حول الفيديو المركّب.. بدعوى أنه مسرّب
موقع إنباء الإخباري ـ
وائل الأشمر:
انتشر مؤخراً عبر قناة العربية فيديو بعنوان (فيديو مسرّب يظهر وحشية حزب الله بالتعامل مع الجرحى السوريين) ، وأثار جدلاً واسعاً بين أوساط جمهور المقاومة، وإلى هؤلاء نتوجه بهذا البيان، على اعتبار أن الجمهور الموالي للتكفيريين والعدو الصهيوني قد تجرد منذ زمن بكل ما يمت للمنطق بأي صلة:
أولاً : لمن سلم جدلاً بأن العناصر الظاهرين بالفيديو هم من (حزب الله)، أقول لهم بأنكم وقعتم في فخ أصبح معروفاً ومفضوحاً على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهو توجيه رأي المشاهد بواسطة عنوان الفيديو أو الصورة.
ثانياً : إن أسطورة الشريط الأصفر المعقود على العضد هي من تأليف العدو وملحقاته من 14 آذار ومن لف لفها، ولم نشهد ارتباط هذه الظاهرة بعناصر المقاومة، وخصوصاً العاملين منهم على الأراضي السورية.
ثالثاً : يبدو جلياً افتقار تلك المجموعة الظاهرة في الفيديو إلى الإنضباط، وعدم التزام عناصرها بتعليمات قائدها، بما يعاكس تماماً طبيعة أداء وسلوك وعقيدة (حزب الله)، وهو ما يقر به العدو قبل الصديق.
رابعاً : إن الأسلحة الفردية المستخدمة من قبل تلك المجموعة هي من نوع (كلاشنيكوف ـ بأعقاب خشبية) ، بينما مثيلتها المسخدمة من قبل عناصر (حزب الله) هي من نوع M16
خامساً : إن تاريخ أداء وسلوك حزب الله ينافي بل يعاكس تماماً ما شاهدناه في الفيديو موضوع البيان، هذا التاريخ الذي استقينا منه دروساً في أخلاقيات التعامل مع العدو، منها على سبيل المثال لا الحصر:
◘ تأجيل إعدام العميل عقل هاشم بهدف تجنيب أسرته القتل أو الإصابة
◘ رفض أمينه العام صفقة مع العدو الصهيوني لتبادل أسرى وأشلاء تشمل رفات ولده الشهيد فقط، وإصراره على إتمامها بأعلى سقف للمكاسب
◘ الاعتقالات (المخملية) التي طالت عناصر (ميليشيا لحد) يوم تحرير الجنوب
◘ تسهيل مرور جرحى العدو التكفيري للعلاج في لبنـان بعد تحرير القصير
سادساً : إن رفض تلك الممارسات التي قام بها عناصر المجموعة موضوع الجدل، تحت مسمى الشعارات الإنسانية والثوابت الدينية، يجب أن يقابله اقتراحات لما هو واجب فعله عملياً ضمن تلك الشعارات والثوابت، وليس مجرد الرفض والاعتراض. لذا، ندعو المعترضين على أداء وسلوك تلك العناصر، أن يتقدموا باقتراحات بديلة لما كان من الواجب فعله في هكذا موقف، كي يكون اعتراضهم ونقدهم إيجابياً وبناءاً، وماذا كان عساهم أن يفعلوا فيما لو وضعوا في موقف مشابه، بعيداً عن النظريات المنطلقة من الصالونات والمكاتب وربما من تحت اللحاف. اقتراحات مثل إلحاق مشاف ميدانية بكل وحدة مقاتلة، وظيفتها علاج جرحى العدو، بالإضافة إلى سجون ميدانية متنقلة لضمان عدم قيام هؤلاء بحمل السلاح مجدداً، كما فعل الذين تم علاجهم في المستشفيات اللبنانية.
سابعاً : من حيث الشكل، إن مساواة عملية إعدام تلك العناصر لجرحى الميليشيات التكفيرية بعمليات الإعدام التي تقوم بها تلك الأخيرة، ينم عن تجاهل متعمد للوقائع، لا يسعنا حمله على أي محمل آخر، فالجميع شاهد عمليات النحر وتقطيع الأوصال وإلقاء الضحايا من على أسطح المباني والجسور، ناهيك عن عمليات إعدام الأطفال وبقر بطون النساء الحوامل، وإبادة قرى بأكملها، وكل ذلك موثق بالصوت والصورة، بما لا يقارن بإطلاق رصاصة رحمة على رأس جريح لا قدرة عملية على علاجه، ناهيك عن حتمية حمله للسلاح مجدداً في أقرب فرصة تسنح له بذلك.