول: نَظَّــرَ للإسلام، من أجل صهينته.. والثاني أدار (الثورات) التي تدثّرت بالإسلام، من أجل استكمال (صهينة) الدول التي لم ينجحوا، سابقاً في صهينتها.. ولماذا العجب طالما أن الاثنين، يهوديان صهيونيان.
• بعد أن انتهوا من (صهينة المسيحية الغربية) انتقلوا إلى محاولة (صهينة الإسلام) و (صهينة المسيحية المشرقية) وانتقلوا إلى (أسرلة باقي العرب) بعد أن انتهوا من (أسرلة محميّات النفط ومشيخات الغاز).
• لن يطول الزمن بسورية، حتى تستعيد لياقتها البنيوية، والمؤسساتية، والإدارية، والتنظيمية، والقيادية.. ولتستعيد شبابها الأزليّ الأبدي، بفضل صمود شعب عملاق وجيش عملاق وقائد عملاق.
• تتجلّــى (إنسانية) الإنسان، عبر تمتعّــه بــ(الحرية).. وتتجلّــى (مواطنيّــة) المواطن، عبر المشاركة في القرار السياسي، وفي تقرير الشأن العام.
-9-
[ عندما يَطُــقّ ما تَبَقَّــى من شرْش الحياء، في جبين لاعِقي أحذية نواطير الغاز والكاز]
المفارقة الغريبة العجيبة: عندما يتكأكأ، ليس الإسرائيليون فقط، ولا حلفاؤهم الأطالسة فقط، ولا أذناب حلفائهم من نواطير النفط والغاز فقط.. وإنما عندما يعبّــر، بالنيابة عن هؤلاء جميعاً: لاعقو أحذية نواطير الغاز والكاز، من (إعلاميّــي المارينز) و(مرتزقة البلاك ووتر المتثاقفة) في الإعلام النفطي، وإعلام المشيخات والمحميات والكيانات الملتحقة بالاستعمار الجديد.. تتكأكأ كل هذه الجهات، وتبذل جهودها لكي تقول بأنّ (الدولة الوطنية السورية) (التي يسمّونها: النظام السوري) في حالة “تحالف”!!! مع إسرائيل، ويستفيضون في الشرح، بأنّ واشنطن تراجعت عن فكرة (غزو سورية) كُرْمى لعيون إسرائيل، التي لا (تريد إسقاط النظام السوري) (لأنه يحرس لها جبهة الجولان)!!!.
أيها الأوغاد، يا مَنْ جعلتم من المقدّسات الإسلامية والمسيحية، ومن الثروات والمقدّرات العربية، ومن الشعوب العربية، ومن العروش الأعرابية، جعلتم منها جميعها، أدواتٍ طيّعة، لخدمة أسياد إسرائيل الأطالسة، وبالتالي لخدمة ابنتهم المدلّلة إسرائيل، وجعلتم من أنفسكم، نواطيرَ وحرَّاساً ليس لحدود إسرائيل فقط، بل لحراسة اغتصاب كامل فلسطين المحتلة، ووضعتم أنفسكم بالكامل في خدمة (الأمن الإسرائيلي الاستعماري الاستيطاني العدواني العنصري) وليس ذلك فقط، بل تتسابقون لخدمة المشروع الصهيوني، في سيطرته على كامل المنطقة من المحيط إلى الخليج.. ورغم ذلك، لا يرعوي بعض لاعقي أحذيتكم من الحديث أو الكتابة عن (تحالف) أو (تناغم) إسرائيلي سوري!!!.